بَابُ التّاء
المُثَنَّاة الفَوْقِيَّة من الحروف المهموسة ، وهي من الحروف (١) النِّطْعِيَّة ، الطاءُ والدالُ والتَّاءُ ، ثلاثة في حَيِّزٍ واحد. وأكثرُهم يتكلَّم على إبدالها من بقيَّة الحروف ، لِأَنها من حروف الإبدال. انْظرْهُ في شرح شيخنا.
فصل الألف
مع التاءِ
[أبت] : أَبِتَ اليوم ، كسَمِعَ ، ونَصَرَ ، وضَرَب ، وأشهر اللُّغَاتِ فيه ، كَفرحَ ؛ وعليه اقتصر الجَوْهَريُّ ، ونَسبَه إلى أَبي زَيْد ، وسَقَطَ لفظُ ضَرَبَ من بعض النُّسَخ ، ورأَيْت ، في هامِشِ الصّحاح ، ما نصُّه : الذِي قرأْتُه بخطِ الأَزهريّ في كتابه : أَبَتَ يأْبُتُ ، وكذا وَجَدْتُه في كتابِ الهَمْزِ ، لأَبِي زيد ، وقد وَهِمَ الجَوْهَريّ. أَبْتاً بفتْح فسُكون ، وَأُبُوتاً بالضَّمّ : اشْتَدَّ حَرُّهُ وَغَمُّهُ ، وسَكَنَتْ رِيحُهُ ، فهو آبِتٌ بالمدِّ ، وأَبِتٌ كفَرِحٍ وَأَبْتٌ بفتح فسكون ، كُلُّه بمعنى واحدٍ ، هكذا في النُّسخة ، وضبَطهُ الجَوْهَرِيُّ : الأُولى كضَخْمٍ ، والثانيةَ ككَتِفٍ ، والثالثةَ بالمدِّ ؛ قال رُؤْبَةُ :
*مِنْ سافِعاتٍ وهَجِيرٍ أَبْتِ*
فهو يَوْمٌ أَبْتٌ ، وليلة آبِتَةٌ بالمدِّ ، وأَبِتَةٌ كَكَتِفَةٍ ، وأَبْتَهٌ كضَخْمَةٍ ؛ وكذلك حَمْتٌ وحَمْتَةٌ ، ومَحْتٌ ومَحْتَة ، كل هذا في شِدّة الحَرِّ.
وأَبِتَ من الشَّرَابِ : انْتَفَخَ (٢) ، وذا من زياداته.
ويقَالُ : رَجلٌ مَأْبوتٌ : أي مَحرورٌ.
وأَبْتَةُ الغَضَبِ ، بالفتح : شِدَّتُه وسَوْرَتُه.
ويقال : تَأَبَّتَ الجَمْر : إذا احْتَدَم ، افتعلَ ، من : حَدَمَ بالحَاءِ والدال المهْمَلَتَيْنِ.
[أتت] : أَتَّه ، يَؤُتُّه ، أَتّاً : غَتَّه بالكلام ، أو غَلَبَه بالحُجَّةِ وكَبَتَهُ والمَئِتَّةُ مفْعِلَةٌ منه ، كذا في الصّحاح ولسان العربِ.
وأَتَّ رَأْسَهُ : شَدَخَهُ (٣) ، وذا من زياداته.
[أرت] : الأُرْتَةُ ، بالضَّم : الشَّعَرُ الذِي في رَأْسِ الحِرْباءِ ، عن أبي عَمْرِو ، وفي نسخةٍ : على رَأْسِ الحِرْبَاءِ : والأُرَتَانُ ، بضمّ الهَمْزة وفتح الرَّاءِ : ع.
[أست] : أَسْتُ الدَّهْر بالفتح ، جاءَ عن أَبي زَيْدٍ :قَوْلُهُم : ما زال على اسْتِ الدَّهْرِ مَجْنوناً ، أَي : لم يَزَلْ يُعْرَفُ بالجُنون ، وهو مثلُ أُسِّ الدَّهْر ، وهو قِدَمُهُ ، فأبْدَلُوا من إِحدى السِّينَيْنِ تاءً ، كما قالُوا : للِطَّسِّ : طَسْتٌ ، وأَنشد لأَبي نُخَيْلَةَ :
ما زالَ مُذْ كانَ علَى اسْتِ الدَّهْرِ |
|
ذا حُمُقٍ يَنْمِي وعَقلٍ يَحْرِي |
وجدت ، في هامش نسخةِ الصِّحاحِ ما نصّهُ : كان يَزِيدُ بْنُ عَمْرو (٤) بنِ هُبَيْرَةَ الفَزاريّ قد أَخَذَ ابْنَ النَّجْمِ بْنِ بِسْطَامِ بْنِ ضرارِ بْنِ قَعْقَاعِ (٥) بنِ زُرَارةَ ، في الشُّراةِ ، فَحَبَسَهُ ، فدخلَ عليه أبو نُخَيْلَةَ فسأَلَه في أَمْرهِ ، وذكر أَنه مجنونٌ ، لِيَهُونَ أَمرُه على يَزِيدَ ، وقَبْلَهُ :
__________________
(١) عن اللسان ، وبالأصل «حروف» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله من حروف» والظاهر : الحروف النطعية. قال المجد : والحروف النطعية ط د ت».
(٢) قال في التكملة : ويقال إنه بالثاء المثلثة ، وهو الصحيح. (٤) عن جمهرة ابن حزم ، وبالأصل «عمرو».
(٣) في التكملة عن ابن دريد : أته يؤته : إذا شدخه. (٥) عن الأغاني ، وبالأصل «تعتاع»