ورَدَّ البيتينِ أَبو بكر الزُّبَيْدِيّ : وقال أَحسَبُهما مصنوعَينِ ؛ وليس كما قال ، قد ذَكَرَهُما غيرُ واحدٍ من أَئمّة اللُّغَة.
وسيأْتي تحقيق ذلك.
[ثفت] : * ومِمّا يُستدرَكُ عليه : ثَافِتُ : (١) قريةٌ باليَمَن ، ذاتُ كُرومٍ كثيرة ، بينها وبين صَنْعَاءَ يومانِ. ويُقَال : أَثافِت ، قال الهَمْدَانيّ : ويقال أَثافة بالهاءِ ، والتّاءُ أَكثرُ ، قال الأَصمعيّ : وقفتُ باليمن على قرية ، فقلتُ لامْرَأَةٍ ، بِمَ تُسَمَّى هذه القريةُ؟ فقالت : أَما سَمِعتَ قولَ الشّاعر الأَعْشَى :
أُحِبُّ أَثافِتَ ذاتَ الكُرُو |
|
مِ عند عُصارَةِ أَعْنَابِها |
قال ياقوت : وخبَّرني الرَّئيس الكباريّ من أَهل أَثافِت ، قال : وكانت تُسمَّى في الجاهِليّة دُرْنَى ، وإِيّاهَا عنَى الأَعْشَى بقوله :
أَقُولُ للشَّرْبِ في دُرْنَى وقد ثَمِلُوا |
|
شِيمُوا وكَيْفَ يَشِيمُ الشَّارِبُ الثَّمِلُ |
وكان الأَعشى كثيراً ما يَتَّجِزُ فيها ، وكان له مِعصَارٌ (٢) للخمر يَعْصِرُ فيها ما جَزَل له أَهلُ أَثافِتَ من أَعنابِهم.
[ثمت] : الثَّمُوت ، كقَبُولٍ : أَهملَه اللَّيْثُ والجوهَرِيُّ ، وروَى ثعلب عن ابن الأعْرَابيّ أَنه قال : الثَّمُوت : العِذْيَوْطُ ، وهو الّذي إِذا غَشِيَ المرأَةَ أَحْدثَ ، وهو الثَّتُّ أَيضاً. وقد تقدّم.
[ثنت] : ثَنِتَ اللَّحْمُ ، كفَرِحَ ، ثَنَتاً : إِذا تَغيَّرَ وأَنْتَنَ.
وثَنِتَت الشَّفةُ ، وكذلك اللِّثَةُ : إِذا اسْتَرْخَتْ ودَمِيَتْ ، فهي أَي اللِّثَةُ ثَنِتَةٌ.
ولَحمٌ ثَنِتٌ : مُسْتَرْخٍ ، ونَثِتٌ مثلُه بتقديم النّون. ورجُلٌ ثِنْتايَةٌ ، بالكسر : أَي فَحَّاشٌ سيِّيءُ الخْلق بذيءُ اللسان ، نقله الصّاغانيّ.
[ثوت] : ثاتٌ : أَهمله الجوهريّ ، وصاحبُ اللّسان. وهو مِخْلافٌ باليَمَن ، ومنه ذُو ثَاتٍ الحِمْيَريّ. وهو قَيْلٌ من أَقْيالِها (٣) ، وهو ذُو ثَاتِ بنُ عَريب بن أَيْمَنَ بن شُرَحْبِيلِ بن الحارث بن زَيْدِ بن ذِي رُعَيْنِ. قاله الهَمَدانيّ.
وقال الدّارقُطْنِيُّ : أَبُو خُزَيْمَةَ إِبراهيمُ بنُ يَزِيد بنِ مُرَّة بن شُرَحْبِيلٍ الرُّعَيْنِيّ الثَّاتِيّ ، نِسبة إِلى ثاتِ بنِ رُعيْنٍ من أَجْداده وهو الثّاني عَشَرَ من جُدوده ، لا إِلى ذي ثاتٍ ، وَلِي القضَاءَ بمِصْرَ. روى عنه جَرِيرُ بن حازِمٍ ومُفَضَّل بن فَضَالَةَ ، وقال ابنُ الأَثير : وَرِعٌ زاهِدٌ ، عن يَزِيد بن أَبي حَبِيبٍ : وَلِيَ القضاءَ كَرْهاً ، مات سنة ١٥٤. قلتُ وترجَمَهُ القاضي نورُ الدّين عليُّ بن عبد القادر الطُّوخِيُّ في كتاب قُضَاة مصر ، وبَسطَ في ترجَمَته ؛ ومنهم من صحّف جَدَّه بباب ، بالموحِّدتَيْنِ ، فَلْيُتفَطَّنْ لذلك. وقد ذكره المصنّف في ت ن أ ، فصحّفه ، وقد نَبَّهنا عليه هُناك.
[ثهت] : ثَهِتَ ، كفَرِحَ ، ثَهْتاً بفتحٍ فسكون (٤) ، وثُهَاتاً بالضَّمّ : أَهمله الجوهريُّ. وقال ابن بُزُرْجَ : أَي دَعا وصَوَّت ، يُقال : ما أَنتَ في ذلك الأَمرِ بِالثّاهتِ ولا المَثْهوتِ : أَي بالدّاعِي ولا المَدْعُوّ. قال الأَزهريُّ : وقد رواه أَحمدُ بن يحيى ، عن ابن الأَعرابيّ ، وأَنشد :
وانْحَطَّ داعِيكَ إِلى إِسكاتِ (٥) |
|
من البُكَاءِ الحَقِّ والثُّهَاتِ |
والثَّاهِتُ : الحُلْقُومُ (٦) يَخرُج منه الصَّوتُ ، أَو البَلْدَمَ بالكسر (٧) ، هو مُقَدَّمُ الصَّدْرِ ، أَوْ جُلَيْدَةٌ يَموجُ فيها القَلْبُ ، وهي جِرابُه ، قال :
مُلِّيءَ في الصَّدْرِ علَيْنَا ضَبَّا |
|
حَتّى وَرَى ثاهِتَهُ والخِلْبَا |
* وممّا يستدرك عليه :
ثَهَّتَ على غَرِيمِه تَثْهِيتاً : إِذا صاحَ أَعْلَى صِياحِه ، وكذلك : قَعَّطَ (٨) ، وجَوَّرَ. وجَوَّقَ ، كذا في نوادرِ الأَعراب.
__________________
(١) في معجم البلدان : ويقال أثافت في أوله همزة. وأهل اليمن يسمونها ثافت بغير همزة.
(٢) في معجم البلدان : مِعْصَرٌ.
(٣) التكملة : مقول من مقاولهم المشهورين.
(٤) اللسان : ثهتا بفتح الهاء ضبط قلم.
(٥) في التهذيب : بلا إسكات.
(٦) في التكملة : الحلق.
(٧) كذا ، وضبطت في القاموس ضبط قلم البلدم. (٨) بالأصل : «تعط» وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله تعط كذا بخطه ـ