مُحَمَّدِ بنِ مخلد الجَلَخْتِيُّ (١) الواسطيُّ من مشاهير المُحَدِّثِينَ ، وكذا ابنُه نَصْرُ اللهِ بنُ محمَّد.
[جوت] : جَوْتَ جَوْتِ جَوْتُ ، مُثَلَّثَةَ الآخِرِ مَبْنِيَّةً ، الفتحُ لُغَةٌ مشهورة ، والكسر عن أَبي عَمْرٍو ، والضَّمُّ عن الفَرّاءِ : دُعاءٌ للإِبِلِ إِلى الماءِ. فإِذا أَدخَلُوا عليه الأَلفَ واللَّامَ ، تركُوه على حاله قبلَ دُخُولِهما ؛ قال الشّاعر ، أَنشده الكِسائيّ :
دَعَاهُنَّ رِدْفِي فارْعَوَيْنَ لصَوْتِهِ |
|
كما رُعْتَ بالجَوْتَ الظِّمَاءَ الصَّوَادِيا (٢) |
نَصَبَه مع الأَلف واللَّام ، على الحِكَايَة ، كذا في الصّحاح. وكان أَبو عَمْرٍو يكسر التّاءَ من قوله بالجَوْتِ ، ويقول : إِذا أَدْخلت عليه الأَلفَ واللّام ذَهَبَتْ منه الحِكَايَة. والأَوّل قولُ الفَرّاءِ والكسائِيّ. وكان أَبو الهَيْثَمِ يُنْكِرُ النَّصْبَ ، ويقول : إِذا أُدخل عليه الأَلف واللّام ، أُعْرِبَ ، ويُنْشِدُه : كما رُعْتَ بالجَوْتِ. وقال أَبو عُبَيْدٍ : قال الكسائيُّ أَراد به الحكاية مع اللام. قال أَبو الحسن : والصَّحيح أَنّ اللَّامَ هنا ، زائدةٌ ، كزيادتها في قوله :
ولَقَدْ نَهَيْتُكَ عن بَنَاتِ الأَوْبَرِ
فبَقِيَتْ على بنائها. ورواه يعقوبُ : كما رُعْتَ بالجَوْت (٣). والقول فيها كالقَوْل في جَوْت.
وَقَدْ جَاوَتَهَا ، قال الشاعر :
جَاوَتَهَا فهاجَها جُوَاتُهُ
وقال بعضهم : جايَتَهَا ، وأَنشد قولَ الشّاعر : «جايَتَها» ، وسيأْتي زيادة تحقيق في التي تليها أَو جَوْت جَوْت : زَجْرٌ لَها.
والاسمُ منه الجُوَاتُ ، كغُرابٍ.
وإِسْحَاقُ بنُ إِبراهيمَ بنِ جُوتَى ، كطُوبَى : مُحَدِّثٌ صَنْعَانِيّ ، عن عبد المَلِك بنِ عبد الرّحْمن الذَّماريّ ، وسَعِيدِ بن سالِم القَدّاح ، وعنه أَبو زيدٍ محمّد بنُ أَحمدَ بنِ إِبراهِيمَ ، وعليّ بن بِشْرٍ المقارِيضيّ ، ووَلَدُهُ محمّد بن إِسحاقَ بنِ إِبراهيمَ ، شيخٌ للطَّبَرَانيّ.
[جيت] : جِيتُ ، بالكَسْرِ : حِصْنٌ من أَعْمَالِ نابُلُسَ ، وهو غير جيب بالمُوَحَّدَة الّذي من أَعمال بيت المَقْدِس ، من فُتُوحات السُّلْطانِ صَلاحِ الدِّين ، رحمهالله تعالى ، وقد تقدَّم ، أَو أَنَّ أَحدَهُمَا مُصَحَّف عن الآخرِ.
وجايَتَ الإِبِلَ : قال لها جَوْت جَوْت ، وهو دُعاؤُه إِيّاها إلى الماءِ ، قال : جايَتَها فهَاجَها جُوَاتَهُ هكذا رواه ابنُ الأَعْرَابيّ. وهذا إِنَّمَا هو على المُعَاقَبَة ، أَصلُهَا جاوَتَها ، لأَنّه فاعَلَهَا من جَوْتِ جَوْتِ ، وطَلَبَ الخِفَّةَ فقلَبَ الواوَ ياءً. أَلا تراه رجَعَ في قوله : جُواتُه ، إلى الأَصل الّذي هو الواو ، وقد يكونُ شاذّاً ، نادِراً. كذا في لسان العرب في ج وت. وزاد في ج ي ت بعد ما ذكر روايةَ ابنِ الأَعْرَابيّ : وهذا يُبْطِلُه التَّصريفُ ، لأَنَّ جايَتَهَا من الياءِ.
وجَوْتِ جَوْتِ من الواو. اللهُمَّ إِلّا أَن يكُونَ مُعَاقَبَةً حِجازِيَّة ، كقولهم : الصُّياعُ في الصُّوَاعِ ، والميَاثِقُ في المَوَاثِقِ. أَو تكون لفظةٌ على حِدَةٍ ، والصَّحيحُ : جاوَتَهَا. وهكذا رواه غيرُ واحد (٤).
فصل الحاء
المهملة مع المُثَنَّاة الفوقية
[حبت] : حَبْتَةُ بِنْتُ الحُبابِ : أَهمله الجوهريُّ ، وهي في نَسَبِ الأَنصارِ.
وحَبْتَةُ بِنْتُ مالِكِ بْنِ عَمْرو بنِ عَوْف : صَحابِيَّة ، من نَسْلِها الإِمامُ أَبُو يُوسُفَ يَعْقُوبُ بنُ إِبراهيم بنِ حَبِيبٍ.
وقيل : خُنَيْس بن سَعْد بن حَبْتَةَ ، أَخو النُّعْمانِ بنِ سَعْد.
وحَبْتَة أُمُّهم ، فهم حَبْتِيُّون. وهو القاضي ، أَوّلُ مَنْ سُمِّيَ قاضِيَ القُضاة (٥) ، ولّاه الهادي ثم الرَّشيدُ ، وبه انتشر مذهبُ الإمام أَبي حنيفة ، رضياللهعنه ، رَوَى عن يَحْيَى بنِ سَعيدٍ الأَنصارِيّ والأَعْمَش وأَبي إِسحاقَ الشَّيْبَانيّ ، وعنه مُحَمَّدُ بنُ الحَسَن وغيرُه ، وُلِد سنة ١١٣ وتُوُفِّيَ سنة ١٨٢ ببَغْداد (٦).
__________________
(١) قال ابن الأثير : هذه النسبة إلى الجَلَخْت. جدّ.
(٢) اللسان ، وفي الصحاح والتهذيب عجزه. وفي المطبوعة الكويتية ورد : في الصحاح صدره خطأ.
(٣) عن اللسان ، وبالأصل «بالحوت». (٥) كان يقال له قاضي قضاة الدنيا لأنه كان يستنيب في سائر الأقاليم التي يحكم فيها الخليفة.
(٤) في اللسان : رواه القزاز ، والنص منقول عنه. (٦) في البداية والنهاية : مات عن سبع وستين سنة. وقد اتفقوا على أن وفاته كانت في هذه السنة ، فعليه لا تصح سنة ولادته.