الدُّعَاءِ ، لأنّه ليس بجارٍ على الفِعل ، وصار كقولك : التُّرابُ له ، وحَسُن الابتداءُ بالنَّكِرَة ؛ لأنّه في قوّة الدُّعَاءِ. وهذا المَثل ، نقله شُرّاحُ التَّسهيل وغيره ، وأَغفلَه المَيْدَانيُّ وغيره. والأَمْت : العَيْبُ في الفَمِ ، وفي الثَّوْبِ والحَجَرِ هكذا بالجرّ في غير ما نُسْخةٍ ، وضبطه بعضهم بالرّفْع ، كأنَّهُ يريد : والأَمْت : الحَجَرُ ، وما رأَيْته في ديوانٍ.
والأَمْت : أَنْ يَغْلُظَ مكانٌ وَيرِقَّ مَكانٌ أي : يكون بعضُه أَشرَفَ من بعض.
والأَمْتُ : تَخَلْخُلُ القِرْبَةِ إِذا لم تُحْكَمْ أَفْرَاطُهَا. قال الأَزهريّ : سَمِعْتُ العربَ تقول : قد مَلأ القِرْبَةَ مَلْأً لا أَمْتَ فيه ، أَيْ ليس فيه اسْترخاءٌ من شِدَّةِ امْتِلائِها. وفي قَوْل بعض : الأَمْتُ : أن تَصُبَّ في القِرْبَة حَتَّى تَنْثَنِيَ ولا تَمْلأها ، فيكون بعضُها أَشرفَ من بعض ، والجمعُ إمَاتٌ ، وأُمُوتٌ.
والمُؤَمَّتُ ، كمُعَظَّم : المَمْلُوءُ. وفي الأَساس : وامتلأ السِّقاءُ ، فلم يَبْقَ فيه أَمْتٌ.
وأُمِّتَ بالشَّرِّ : أُبِنَ به ، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
يَؤُوب أُولُوا الحَاجاتِ منه إِذا بَدَا |
|
إلى طَيِّبِ الأَثْوَابِ غَيْرِ مُؤَمَّتٍ |
المُؤَمَّتُ : هو المُتَّهَمُ بالشَّرِّ ونَحْوِه. وحكى ثعلبٌ : الخَمْرُ حَرُمَتْ من بابِ كَرُمَ. وفي نسخة : بالمبنيّ للمجهول من باب التّفعيل : لا أَمْتَ فِيهَا ، أي : لا شَكَّ في حُرْمَتِهَا وقد ورَدَ هذا في حديثِ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ : أَنَّ النَّبيَّ ، صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : «إنَّ الله حَرَّمَ الخَمْرَ ، فلا أَمْتَ فيها ، وأَنا أَنْهَى عن السَّكَرِ والمسْكِر» قوله : لا أَمْتَ فيها ، أَي : لا عَيْبَ فيها. وقال الأَزهريّ : لا شَكَّ فيها ، ولا ارْتِيابَ. وقيل لِلشَّكِّ وما يُرْتَابُ فيه : أَمْتٌ ، لأَنَّ الأَمْتَ : الحَزْرُ والتَّقدير ، ويَدخُلُهما الظَّنُّ والشَّكُّ. وقولُ ابْنِ جابِرٍ ، أَنشدَه شَمِرٌ :
ولا أَمْتَ في جُمْلٍ لَيالِيَ سَاعَفَتْ |
|
بها الدّارُ إِلّا أَنَّ جُمْلاً إِلى بُخْلِ (١) |
قال : لا أَمْتَ فِيهَا ، أَي : لا عَيْبَ فيها. وقال أَبو منصور : معنَى قولِ أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ في الحديث المتقدِّم غَيْرُ معنَى ما في البيت. أراد : أنَّه حَرَّمها تَحريماً (٢) لا هَوَادَةَ فيه ولا لِينَ ، ولكنّه شَدَّد في تَحريمها ، وهو من قولك : سِرْتُ سَيْراً لا أَمْتَ فيه ، أَي : لا وَهْنَ فيه ، ولا ضَعْفَ (٣). وجائزٌ أَن يكونَ المعنَى أَنه حَرَّمَها تحريماً لا شَكَّ فيه ، وقد تقدّم.
[أنت] : أَنَتَ ، يَأْنِتُ ، أَنِيتاً ، كنَأَتَ نَئِيتاً ، وسيأْتي ذِكرُه : أَنَّ ، عن أَبي زيدٍ. والأَنِيتُ : الأَنِينُ. وأَنَتَ فُلاناً : إذا حَسَدَه ، فهو مَأْنُوتٌ وأَنِيتٌ (٤). هذا قولُ أبي عَمْرٍو.
وأَنَتَ الشَّيْءَ : قَدَّرَه ، وذا من زياداته ، كأنَّ النُّونَ بدلٌ عن الميم.
فصل الباء
[ببرت] : مِمّا يسْتَدْركُ عليه فيه : بابِرْتُ ، بكسر الباءِ الثّانية وسكون الرّاءِ : مدينةٌ حَسَنَةٌ من نواحي أَرْزَنِ الرُّومِ وأَرْمِينِيَة ، كذا في المعجم : وفي أَنساب البُلْبَيْسِيّ : بابَرْتَا : قرية بأَعمال المَوْصِل (٥) من نواحي بَغْدَادَ ، منها : أَبو القاسِم هِبَةُ الله بن محمَّدِ بن الحَسَنِ بن أَبي أَلاصابع الحَرْبِيّ البَابَرْتِيّ ، وُلِدَ بِهَا ، ونشأ بالحربيّة (٦) ، أَخذ عنه السّمْعانيُّ.
[بتت] : البَتُّ : الطَّيْلَسَانُ من خَزٍّ ونَحْوهِ هذِه عبارة الجَوْهَرِيّ. وفي المحْكَم : هو كِساءٌ غَلِيظ ، مُهَلهَلٌ ، مُرَبَّعٌ ، أَخضرُ. وقيل : هو من وَبَرٍ وصُوفٍ. وفي كفاية المتحفِّظ : هو كِساءٌ غَلِيظٌ ، من صُوفٍ أَو وَبَرٍ. وفي التَّهْذيب : البَتُّ : ضَرْبٌ من الطَّيَالِسَةِ ، يُسَمَّى السّاجَ ، مُرَبَّعٌ ، غَليظٌ ، أَخضرُ. والجمع البُتُوتُ. وفي المحكم : أبُتُّ. وبِتَاتٌ. وفي حديث
__________________
(١) في الأصل : «حملّ ... حملا» وما أثبت عن اللسان.
(٢) في التكملة : تحريما بليغا.
(٣) في النهاية : ولا فتور.
(٤) في التكملة : الأنيت : المحسود. فعيل بمعنى مفعول.
(٥) معجم البلدان : قرية من أعمال دجيل بغداد.
(٦) عن معجم البلدان ، وبالأصل : بالجزيرة.