فصل الثّاءِ
المثلّثة مع الحاءِ
[ثجح] : * ومما يستدرك عليه في هذا الفصل : ماءٌ ثَجاحٌ ، كما قُرِئ به ، حكاه القاضي البِيضاويّ وغيرهُ ، قالوا : ومَثاجِحُ الماءِ : مَصابُّه.
[ثحح] : الثَّحْثَحَة : صَوتٌ فيه بُحَّةٌ عند اللهَاةِ ، وأَنشد :
أَبَحُّ مُثَحْثِحٌ صَحِلُ الثَّحِيحِ (١)
وعن أَبي عَمرٍو : يقال : قَرَبٌ ثَحْثَاحٌ : شَديدٌ ، مثلُ حَثْحَاث ، وقد تقدّم.
[ثعجح] : اثْعَنْجَحَ المَطَرُ : بمعنى اثْعَنْجَرَ ، إِذا سالَ وكَثُرَ ورَكِبَ بعضُه بَعْضاً. قال أَبو تُرابٍ : هكذا سَمِعْتُ عتَيِّرَ بنَ عَرْزَةَ (٢) الأَسَديّ يقول ، فذكَرْتُه لشَمِرٍ ، فاستَغْرَبه حين سَمِعَه فكَتَبه. وأَنشَدْته فيه ما أَنشدنيه عُتَيِّرٌ لعَديّ بنِ الغاضِريّ في الغَيْث.
جَوْنٌ تَرَى فيه الرَّوَايَا دُلَّحَا |
|
كأَنَّ جِنَّاناً وبُلْقاً ضُرَّحَا (٣) |
فِيهِ إِذا ما جُلْبُه تَكلَّحَا |
|
وسَحَّ سَحّاً مَاؤُه فاثْعَنْجَحَا |
حكاه الأَزهريّ ، وقال عن هذا الحرفِ وما قبلَه وما بعدَه في بابِ رُباعيِّ العينِ من كتابه : هذه حُروفٌ لا أَعرِفها ، ولم أَجِدْ لها أَصلاً في كُتب الثِّقات الّذين أَخَذوا عن العربِ العاربة ما أَوْدَعُوا كُتُبَهم ، ولم أَذكُرْها وأَنا أَحُقُّها ، ولكنيّ ذَكرتُها [اسْتِنْدَاراً لها و] (٤) تَعَجُّباً منها ، ولا أَدري ما صِحَّتها (٥) ، كذا في اللّسان.
[ثلطح] : * ومما يستدرك عليه :
ثلطح ، قال ابن سيده : رَجلٌ ثِلْطِحٌ كزِبْرِجٍ. أَي هَرِمٌ ذاهِبُ الأَسنانِ.
فصل الجيم
مع الحاءِ
[جبح] : جَبَحَ القَوْمُ بكِعَابِهم وجَبَخُوا بها : رَمَوْا بها ليَنظُروا أَيُّها يَخْرُجُ فائزاً.
والجَبْحُ بالفتح ويُثلَّث : حيث تُعَسِّل النَّحْلُ إِذا كان غَيْرَ مَصنوعٍ. وقيل : خَلِيَّةُ العَسَلِ ، ج أَجْبُحٌ وجِبَاحٌ. وفي التهذيب : وأَجْباحٌ كثيرةٌ. قال الطِّرِمّاح يُخاطِب ابنَه :
وإِنْ كُنْتَ عِندْي أَنتَ أَحْلَى مِنَ الجَنَى |
|
جَنَى النَّحْلِ أَضْحَى وَاتِناً بينَ أَجْبُح |
واتِناً : مُقيماً. والخاءُ المعجمة لُغة.
[جحح] : الجَحُّ : بَسْطُ الشَّيْءِ. وقال الأَزهريّ : جَحَّ الرَّجلُ ، إِذا أَكَلَ الجُحَّ (٦) ، وهو بالضّمّ البِطِّيخُ الصَّغيرُ المُشَنَّجُ ، أَو الحَنْظَلُ قَبْلَ نُضْجِه ، واحدته جُحَّةٌ ، وهو الذي يُسمِّيه أَهلُ نَجْدٍ الحَدَجُ. والجُحّ عندهم : كُلُّ شَجرٍ انبسطَ على وَجْهِ الأَرضِ ، كأَنّهم يُريدون : انْجَحَّ على الأَرضِ ، أَي انْسَحَب.
ويقال : أَجَحَّت المَرأَةُ ، إِذا حَمَلتْ فأَقْرَبتْ وعَظُمَ بطْنُها ، فهي مُجِحُّ. وقيل : حَمَلَتْ فأَثْقَلَت.
وفي الحديث «أَنه مَرّ بامرأَةٍ مُجِحّ» قال أَبو عُبيد : هي الحامِلُ المُقْرِبُ.
وأَصلُه في السِّباعِ. في الصّحاح : قال أَبو زيد : قَيْس كلُّها تَقول لكُلّ سَبُعةٍ إِذا حَمَلَتْ فَأَقْرَبَتْ وعَظُمَ بَطْنُها : قد أَجَحَّت ، فهي مُجِحٌّ.
وقال اللّيث : أَجَحَّت الكَلْبةُ : إِذا حَمَلَتْ فأَقْرَبتْ ، والجمْع مَجَاحُّ.
وفي الحديث : «أَنّ كَلْبَةً كانت في بني إِسرائيلَ مُجِحّاً ، فعَوَى جِراؤُها في بطْنها» ويُروى : «مُجِحّةً» ، بالهاءِ على أَصْلِ التأَنيث.
والجَحْجَحُ : السَّيِّدُ السَّمْحُ. وقيل : الكَريمُ. ولا تُوصَف
__________________
(١) في التكملة : الشحيح.
(٢) في التهذيب ٣ / ٢٦٣ : «غرزة» وفي اللسان (دار المعارف) : عروة.
(٣) الأصل والتهذيب والتكملة ، وفي اللسان :
كأن حنانا وبلقاً صرّحا
(٤) زيادة عن التهذيب واللسان.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : ذكر في اللسان بقية عبارته فقال : ولم أذكرها أنا هنا مع هذا القول إِلا لئلا يحتاج إِلى الكشف عنها فيظن بها ما لم ينقل في تفسيرها» وهذه العبارة سقطت من مطبوعة التهذيب.
(٦) في القاموس : «وأكلُ الجَحِّ» وما أثبت اقتضاه سباق عبارة التهذيب واللسان. وضبطت الجح هنا مثل ضبط التهذيب واللسان.