[جلدح] : الجُلادِحُ ، بالضّمّ : الطّويل. والجمع بالفتح ، كجَوَالِقَ ، عن ابن دُريد. وقال الرّاجز :
مثل الفَليقِ العُلْكُمِ الجُلادِحِ
والجَلَنْدَحُ : الثّقِيلُ الوَخْمُ من الرّجال.
وناقةٌ جُلَنْدَحَةٌ ، بضمّ الجيم وفتح اللَّام والدّال ، وضَمِّهما أَيضاً : صُلْبَةٌ شديدةٌ وهو خاصٌّ بالإِناث (١).
* ومما يستدرك عليه :
الجَلْدَحُ : المُسِنّ من الرِّجال. وفي التهذيب : رجل جَلَنْدَحٌ ، وجَلَحْمَدٌ : إِذا كان غليظاً ضَخْماً.
وقد سبق في «حلدج» : الحُلُنْدُحَة والحُلَنْدَحة : الصُّلْبَةُ من الإِبلِ.
[جمح] : جَمَحَ الفَرسُ بصاحِبِه ، كمَنَع ، جَمْحاً ، بفتح فسكون (٢) ، وجُموحاً ، بالضّمّ ، وجِماحاً ، بالكسر ، إِذا ذَهَب يَجْرِي جَرْياً غَالِباً ، وهو جامِحٌ وجَموحٌ ، الذَّكَرُ والأُنْثَى في جَموحٍ سواءٌ ؛ قاله الأَزهريّ (٣). وذلك إِذا اعْتَزَّ فارِسَه وغَلَبَه. وفَرَسٌ جَموحٌ : إِذا لم يَثْنِ رَأْسَه. وقال الأَزْهَرِيّ : وله مَعنيانِ (٤) : أَحدُهما : يُوضَع مَوْضِعَ العَيْب ، وذلك إِذا كان من عادته رُكوبُ الرَّأْس لا يَثْنِيهِ راكبُه ؛ وهذا من الجِمَاحِ الذي يُرَدّ منه بالعَيْب. والمعنّى الثّاني في الفَرس الجَموحِ : أَن يكون سَريعاً نَشِيطاً مَرُوحاً ، وليس بعَيْبٍ يُرَدّ منه ، ومنه قولُ امرئ القيس في صِفة فَرس :
وأَعدَدْتُ للحَرْبِ وَثّابةً |
|
جَوادَ المَحَثَّةِ والمُرْوَدِ |
جَمُوحاً رَمُوحاً ، وإِحْضَارُهَا |
|
كمَعْمَعَةِ السَّعَفِ المُوقَدِ |
ومن المجاز : جَمَحَتِ المَرْأَةُ زَوْجَهَا ، هكذا في سائر النسخ الّتي بأَيدينا ، والذي في الصَّحاح واللّسان وغيرهما : جَمَحَتْ المَرأَةُ من زَوْجِها تَجْمَح جِماحاً ، إِذا خَرَجَتْ مِن بيته إِلى أَهْلهَا قبلَ أَنْ يُطلِّقها ، ومثلُه طَمَحَت طِمَاحاً. قال الرّاجِز :
إِذا رأَتْني ذاتُ ضِغْنٍ حَنَّتِ |
|
وجَمَحَتْ مِن زَوْجِهَا وأَنَّتِ |
وجَمَحَ إِليه وطَمَحَ : إِذا أَسْرَعَ ولم يَرُدَّ وَجْهَه شيْءٌ (٥).
وبه فسَّر أَبو عُبَيْدَة قولَه تعالى : (لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ) (٦)
وفي الحديث : «جَمَحَ في أَثَرِه ، أَي أَسْرَعَ إِسْرَاعاً لا يَرُدُّه شَيْءٌ. ومثلُه قَولُ الزّجّاج. وفي الأَساس أَي يَجْرُون جَرْيَ الخَيْلِ الجَامِحَةِ. وهو مَجَاز حينَئِذٍ.
وجَمَحَ الصَّبِيّ الكَعْبَ بالكَعْبِ كجَبَح ، إِذا رَمَاهُ حتّى أَزالَه عن مكانه ، ويقال : تَجَامَحُوا والجُمّاح كرُمّانٍ : المُنهزِمون من الحَرْبِ ، عن ابن الأَعْرَابيّ.
والجُمّاحٌ : سَهْمُ صغيرٌ بلا نَصْلٍ ، مُدَوَّرُ الرَّأْسِ ، يتعلَّمُ به الصَّبيُّ الرَّمْي. وقيل ؛ بل تَمْرَةٌ (٧) أَو طِينٌ تُجْعَل على رأْس خَشَبَةٍ لئلّا تَعْقِرَ ، يَلْعَب بها الصِّبْيَانُ. وقال الأَزهريّ : يُرْمَى به الطَّائرُ فيُلْقِيه ولا يَقْتُله حتى يأْخُذَه راميه. ويقال له جُبّاحٌ ، أَيضاً. وقال أَبو حنيفةَ : الجُمَّاح : سَهْمُ الصَّبِيّ يَجْعَل في طَرِفِه تَمْراً مَعْلُوكاً بقَدْرِ عفَاصِ القارُورَةِ ليكون أَهْدَى له ، أَمْلَسُ (٨) ، وليس له ريش ، وربما لم يكن له أَيضاً فُوقٌ.
والجُمَّاحُ : ما يَخْرُج على أَطْرافِه شِبْهُ سُنْبلٍ ، غير أَنه ليِّن كأَذْنابِ الثَّعَالِب ، واحدته جُمّاحَةٌ ، أَو هو كرُؤُوس الحَلِيِّ والصِّلِّيانِ ونَحْوِه مما يَخرجُ على أَطرافِه ذلك.
ج جَمامِيحُ. وجاءَ في الشِّعْر. جَمَامِحُ. على الضرورة ، ويَعْنِي به قَوْلَ الحُطيئة :
بزُبِّ اللِّحَى جُرْدِ الخُصَى كالجَمامِح (٩)
__________________
(١) قال ابن دريد : لا يكاد يوصف بها إِلا الإِناث (الجمهرة ٣ / ٤٠٥).
(٢) في اللسان ضبطت الجيم بالفتح والكسر ضبط قلم.
(٣) عبارة التهذيب واللسان : الذكر والانثى في النعتين سواء. (يريد جاحح) وجموح).
(٤) في التهذيب واللسان : فرس جموح له معنيان.
(٥) عن اللسان وبالأصل «بشيء».
(٦) سورة التوبة من الآية ٥٧.
(٧) في التهذيب : ثمرة ، وفي موضع آخر : تمر أو طين.
(٨) عن اللسان ، وبالأصل «وأملس».
(٩) ديوانه ٦٤ وصدره فيه :
أخو المرء يؤتى دونه ثم يُتّقى