تابِعيّ ، يَرْوِي عن أَبيه ، روى عنه أَهلُ المَدينة ، مات سنة ١١٧ (١).
وبُدَيحٌ كزُبَيْرٍ : اسم مَوْلًى لعبدِ الله بنِ جَعفر الطَّيّارِ بنِ أَبي طالب يَرْوِي عن سَيِّده ، وعنه عيسى بن عُمَرَ بن عيسى ، كذا في كِتَاب الثِّقَات لابن حِبَّانَ. قلت : من وَلَدِه أَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بن إِسحاقَ بنِ إِبراهيم بنِ أَسْبَاطٍ الدِّينَوَريّ الحافظ ، وحَفيده أَبو زُرْعَةَ رَوْحُ بنُ محمّد بنِ أَبي بَكْرٍ ، وَلِيَ قَضَاءَ أَصْبهانَ. ومن المجاز بُدَيحٌ : اسمُ مُغَنٍّ سُمِّيَ به لأَنه كان إِذا غَنَّى قَطَعَ غِنَاءَ غيرِه ، لحُسْنِ صَوْتِه ، هكذا باللام ، وفي أُخرى : «بحسن صوته» ، مأْخوذٌ من بَدَحَه : إِذا قَطَعَه.
والأَبدَحُ : الرَّجُلُ الطَّوِيلُ ، وعنْ أَبي عَمْرٍو : هو العَريضُ الجَنْبَيْنِ من الدَّوابّ. قال الرّاجز :
حتى تُلاقِي ذاتَ دَفٍّ أَبْدَحِ |
|
بمُرْهَفِ النَّصْلِ رَغِيبِ المَجْرَحِ |
والبَدْحاءُ من الدَّوابِّ (٢) : الواسعةُ الرُّفْغِ.
وبَدَحَ الشّىْءَ بَدْحاً : رَمَاه.
والتَّبادُحُ : التَّرامِي بشيْءٍ رِخْوٍ كالبِطِّيخِ والرُّمّان عَبَثاً.
في حديثِ بَكرِ بن عبد الله : وكان الصَّحابةُ ـ وفي نُسخة من بعض الأُمّهات : كان أَصحابُ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم يَتمازَحون حَتَّى ، وفي بعض النُّسخ : ويَتبادَحون ، بالواو بدل حتّى ، بالبِطِّيخ ، أَي يَتَرامَوْن به فإِذا حَزَبَهم أَمرٌ ، وفي بعض الأُمَّهات الحَدِيثيّة : فإِذا جاءَت الحَقائقُ كانوا هُم الرِّجالَ ، أَي أَصحابَ الأَمرِ (٣).
وقال الأَصمعيّ في كتابه في الأَمثال ، يَروِيه أَبو حاتمٍ له : يُقال : أَكَلَ مالَه بأَبْدَحَ ودُبَيْدَحَ ، وكلّهم قال : بفتحِ الدَّالِ الثانيةِ وضمّ الأُولى. قال الأَصمعّي : إِنّما أصله دُبَيْحٌ ، ومعناه أَي أَكَله بالبَاطِل ، ورواه ابن السِّكِّيت : أَخَذَ مالَهُ بأَبْدَحَ ودُبَيْدَحَ ، يُضْرَب مَثَلاً للأَمْرِ الّذي يَبْطُل ولا يكون. وأَوردَه المَيْدَانيّ في مَجْمَع الأَمثال ، وقال : كأَنّ معنى المثل أَكلَ مالَه بسُهولةٍ من غير أَن نَالَه نَصَبٌ. ونقَلَ المَيْدَانيّ عن الأَصمعيّ أَيضاً ما نَصُّه : قال الحَجّاجُ الثَّقَفيّ لجَبَلَةَ بن الأَيْهَمِ الغَسّانيّ (٤) : قُلْ لفلانٍ ، هكذا بالنُّون في سائر النُّسخ الّتي بأَيدينا إِلّا ما شذّ بالحاءِ بدل النُّون ، نقله شيخنا ، وهو تَحريف : أَكَلْتَ مالَ الله بأَبْدَحَ ودُبَيْدَحَ. فقال له جَبَلَةُ : خُوَاسْتَه بضمّ الخاءِ ، وتحريك الواو ، وسكون السِّين المهملة ، وبعدها تاءٌ مثنَّاة فوقيّة مفتوحة ، لفظة فارسيّة. وقد أَخطأَ في ضَبطه ومعناه كثيرٌ مّمن لا دِرايَة له في اللِّسَان ، إِيزَدْ بكسر الأَوّل ، وسكون المثنّاة التّحْتِيّة ، وفتح الزّاي ، وسكون الدّال المهملة : من أسماءِ الله تعالى ، وقد يُكْسَر الزاي. ومعنى خواستة إِيزَد ، وهو تركيبٌ إِضافيّ ، أَي ما رَضِيَ به الله تعالى وَطَلَبه بِخْوَرْدي بكسر الموحّدة ، وسكون الخاءِ المعجمة أَي آكُلُه بَلاشْ ماشْ (٥) ، بفتح المُوَحَّدَة ، وإِعْجام الشّين فيهما : أَي بالحِيلة. ووُجد في بعض النّسخ بالسِّين المهملة فيهما ، وسيأْتي في يدح.
[بذح] : بَذَحَ لِسَانَ الفَصيلِ ، كمنَعَ بَذْحاً : فَلَقَه أَو شَقَّه لئلّا يَرْتَضِعَ ، كذا في التهذيب قال : وقد رأَيت من العُرْبَانِ (٦) مَنْ يَشُقُّ لِسانَ الفَصِيلِ اللّاهِجِ بثنَاياه فيَقْطَعه ، وهو الإِحزازُ عند العَرب. وبَذَحَ الجِلْدَ عن العِرْقِ ، إِذا قَشَرَه.
والبِذْحُ ، بالكسر : قَطْعٌ في اليدِ. والذي جاءَ عن أَبي عَمْرٍو : أَصَابه بَذْحٌ في رِجْله : أَي شَقٌّ ، وهو مثل الذَّبْح ، وكأَنه مقلوب ، وفي رِجلِ فُلانِ بُذوحٌ : أَي شُقوقٌ.
والبَذْحُ ، بالفتح : موْضِعُ الشَّقِّ ، ج بُذُوح ، قال :
لأَعْلِطَنّ حَرْزَماً بعَلْطِ |
|
بلِيتِهِ عند بُذُوحِ الشَّرْطِ |
والبَذَحُ ، بالتّحريك : سَحَجُ الفَخِذَيْنِ.
ويقال : لو سأَلَتهم ما بَذَحَوا بشيْءٍ : أَي لم يُغْنُوا شَيئاً وتَبَذَّحَ السَّحابُ : إِذا مَطَرَ ، وإِهمال الدّال لغة فيه.
__________________
(١) في تقريب التهذيب : مات سنة عشر ومئة وقيل بعد ذلك.
(٢) التكملة : النساء.
(٣) انظر النهاية واللسان (بدح).
(٤) كذا. وجبلة مات سنة ٢٠ ه (الأعلام للزركلي).
(٥) في التكملة : «بُخوَرْدِي بِلَاشْ ماشْ» وبهامشه : بخوردي : فطنة حكمة ، وبلاش : مهارة ، وماش : فقير.
(٦) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : الرعيان.