[سعد] : سَعَدَ يَومُنا ، كنَفَع يَسْعَد سَعْداً ، بفتح فسكون ، وسُعُوداً كقُعُودٍ : يَمِنَ ويَمَن وَيَمُنَ مُثَلَّثةً ، يقال : يومٌ سَعْدٌ ، ويومٌ نَحْسٌ.
والسَّعْدُ : ع قُرْبَ المدينةِ على ثلاثة أَميال (١) منها ، كانت غَزْوَة ذاتِ الرِّقاع قريبةً منه ، والسَّعْد : جَبَلٌ بالحِجَاز ، بينه وبين الكَديد ثلاثون مِيلاً ، عنده قَصْرٌ ، ومنازِلُ ، وسُوقٌ ، وماءٌ عذْبٌ ، على جادَّة طريقٍ كان يُسْلَكُ من فَيْدٍ إِلى المَدينة.
والسَّعْد : د ، يُعْمَل فيه الدُّرُوعُ ، فيقال : الدُّروعُ السَّعْدِيَّة ، نِسْبَة إِليه وقيل السَّعْد : قَبِيلةٌ نُسِبَت إِليها الدُّروعُ.
والسَّعْد ثُلُثُ اللَّبِنَةِ ، لَبِنَةِ القَمِيصِ والسُّعَيْد كَزُبَيْر : رُبْعُها ، أَي تِلك اللَّبِنَة. نقله الصاغانيُّ.
واستَسْعَدَ بِهِ : عَدَّهُ سَعِيداً وفي نُسخة : سَعْداً.
والسَّعادةُ : خِلافُ الشَّقاوةِ ، والسُّعُودة خِلافُ النُّحُوسة ، وقد سعِدَ كعَلِم وعُنِي سَعْداً وسَعَادَة فهو سَعِيدٌ ، نقيضُ شَقِيِّ ، مثل سَلِمَ فهو سَلِيم وسُعِد بالضّمّ سَعَادة ، فهو مَسْعُودٌ والجمع سُعَداءُ والأُنثَى بالهاءِ.
قال الأَزهريُّ : وجائزٌ أَن يكون سَعِيدٌ بمعنَى مَسعودٍ ، من سَعَدَه اللهُ ، ويجوز أَن يكونَ من سَعِد يَسْعَد ، فهو سَعِيدٌ.
وقد سَعَده اللهُ ، وأَسْعَده الله ، فهو مَسْعُود وسَعِدَ جَدُّه ، وأَسْعَده : أَنْمَاه. والجَمْعُ مَسَاعِيدُ ولا يقال مُسْعَدٌ كمُكْرَم ، مُجَارَاةً لأَسْعَدَ الرُّبَاعِيّ ، بل يُقْتَصَر على مَسْعود ، اكتفاءً به عن مُسعْدَ ، كما قالوا : مَحبوبٌ ومَحْمُوم ، ومَجْنُون ، ونحوها من أَفعلَ رُبَاعِياً.
قال شيخنا : وهذا الاستعمالُ مشهور ، عَقَدَ له جماعةٌ من الأَقدمين باباً يَخُصُّه ، وقالوا : «باب أَفْعَلْته فهو مَفْعُول».
وساقَ منه في «الغريب المصنَّف» أَلفاظاً كثيرة ، منها : أَحَبَّه فهو مَحْبُوب وغير ذلك ، وذلك لأَنّهُم يقولون في هذا كُلِّه قد فُعِل ، بغير أَلف ، فبُنِي مفعولٌ على هذا ، وإِلا فلا وَجْهَ له.
وأَشار إِليه ابنُ القَطَّاع في الأَبنية ، ويَعقُوبُ ، وابن قُتيبةَ ، وغيرُ واحدٍ من الأَئِمَّة.
والإِسعادُ ، والمساعدَةُ (٢) : المُعاونة. وساعَدَه مُساعدةً وسِعاداً وأَسْعَده : أَعَانه ، ورُوِيَ عن النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أَنه كان يقول في افتتاح الصلاة : لَبَيْكَ وسَعْدَيْكَ والخَيْرُ بَيْنَ يَدَيْكَ (٣) والشَّرُّ ليس إِليك».
قال الأَزهريُّ : وهو خَبَرٌ صَحِيح ، وحاجَةُ أَهْلِ العِلْم إِلى [معرفة] (٤) تفسيره ماسَّةٌ.
فأَمّا لَبَّيْكَ فهو مأْخوذٌ من لَبَّ بالمكان ، وأَلَبَّ ، أَي أَقامَ به ، لَباًّ وإِلْباباً ، كأَنَّه يقول : أَنا مُقِيمٌ على (٥) طاعتِكَ إِقامةً بَعْدَ إِقامةٍ ، ومُجِيبٌ لك إِجابةً بَعْدَ إِجابَة.
وحُكِيَ عن ابن السِّكِّيت في قوله لَبَّيْك وسَعْدَيْك : تأْويلُه إِلباباً لك بعد إِلبابٍ ، أَي لُزُوماً لِطاعتك بعد لزوم ، و (٦) إِسعاداً بعد إسعاد وقال أَحمد بن يحيى : سَعْدَيْك ، أَي مُساعدةً لك ، ثم مُساعدة ، وإسعاداً لأَمْرك بعد إسعاد. وقال ابن الأَثير أَي ساعَدْتُ طاعتَك مُسَاعدةً بعْدَ مساعدة وإسعاداً بعد إِسعاد ، ولهذا ثُنِّيَ ، وهو من المَصادر المنصوبة بفِعْلٍ لا يَظْهَر في الاستعمال. قال الجَرْمِيّ : ولم يُسْمَع سَعْدَيْك مفرداً (٧). قال الفرّاءُ : لا واحدَ لِلَبَّيْك وسَعْدَيك على صِحَّة.
قال الفرّاءُ : وأَصلُ الإِسْعَادِ والمُساعدِة ، مُتابعةُ العَبْدِ أَمْرَ ربِّه ورِضَاه. قال سيبويه : كلامُ العربِ على المساعدة والإِسعاد ، غير أَنَّ هذا الحرْفَ جاءَ مُثَنًّى على سَعْدَيْك ، ولا فِعْلَ له على سَعد.
قال الأَزْهَرِيُّ : وقد قُرِىءَ قولُه تعالى (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا) (٨) وهذا لا يكون إِلَّا مِن (٩) : سَعَدَه اللهُ ، وأَسْعَدَه ،
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «في بعض نسخ الشارح بدل قوله : على ثلاثة أميال الخ بنجد ، وقيل : وادٍ ، والأول هو الصحيح وجعله أوس بن حجر اسماً للبقعة فقال :
تلقّينني يوم العجير بمنطقٍ |
|
تروح أرطى سعد منه وضالها» |
وفي معجم البلدان فكالأصل وبدون أل التعريف.
(٢) في الصحاح : والإسعاد الإعانة ، والمساعدة المعاونة.
(٣) في التهذيب واللسان : في.
(٤) زيادة عن التهذيب.
(٥) التهذيب : في.
(٦) بالأصل «الواو» وضعت داخل الأقواس ، وهي ليست في أصل القاموس.
(٧) اللسان : ولم نسمع لسعديك مفرداً.
(٨) سورة هود الآية ١٠٨.
(٩) عبارة التهذيب : «إلّا من سَعَدَه الله لا من أسعده وبه سمي الرجل