وسِنْدان ، بالكسر : وادٍ في شِعْر أَبي دُوَاد. كذا في معجم البكريّ (١).
[سود] : السُّودُ ، بالضّمّ ، وهو غريبٌ. نقلَهُ الصاغانيّ ، عن الفَرّاءِ ، والسُّودَدُ بضم السّين ، مع فتح الدال وضمّها ، غير مهموز والسُّؤْدُدُ ، بالهمز ، كَقُنْفُذٍ قال الأَزهريُ : وهي لغة طَيّىء ، وكَجُنْدَب ، فهي أَربعُ لُغَات ، أَغفَلَ المصنِّفُ الأَخيرَةَ. وذكرها غير واحدٍ من أَئمّة اللُّغَة ، واشتهر عند العامَّةِ فَتحُ السين والسِّيَادةُ : الشرفُ ، يقال ساد يَسُود سُوداً ، وسُؤْدَداً وسِيادَةً ، وسَيْدُودَةً ، وهذهِ قد ذَكَرَها الجوهريُّ وغيره.
وفي المصباح : سادَ يَسُودُ سِيَادَةً ، والاسمُ السُّودَد ، وهو المَجْدُ والشَّرفُ ، فهو سَيِّدٌ ، والأُنثى سَيِّدةٌ.
والسائِدُ : السَّيِّدُ ، أَو دُونَه.
قال الفرَّاءُ : يقال هذا سَيِّدُ قَومِه اليومَ ، فإِذا أَخبرْتَ أَنَّهُ عن قليلٍ يكون سيِّدَهم قلتَ : هو سائدُ قَوْمِهِ عن قليلٍ.
وسَيِّدٌ ج : سادَةٌ مثل : قائِد وقادَةٍ ، وذَادَة. ونظَّرَه كُرَاع بقَيِّم وقامَة ، وعَيِّل وعالَة.
قال ابن سِيدَه : وعندي أَنَّ سادَة جمعُ سائِدٍ ، على ما يَكثُر في هذا النَّحْو. وأَمّا قامةٌ وعالَةٌ فجمعُ قائم وعائلٍ ، لا جَمْعُ قَيِّمٍ وعَيِّلٍ كما زَعَمَ هو ، وذلك لأَنَّ فَيْعِلاً (٢) لا يُجمَع على فَعَلةٍ إِنَّمَا بابُه الواو والنُونُ ، وربما كُسِّرَ منه شيءٌ على غَيْرِ فَعَلَة ، كأَمواتٍ وأَهْوِناءَ.
وفي الصّحاح ، نقلاً عن أَهل البصرة : وقالوا إِنما جَمَعَت العربُ الجَيِّد والسَّيِّد على جَيَائِدَ وسَيَايِدُ (٣) ، على غير قِياس ، لأَن جمْعَ فَيْعِل فَياعِلُ ، بلا هَمْز.
والسَّيِّد هو : الرَّئيسُ. وقال ابن شُمَيل : السَّيِّد : الّذِي فاق غيْرَه بالعَقْل (٤) والمال ، والدَّفْعِ والنَّفْعِ ، المُعْطِي مالَهُ في حُقُوقِه ، المُعِينُ بنَفْسه.
وقال عِكْرِمةُ : السَّيِّد الّذِي لا يَغْلِبُه غَضَبُه.
وقال قَتَادةُ : هو العابِدُ ، الوَرِعُ ، الحَلِيمُ. وقال أَبو خَيْرَةَ : سُمِّيَ سَيِّداً لأَنّه يَسُودُ سَوَادَ الناسِ [أَي مُعظَمَهم] (٥).
وعن الأَصمعيّ : العرب تقول : السَّيِّد كُلُّ مقهورٍ مَغْمُورٍ بحِلْمِهِ. وقيل السيِّد : الكريم.
وفي الحديث : «قالوا فما في أُمَّتِكَ مِن سَيِّدٍ؟ قال : بَلَى ، مَن آتاه اللهُ مالاً ورُزِقَ سَمَاحةً فأَدَّى شُكْرَه وقَلَّتْ شِكَايَتُهُ في النَّاسِ».
وفي الحديث : «كُلُّ بَنِي آدمَ سَيِّدٌ ، فالرجلُ سَيِّدُ أَهلِ بيتِه ، والمرأَةُ سَيِّدةُ أَهْلِ بَيتِها». وفي حَديثهِ للأَنصار قال : «مَن سَيِّدُكُمْ؟ قالوا : الجَدُّ بنُ قَيْسٍ ، على أَنَّا نُبَخِّلُهُ. قال : وأَيُّ داءٍ أَدْوَى مِن البُخْلِ؟». وعن الفرّاءِ : السَّيِّد : المَلِك ، والسَّيِّدُ : السَّخِيُّ. وسَيِّدُ العَبْدِ : مَوْلاه. وسَيِّدُ المرأَةِ : زَوْجُها ، وبذلك فسَّروا قولَه تعالى : (وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ) (٦).
وكلُّ ذلك لم يَتعرَّض له المصنِّف ، مع أَنَّ بعضَ ذلك واجبُ الذِّكْر.
وأَسادَ الرَّجلُ وأَسْوَدَ بمعنَى : وَلَد غُلاماً سَيِّداً ، أَو ولدَ غُلاماً أَسْوَدَ اللَّوْنِ ، ضِدٌّ.
قال شيخُنَا ، نقْلاً عن بعض أَئِمَّة التَّحقيق : إِنّه لا تَضادَّ بينَهما إِلَّا بِتَكَلُّفٍ بَعيدٍ. وهو أَنَّ السَّيِّدَ في الغالِب أَبيضُ ، والعَبْد في الغالِب أَسْوَدُ ، وبينَ السَّوادِ والبَيَاضِ تَضادٌّ ، كما بين السَّيِّدِ والعَبْدِ. فتأَمَّلْ.
وقد سَوِدَ الشيْءُ ، بالكسر ، وسادَ ، واسوَدَّ اسودَاداً ، واسوادَّ اسْوِيداداً كاحمَرَّ واحمارَّ : صار أَسْودَ ، ويجوز في الشِّعْر : اسْوَأَدّ ، تُحَرَّك الأَلِفُ ، لَئلَّا يُجْمَع بين ساكنين.
ويقال : اسوادَّ ، إِذَا صارَ شَديدَ السَّوادِ ، وهو أَسودُ ، والجمع : سُودٌ وسُودانٌ. وسَوَّدَه : جعلَه أَسْوَدَ ، والأَمر منه اسوادِدْ ، وإِن شئت أَدْغمْت.
__________________
(١) كذا ، ولم ترد في معجم البكري ، وهو نص ياقوت في معجم البلدان. وقد ورد لأبي دواد «سنداد» في قوله :
فتلاع الملا إلى جُرْف سندا |
|
دٍ فقوّ إلى نعاف طميِّه |
(معجم البلدان) : سنداد.
(٢) في اللسان : «فعيلاً».
(٣) عبارة الصحاح : «وسيائد بالهمز على غير قياس ، لأن جمع فيعلٍ فياعلُ بالهمز» وعبارة اللسان فكالأصل.
(٤) في التهذيب : فاق غيره : ذو العقل والمال.
(٥) زيادة عن التهذيب.
(٦) سورة يوسف الآية : ٢٥.