وقيل : معناه سَمِّع بهم مَن خَلْفَهُم. وقيل : فَزِّعْ بهم مَنْ خَلْفَهُم.
ويقال : شَرَّدَ به تَشْريداً : سَمَّعَ الناسَ بعُيُوبِهِ ، قال :
أُطَوِّف بالأَباطِحِ كُلَّ يَوْمٍ |
|
مَخَافَةَ أَن يُشَرِّدَ بي حَكِيمُ |
معناه : يُسَمِّع بي. وحَكِيمٌ : رجل من بني سُلَيْمٍ ، كانت قُرَيشٌ وَلَّتْه الأَخْذَ على أَيدِي السُّفَهَاءِ.
وأَشْرَدَه وأَطْرَدَه : جَعَلَه شَرِيداً ، أَي طَرِيداً لا يُؤْوَى.
وشَرَدَ الجَملُ شُرُوداً ، فهو شارِدٌ ، فإِذا كان مُشَرَّداً فهو شَرِيدٌ طَرِيدٌ. وشَرَد الرجلُ شُروداً : ذَهَب مَطْروداً. وأَشْرده ، وشَرَّده : طرَّده تَطْرِيداً.
وقال أَبو بكر ، في قولهم : طَرِيدٌ شَرِيدٌ (١) : أَما الطَّرِيدُ فمعناه المَطْرودُ ، والشَّرِيدُ فيه قولان : أَحدُهما الهارِب ، مِن قولهم : شَرَدَ البَعيرُ وغيرُه ، إِذا هَرَب. وقال الأَصمعيُّ : الشَّرِيدُ المُفْرَد. وأَنشد اليَمَامِيُّ :
تَراهُ أَمامَ النَّاجِيَاتِ كأَنَّهُ |
|
شَرِيدُ نَعَامٍ شَذَّ عَنْهُ صَواحِبُهْ |
وبَنُو الشَّرِيد ، كأَمِير : بَطْنٌ من سُلَيْمٍ ، منهم صَخْرٌ أَخو الخَنْسَاءِ ، وفيهم قول (٢) :
أَبَعْدَ ابنِ عمرٍو مِنَ الِ الشَّرِي |
|
دِ حَلَّتْ به الأَرضُ أَثقالَها |
ومن المجاز : قافِيَةٌ شَرُودٌ ، كصَبُورٍ ؛ عائِرةٌ سائِرةٌ في البلادِ ، تَشْرُد كما يَشْرُد البَعيرُ ، قال الشاعر :
شَرُودٌ إِذا الرَّاؤُون حَلُّوا عِقَالَهَا |
|
مُحَجَّلَةٌ فيها كَلامٌ مُحَجَّلُ |
* ومما يستدرك عليه :
تَشَرَّدَ القَوْمُ : ذَهَبُوا. والشَّرِيد : البَقِيَّةُ من الشيْءِ. ويقال : في إِداوَتِهم شَرِيدٌ من ماءٍ ، أَي بَقِيَّةٌ. وأَبْقَتْ السَّنَةُ عليهم شَرَائِدَ من أَموالِهِم ، أَي بقَايَا ، فإِمَّا أَن يكون شرائِد جَمْعَ شَرِيدٍ ، على غير قياسِ ، وإِما أَن يكون شَرِيدةٌ لُغَةً في شَرِيد. كما في اللسان.
ومن الكناية. «قال رسولُ اللهِ ، صلىاللهعليهوآلهوسلم لخَوَّاتٍ : أَمَا يَشْرُد بك بَعِيرُك؟ قال أَمَّا منذُ قَيَّدَهُ الإِسلامُ فلا».
كما في الأَساس.
قلت : وهو إِشارة إِلى قِصّة مَرْوِيَّةٍ لخَوَّاتٍ غير قِصّةِ ذاتِ النِّحْيَيْنِ. وقد وَهِمَ الهَرَوِيُّ ، والجَوْهَرِيُّ (٣) ، ومن فَسَّره بذلك.
وفي آخِرها : «ما فَعَلَ شِرَادُ الجَمَل؟ فقلْت : والذي بَعَثَك بالحق ما شَرَدَ ذلك الجَملُ منذ أَسلَمْت» فراجِعْه في لسان العرب (٤).
[شرزد] (٥).
* ومما يستدرك عليه شرزد : ومنه شِيرَزاد (٦) ، بالكسر ، جدّ أَبي محمّد عبد الله بن يحيى بن موسى بن داوود بن عليّ (٧) بن داوود بن عليّ بن إِبراهِيم (٧) بن شِيرزاد ، قاضي طَبَرِسْتانَ. حَدَّثَ. توفِّي سنة ٣٠٠.
* ومما يستدرك عليه :
[شعبد] : المُشَعْبِدُ : الهازِىءُ ، كالمُشَعْوِذِ ، وسيأْتي في الذال المعجمة.
[شفند] : وأُشْفَنْد ، بضمّ (٨) فسكون ففتح : ناحيَة كبيرة مُتَّسِعَة بنَيسابور. وقد نُسِبَ إِليها جماعةٌ من أَهل العلْم.
[شقد] الشِّقْدَةُ ، بالكسر ، أَهمله الجوهريُّ. وقال اللّيث : هي حَشِيشَةٌ كثيرةُ الإِهَالةِ واللَّبَنِ ، كالقِشْدَة ، إِما مقلوبةٌ وإِمّا لغةٌ. قال الأَزهريُّ : لم أَسمع الشِّقْدَة لغير اللَّيث ، قال : وكأَنّه في الأَصل : القِشْدَة والقِلْدة.
__________________
(١) عن اللسان وبالأصل «شديد».
(٢) كذا ، والبيت للخنساء ، من قصيدة ترثي أخاها صخراً مطلعها :
ألا ما لعينيك أم مالها؟ |
|
لقد أخضل الدمع سربالها |
ديوانها ص ١٢٠ ، فالمناسب. «تقول» بدل «يقول».
(٣) انظر الصحاح «نحا».
(٤) وانظر النهاية شرد.
(٥) أُخّرت بالأصل إلى ما بعد مادتي «شعبد وشفند».
(٦) في اللباب : شيرزاذ بالذال العجمة.
(٧) اللباب : «علي بن ابراهيم» بسقوط «بن داود بن علي».
(٨) في معجم البلدان بالفتح ثم السكون وفتح الفاء.