وطَرَّادٌ ، ككَتَّانٍ : سفينةٌ صغيرةٌ سَرِيعَةُ السَّيْرِ والجَرْيِ ، عن الصاغانيّ. والعامّة تقول : تَطْرِيدَة.
ومن المجاز : الطَّرَّاد من المكانِ الواسِعُ ، يقال فَضَاءٌ طَرَّادٌ ، وبِلادٌ طَرَّادَةٌ : وَاسعَةٌ يَطَّرِدُ فيها السَّرَابُ.
ومن المجاز : الطَّرَّادُ من السُّطُوحِ : المُسْتَوِي المُتَّسِعُ ، ومنه قولُ العَجَّاج :
وكَمْ قَطَعْنَا من خِفَافٍ حُمْسِ |
|
غُبْرِ الرِّعَانِ ورِمَالٍ دُهْسِ |
وصَحْصَحانِ قَذَفٍ كالتُّرْسِ |
|
وعْرٍ نُسامِيها بِسَيْرٍ وَهْسِ |
والوَعْسِ والطَّرَّادِ بَعْدَ الوَعْسِ (١)
والطَّرَّادُ : مَن يُطَوِّلُ على النَّاس القِرَاءَةَ حتَّى يَطْرُدَهُمْ ومنهالحديثُ : «من الأَئِمَّةِ طَرَّادُون» أَي يَطْرُدون الناسَ بطُولِ قِيامِهِم ، وكَثْرةِ قِراءَتِهم. وقد فَسَّر أَبو داوودَ في سُنَنِه بما قاله المصنِّف وقال : لا أَعْلَم إِلَّا ذلك.
وطَرَّادٌ : اسمُ جَماعَة من المحدِّثينَ ، وهو في الأَعلام واسِعٌ.
وطُرَّادٌ ، كَرُمَّانٍ : ع وضَبَطَه الصاغانِيُّ : كشَدَّادٍ (٢).
والطِّرْدَةُ ، بالكسر : مُطَارَدَةُ الفَارِسَيْنِ مرَّةً واحدةً ، والمُطارَدَةُ : حَمْلُ أَحدِهما على الآخَرِ ، كما سيأْتي. وبنو طَرِيدٍ ، وبنو مَطْرُودٍ : بَطْنَانِ. وكذلك بنو طُرُودٍ (٣) ، بالضّمّ ، أَما مَطْرُودٌ فمن بني سُلَيمٍ ، وهو مَطْرُودُ بنُ مالِكِ بنِ عَوْفِ بنِ امرِئِ القَيْسِ ، بن بُهْثَةَ بنِ سُلَيمٍ ، منهم عبدُ الله بنُ سِيدانَ.
والطُّرْدِينُ بالضّمّ فالسُّكُون ، وكسْر الدّال : طعامٌ للأَكْرادِ ، نقله الصاغانيُّ.
والمَطْرِدَةُ بالفتح ويُكْسَر : مَحَجَّةُ الطَّرِيقِ ، لأَنّه يُطْرَدُ فيها ، وطَرَدْتُهُمْ : أَتَيْتُهُمْ ، أَي أَتيتُ عليهم ، كما في التهذيب وجُزْتُهُم. وتَطْريدُ السَّوْطِ ، وفي الأَساس : الصوت (٤) : مَدُّهُ : يقال طَرِّدْ سَوْطَكَ ، أَي مُدَّه. نقله الصاغانيُّ.
ويقال : أَطْرَدَهُ ، إِذا أَمَرَ بِطَرْدِهِ وإِبْعَادِه ، أَو أَطْرَدَه السُّلطانُ ، إِذا أَمَرَ بإِخراجِهِ عن ، وفي بعض النسخ من البَلَدِ وقال ابن السِّكِّيتِ : أَطْرَدْته ، إِذا صَيَّرتهُ طَرِيداً. وعن ابن شُمَيْلٍ : أَطرَدْتُ الرَّجُلَ : جعَلْتُه طَرِيداً لا يَأْمَنُ ، وطَرَدْتُه : نَحَّيْتُه ثمّ يأْمَنُ.
وأَطْرَدَ المُسَابِقُ صاحِبَهُ : قال له : إِنْ سَبَقْتَنِي فلَكَ عَلَيَّ كذا ، وإِن سَبَقْتُكَ فَلِي عليكَ كذا ، وفي الحديث : «لا بَأْسَ بالسِّباقِ ما لَم تُطْرِدْهُ ويُطْرِدْكَ».
ومن المجاز : مُطارَدةُ الأَقرانِ والفُرْسانِ ، وطِرادُهم : حَمْلُ بَعْضِهم على بَعْضٍ في الحَرْبِ وغيرِهَا ، أَي ولو لم يكن هناك طَرْدٌ ، كما قِيلَ للمحارَبةِ : جِلادٌ ومُجَالَدةٌ ، وإِن لم يكن ثَمَّ مُسايَفَةٌ. ويقال : هم فُرْسَانُ الطِّرادِ ، وطَارَدَ قِرْنَهُ ، وتَطارَدَا ، واسْتَطْرَدَ له ، أَي لِلقِرْنِ ، لِيَحْمِلَ عليه ثم يَكُرَّ عَلَيْه ، وذلك أَنّهُ يَتَحَيَّزُ في استطرادِهِ إِلى فِئَتِهِ ، وهو يَنْتَهِزُ الفُرْصَةَ لمُطارَدَتِه. وقد استَطْرَدَ له ، كَأَنَّه نَوْعٌ من المَكِيدةِ (٥). وفي الحديث «كنتُ أُطارِدُ حَيَّةً» أَي أَخْدِعُهَا لأَصِيدَهَا. ومنه طِرَادُ الصَّيْدِ.
واطَّرَدَ الأَمْرُ ، وفي بعض الأُمَّهاتِ : الشَّيْءُ (٦) ، بدَل الأَمْر : تَبعَ بعضُه بَعضاً وجَرَى. واطَّرَدَ الأَمْرُ : استقامَ ، وأَمرٌ مُطَّرِدٌ : مُستقيمٌ على جِهَتِه ، وفُلانٌ يَمْشِي مَشْياً طِرَاداً ، أَي مُسْتَقِيماً. واطَّرَدَ الكلامُ : تتابَعَ ، والماءُ : تتابَعَ سَيَلَانُه ، قال قيسُ بنُ الخَطِيمِ :
أَتَعْرِفُ رَسْماً كاطِّرادِ المَذَاهِبِ
أَراد بالمَذَاهِبِ جُلوداً مُذْهَبَةً ، بخُطوطٍ يُرَى بَعْضُها في إِثْرِ بَعْضٍ فكأَنَّها مُتَتَابِعَةٌ.
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله نساميها أي نغاليها بسير وهسٍ أي ذي وطءٍ شديد ، يقال : وهسه أي وطئه وطأً شديداً ، يهسه وكذلك وعسه كذا في اللسان».
(٢) قيده صاحب معجم البلدان بضم أوله وتشديد ثانيه.
(٣) جمهرة ابن حزم ص ٤٥١ طَرُود بفتح الطاء ضبط قلم.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله وفي الأساس : الصوت ، لعل ذلك في نسخة وقعت له ، وإِلّا فالذي في النسخة التي بيدي : وطرّد سوطه كما في القاموس» في الأساس : وطرّد سوطه : مدده.
(٥) بعدها في القاموس : والمطارِدُ : جبالٌ بتهامةَ.
(٦) وهي عبارة الصحاح واللسان ، وفي التهذيب : وطردت الأشياء إِذا تبع بعضها بعضا.