بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه وأفضل بريته محمد بن عبدالله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى أهل بيته الطاهرين عليهمالسلام سيّما الإمام الحجة بن الحسن المهدى روحى وأرواح العالمين له الفداء.
وبعد : من أعظم الدواهى التى نزلت بالأمة الإسلامية بعد وفاة الرسول الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم هى منع السطات الحاكمة من تدوين السنة النبوية ونشرها وإذاعتها إنزال أشد العقوبات على من يخالف أوامرهم فيقوم بنشر أحاديث النبى الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم ونقلها إلى الأمة الإسلامية.
فهذا الخليفة الأول يحرق السنة الثابتة (١).
وهذا الخليفة الثانى يجعل سياسة حكومته المنع من نشر السنة النبوية ـ وإن
________________
١. قال المتقى الهندى : « قالت عايشة جمع أبى الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت خمسمائة حديث فياتت ليلة يتقلب كثيراً قالت فغمنى فقلت تتقلب لشكوى أو لشىء بلغك؟ فلما أصبح قال : أى بنية هلمى الأحاديث التى عندك فجئته بها فدعا بنار فأحرقها. » المتقى الهندى كنز العمال فى سنن الأقول والافعال ج ١٠ ص ٢٨٥ وكذلك عن خليفة الثانى قال ابن سعد « إن الأحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فأنشد الناس أن يأتوه بها أمر بتحريقها » محمد بن سعد الطبقات الكبرى ج ٥ ص ١٨٨ فى ترجمة محمد بن أبى بكر.