كان ناقلها صحابياً ـ مهداداً أباهريرة والآخرين بالطرد والإبعاد عن المدينة المنورة قائلاً لأبى هريرة : « لتتركن الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أو لألحقنك بأرض دوس. » (١) وقائلاً لكعب : « لتتركن الحديث أو لألحقنك بأرض القردة ». (٢)
فيصمت الرواة عن نقل الحديث خوفاً من تهديداته وعقوباته بحيث يقول بعضهم : « إني لأحدث أحاديث لو تكلمت بها فى زمن عمر لشج رأسى » (٣). وهذه السياسة التى كاد أمثال الذهبى أن يفتخر بها قائلاً : « هكذا هوكان عمر يقول أقلّوا الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وزجر غير واحد من الصحابة عن بث الحديث وهذا مذهب لعمر ولغيره فبالله عليك إذا كان الإكثار من الحديث فى دولة عمر كانوا يمنعون منه مع صدقهم وعدالتهم وعدم الأسانيد » (٤). فهذه السياسة هى التى أعقبها إبتعاد الأمة عن المنهل الصافى وبدءوا يشربون الماء العكر.
لقد حبس حاكم المدينة آخرين على هذه الجريمة!! وعاقبهم بالاقامة الجبرية فى المدينة كأبى ذر وأبى الدرداء وإبن مسعود فقد روى الذهبى إن عمر حبس ثلاثة إبن مسعود وأباالدرداء وأبامسعود الأنصارى فقال : أكثرتم الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله (٥) فحبسهم بالمدينة (٦).
وتابعة الخليفة الثالث إلى أن انتهى الأمر إلى معاوية والكل يعلم أن الهدف الأقصى من هذه السياسة التعسفية هى التعتيم على فضائل أميرالمؤمنين عليهالسلام و
________________
١. الذهبى سير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٦٠١ فى ترجمة أبوهريرة الدوسى.
٢. المصدر
٣. المصدر
٤. المصدر
٥. الذهبى تذكرة الحفاظ ج ١ ص ٧.
٦. الذهبى سير أعلام النبلاء ج ٧ ص ٢٠٦ فى ترجمة شعبة بن الحجاج.