إلى هذا الصبى هولم يحسن أن يطلق امرأته يقول : كنا نفاضل (١).
ومن عرف ابن عمر وقرأ صحيفة تاريخه السوداء عرفه بضئولة الرأى واتباع الهوى وبفقدانه كل تلكم الخلل يوم بلغ أشده وكبر سنة فضلاً عن عنفوان شبابه وسيوافيك نزر من آرائة السخيفة دع ابن عمر ومن لف لفه يختار ويتقول وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة وما كان لمؤمن ومؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ودع البخارى ومن حذا حذوه يصحح الباطل ولايعرف الحى من اللى واسمع لغواهم ولاتخف طغواهم ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدات السماوات والأرض ومن فيهن قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى.
قال أبو عمر فى الإستيعاب فى ترجمة على عليهالسلام : « من قال بحديث ابن عمر : كنا نقول على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت يعنى فلا نفاضل وهو الذى أنكر ابن معين وتكلم فيه بكلام غليظ لا القائل بذلك قد قال بخلاف ما اجتمع عليه أهل السنة من السلف والخلف من أهل الفقه والأثر أن علياً أفضل الناس بعد عثمان واختلف السلف أيضاً فى تفضيل على وأبى بكر وإجماع الجميع الذى وصفنا دليل على أن حديث ابن عمر وهم وغلط وأنه لايصح معناه وإن كان إسناده صحيحاً ». (٢)
وقال ابن حجر بعد ذكر محصل كلام أبى عمر هذا : « وتعقب أيضاً بأنه لايلزم من سكوتهم إذ ذاك عن تفضيله عدم تفضيله عدم تفضيله على الدوام وبأن
________________
١. الخطيب البغدادى تاريخ بغداد أو مدينة السلام ج ١١ ص ٣٦٣ والذهبى سير أعلام النبلاء ج ١٠ ص ٤٦٣.
٢. إبن عبد البر الإستيعاب فى معرفة الأصحاب ج ٣ ص ١١١٦ وابن عبدالبر الإستذكار ج ٥ ص ١٠٩.