حجة لدى البحث عن الإمامة واتبع أثرهم المحدثون ولهم عند إخراجها تصويب وتصعيد وتبجح وابتهاج وجاء كثيرون وقد أطنبوا وأسهبوا فى القول لدى شرحها وجعلوها كحجر أساسى علواً عليها الخلافة الراشدة واحتجوا بها على صحة البيعة التى عم شومها الإسلام وحفت بهناة ووصمات وشتتت شمل المسلمين وفتت فى عضد الدين وفصمت عراه وجرت الويلات على أمة محمد حتى اليوم فلنا عندئذ أن نبسط القول ونوقت القارئ على جلية الحال ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حى عن بينة ولله ولي التوفيق كان عبدالله بن عمر على العهد النبوى الذى ادعى أنه كان يخبر فيه فيختار فى أبان شبيته حتى أنه كان لم يبلغ الحلم فى جملة من سنيه ولذلك رده رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن الجهاد يوم بدر وأحد واستصغره وأجاز له يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة كما ثبت فى الصحيح وهو على جميع الأقوال فى ولادته وهجرته ووفاته لم يكن مجاوزاً العشرين يوم وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو مثل هذا السن لايخير عادة فى التفاضل بين مشيخة الصحابة ووجودة الأمة ولايتخذ حكماً يمضى رأيه فى الخيرة لان الحكم الفاصل فى مثل هذا يستدعى ممارثة طويلة ووقوفاً على تجاريب متتابعة مقرونة بعقلية ناضجة وتمييز بين مقتضيات الفضيلة وعرفان لنفسيات الرجال وقوة فى النفس لايتمايل بها الهوى وابن عمر كان يفقد كل هذه لما ذكرناه من صغر سنة يوم ذاك المانع عن كل ما ذكرناه وروايته هذه أقوى شاهد على فقدانة تلكم الملكات الفاضلة.
قال أبو غسال الدورى : كنت عند على بن الجعد فذكروا عنده حديث ابن عمر : كنا نفاضل على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فنقول خير هذه الأمة بعد النبى أبوبكر وعمر وعثمان فيبلغ النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم فلاينكر. فقال على بن الجعد : أنظروا