ويرشدك إلى صحة القول الفيروز آبادى والعجلونى (١) وبقضاء رجالات الفن أمثال إبن عدى الطبرانى إبن حبان النسائى الحاكم الدار قطنى العقيلى إبن المدينى أبوعمر الجوزقانى المحب الطبرى الخطيب البغدادى إبن الجوزى أبو زرعة إبن عساكر إسحاق الحنظلى إبن كثير إبن القيم الذهبى إبن أبى الحديد إبن حجر الهيثمى إبن حجر العسقلانى الحافظ المقدسى السيوطى الصغانى الملا على القارى إبن درويش الحوت وغيرهم.
ويشهد لبطلان تلكم الروايات الجمة فى فضائل الخليفة الأول خلو الصحاح الست والسنن والمسانيد القديمة عنها فلو كان مؤلفوها يجدون على شىء منها مسحة من الصحة بل لو كانوا واقفين عليها ولو على واحدة منها لما أجمعوا على تركها فيرويها متحروا الزوايا ونباشة الدفاين فيبرزوها إلى الملأ من تحت غبار الهجر أو وراء نسج عناكب النسيان فيرشدنا ذلك إلى أن مواليد هذه الروايات متأخر تاريخها عن عهد أرباب الصحاح وحسبها ذلك مهانة وضعة كما أن ما فى الصحاح من النزر اليسير ولائد متأخرة عن عهد النبى الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم على أن الخليفة نفسه لوكان على ثقة من صدور شىء من تلكم الاحاديث ولو يسيراً منها من قائلها صلىاللهعليهوآلهوسلم لما كان يرى مثل أبى عبيدة الجراح
________________
١. نقل صاحب كتاب مجالس المؤمنين عن الشيخ مجد الدين الفيروز آبادى الشافعى مصنف كتاب قاموس اللغة أنه قال فى باب فضائل أبى بكر سفر السعادة أشهر المشهورات من الموضوعات حديث « إن الله يتجلى للناس عامة ولأبى بكر خاصة » وحديث « ما صب الله فى صدرى شيئاً إلا وصبيته فى صدر أبى بكر » وحديث « أنا وأبوبكر كفرسى رهان » وحديث « إن الله بما اختار الأرواح اختار روح أبى بكر » وأمثال هذا من المفتريات المعلوم بطانها ببديهة العقل. (قال الفيروزآبادى فى سفر السعادة ٢ / ٢٠٣) (باب فضائل أبى بكر الصديق اشهر المشهورات من الموضوعات) ونقله العجلونى فى كشف الخفاء ومزيل الالباس عما إشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس ج ٢ ص ٤١٩ و ٤٢٠.