أما الطريق الثانى : فرواه ابن عساكر الدمشقى فى تاريخه (١) وفيه عبيدالله بن سليمان.
قال ابن عساكر : هذا حديث منكر وفيه غير واحد من المجاهيل. (٢)
أما عبيد الله بن سليمان
عبيدالله بن سليمان عن عبدالرزاق (هذا الحديث) بخبر باطل فهو الآفة فيه (٣).
أقول : كيف يتجرأ واضع هذه الأحاديث أن ينسب إلى الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم فضائل فى شأن معاوية مع أن كبار محدثى أهل السنة صرحوا بملئ الفم بنفى أى حديث فى فضل معاوية وكلما ينقل فى فضله فهوكذب.
قال إسحاق الحنظلى : « لايصح فى فضل معاوية حديث ». (٤)
وقال ابن تيمية : « طائفة وضعوا لمعاوية فضائل ورووا أحاديث عن النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم فى ذلك كلها كذب ». (٥)
وقال ابن حجر : « عن إسحاق بن محمد السوسى ذاك الجاهل الذى أتى بالموضوعات السمجة فى فضائل معاوية ». (٦)
وقال الشوكانى : « إتفق حفاظ الحديث على أنه لايوجد حديث واحد صحيح فى فضل معاوية وفضائله ».
وقال العينى : « من حيث إن فيه ذكر معاوية ولايدل هذا على فضيلة فإن
________________
١. إبن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ٣٧ ص ٤٦٨.
٢. المصدر وابن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٤ ص ١٢٥ فى ترجمة عبيدالله بن سليمان رقم ٥٤٥٦.
٣. الذهبى ميزان الإعتدال فى نقدالرجال ج ٣ ص ١٠ فى ترجمة عبيدالله بن سليمان رقم ٥٣٦٩ إبن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٤ ص ١٢٥ فى ترجمة عبيدالله بن سليمان رقم ٥٤٥٦ وسبط ابن العجمى الكشف الحثيث عمن رمى بوضع الحديث ص ١٧٨.
٤. السيوطى اللآلى المصنوعة فى الأحاديث الموضوعة ج ١ ص ٣٨٨.
٥. إبن تيمية منهاج السنة النبوية ج ٤ ص ٤٠٠.
٦. إبن حجرالعسقلانى لسان الميزان ج ١ ص ٣٧٤.