ثمَّ انْشَمَرْتُ عَلَيْهَا خائفاً وَجِلاً |
|
والخائفُ الوَجِلُ المُجْتَازُ يَنْشَمِرُ |
والجَوَازُ كسَحابٍ ، ولا يخفى أَن قوله كسَحابٍ مستدرك ، لأَن اصطلاحه يقتضِي الفَتْحَ : صَكُّ المُسَافِرِ ، جَمْعُه أَجْوِزَةٌ ، يقال : خُذُوا أَجْوِزَتَكُم ، أَي صُكُوكَ المُسَافِرِين لئلاّ يُتَعرَّض لَكُمْ ، كما في الأَساس.
والجَوَازُ : الماءُ الَّذِيّ يُسْقَاهُ المالُ من الماشِيَةِ والحَرْثِ ونحوه.
وَقَدْ اسْتَجَزْتُه فأَجَازَ ، إِذا سَقَى أَرْضَكَ أَو مَاشِيَتَكَ ، وهو مَجَازٌ ، قال القَطَاميّ :
وقالُوا : فُقَيْمٌ قَيِّمُ الماءِ فاسْتَجِزْ |
|
عُبادَةَ إِنَّ المُسْتَجِيزَ على قُتْرِ |
قولُه : على قُتْر ، أَي ، على ناحِيَةٍ وحَرْفٍ إِمّا أَنْ يُسْقَى وإِمّا أَن لا يُسْقَى.
والمُسْتَجِيزُ : المُسْتَسْقِي. وجَوَّز لَهُمْ إِبِلَهُمْ تَجْوِيزاً ، إِذا قَادَهَا لَهُمْ بَعِيراً بَعيراً حَتَّى تَجُوزَ. لا يَخْفَى أَنّ قَوْله تَجْوِيزاً كالمُسْتَدْرَك لعدَمِ الاحْتِيَاج إِليه ، لأَنّه لا اشْتبَاه هُنَاكَ ، وكذا قولُه : لَهُمْ ، بعد قادَهَا ، تَكْرَارٌ أَيْضاً ، فإِنّ قَوله : وجَوز لهم ، يكفي في ذلك ، وإِنّمَا نُؤَاخِذُه بذلك لأَنّه يُرَاعِي شِدّة الاختصار في بعض المَوَاضِع على عادَتِه حَتَّى يُخَالِفَ النُّصوص.
وجَوَائزُ الشِّعْرِ ، وفي بعض النُّسَخ : الأَشْعَارِ ، وهي الصَّحِيحَة والأَمْثَالِ : ما جازَ مِنْ بَلَد إِلى بَلدٍ ، قال ابنُ مُقْبِلٍ :
ظَنِّي (١) بهمْ كَعَسَى وهُمْ بِتَنُوفَةٍ |
|
يَتَنَازَعُون جَوَائزَ الأَمْثَالِ |
قال ثعلب : يَتَنَازَعُون ، إِلى آخرِه ، أَي يُجِيلُون الرَّأْيَ فيما بينهُم ، ويَتَمَثَّلُون ما يُرِيدُون ولا يَلْتَفِتُون إِلى غَيْرِهِمْ من إِرْخَاءِ إِبِلِهِم وغَفْلَتِهِم عنها. وعن ابن السِّكِّيت : أَجَزْتَ على اسْمِه ، إِذا جَعَلْتَه جائِزاً.
وجَوَّزَ له ما صَنَعَه ، وأَجازَ لَهُ : سَوَّغَ لَهُ ذلكَ. وأَجازَ رَأْيَهُ أَنْفَذَهُ ، كجَوَّزَهُ ، وفي حديث القِيَامَة والحِسَاب : «إِنّي لا أُجِيزُ اليَوْمَ على نَفْسِي شاهِداً إِلاّ مِنّي» ، أَي لا أُنْفِذُ ولا أُمْضِي. وفي حديث أَبِي ذَرٍّ : «قَبْلَ أَن تُجِيزُوا عَلَيَّ» أَي تَقْتُلُونِي وتُنْفِذُوا فِيَّ أَمْرَكُم.
وأَجازَ لَهُ البَيْعَ : أَمْضَاهُ وجَعَلَه جائزاً ، ورُوِي عن شُرَيْحٍ : إِذا باعَ المُجِيزانِ فالبَيْعُ للأَول. وأَجازَ المَوْضِعَ : سَلَكَهُ وخَلَّفَهُ ، ومنه : أَعانَكَ الله على إِجَازة الصِّراطِ.
ويقال : تَجَوَّزَ في هذَا الأَمْر ما لَمْ يَتَجَوَّزْ في غَيْره : احْتَمَلَهُ وأَغْمَضَ فِيه. وتَجَوَّز عَنْ ذَنْبِه : لَمْ يُؤَاخِذْهُ به ، كتَجَاوَزَ عنه ، الأُولى عن السِّيرافيّ. وفي الحَدِيث : «إِنّ الله تَجَاوَزَ عن أُمَّتِي ما حَدَّثَتْ به أَنْفُسَها» (٢) أَي عَفَا عنهم ، مِنْ جازَهُ يَجُوزُه ، إِذا تَعَدّاه وعَبَرَ عَلَيْه.
وجَاوَزَ الله عن ذَنْبهِ : لم يُؤاخِذْه.
وتَجَوَّزَ الدَّرَاهِمَ : قَبِلَهَا على ما فِيها. وفي بعض الأُصول : على ما بِهَا ، قاله اللَّيْثُ ، وزادَ غيرُه مِنْ خَفِيّ الداخِلَةِ وقَليلِها. وزاد الزمخشريّ : ولَمْ يَرُدَّهَا.
وتَجَوَّزَ في الصَّلاةِ : خَفَّفَ ، ومنه الحديثُ : «أَسْمَعُ بُكَاءَ الصّبِيِّ فأَتَجَوَّزُ في صَلاتِي» ، أَي أُخَفِّفُهَا وأُقَلِّلُهَا. وفي حَدِيثٍ آخَر : «تَجَوَّزُوا في الصَّلاةِ» ، أَي خَفِّفُوها وأَسْرِعُوا بها. وقيل : إِنّه من الجَوْزِ : القَطْع والسَّيْر.
وتَجَوَّزَ فِي كَلامِه : تَكَلَّمَ بالمَجَازِ ، وهو ما يُجَاوِزُ مَوْضُوعَه الّذِي وُضِعَ له.
والمَجَازُ. الطَّرِيقُ إِذا قُطِعَ* من أَحَدِ جانِبيْه إِلى الآخَرِ ، كالمَجَازَةِ. ويقولون : جَعَل فلانٌ ذلك الأَمْرَ مَجَازاً إِلى حاجَتِهِ ، أَي طَريقاً ومَسْلَكاً.
والمَجَازُ : خِلافُ الحَقِيقَة ، وهي ما لم تُجَاوِزْ مَوْضُوعَها الَّذِي وُضِعَ لها. وفي البصائر : الحَقِيقة هي اللَّفْظُ المُسْتَعْمَل
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : ظني .. الخ. قال أَبو عبيدة : يقول اليقين منهم كعسى ، وعسى شك ؛ كذا في اللسان».
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قال في اللسان : أنفسها نُصب على المفعول ، ويجوز الرفع على الفاعل».
(*) في القاموس : قَطَعْتَ.