والحِجَازُ : الجِبَالُ ومنه قولُ الشاعِرُ :
ونَحْنُ أُناسٌ لا حِجَازَ بِأَرْضِنَا
وتَحَاجَزَ القومُ وانْحَجَزُوا واحْتَجَزوا : تَزَايَلُوا.
وهو طَيِّبُ الحُجْزَةِ ، أَي عَفِيفٌ ومنه قولُ النابِغَة :
رِقَاقُ النِّعَالِ طَيِّبٌ حُجُزاتُهُمْ |
|
يُحَيَّوْن بالرَّيْحَانِ يَوْمَ السَّبَاسِبِ |
فإِنّه كَنَى به عن الفُروجِ. يريد أَعِفّاءَ عن الفُجُور ، وهو مَجازٌ ، وبه فَسَّر ابنُ الأَعْرَابِيّ قولَ الشاعر :
فامْدَحْ كَرِيمَ المُنْتَمَى والحِجْزِ (١)
قال : أَي إِنّه عَفِيفٌ طاهِرٌ.
والحِجْزُ : العَفِيفُ.
والحِجْزَةُ ، بالكَسْر ، هَيئةُ المُحْتجِزِ. ويُقَال : فلانٌ كَرِيمُ الحِجْزَةِ ، وطَيِّبُ الحِجْزَةِ ، يَكْنُون به عن العِفَّةِ وطِيبِ الإِزارِ.
ويقال : أَخَذْت بحُجْزَتِه ، أَي اعْتَصَمْت به والْتَجَأْت إِلَيْه مُسْتَجِيراً. وفي الأَساس : اسْتَظْهَرْت به ، وهو مَجازٌ ، ومنه الحَدِيثُ : «إِنّ الرَّحِمَ أَخَذَت بحُجْزَةِ الرَّحْمن» قال ابنُ الأَثِير : وقيل : معناه أَنَّ اسْمَ الرَّحِمِ مُشْتَقٌّ من اسْمِ الرَّحْمن فكَأَنَّهُ متعلِّق بالاسْمِ آخِذٌ بوَسَطِه. وأَصلُ الحُجْزَةِ مَشَدَّ الإِزارِ ، ثمّ قيل للإِزَار حُجْزَة ، للمُجَاوَرَة ، ومنه حديثٌ آخَر : «والنّبِيُّ صلىاللهعليهوسلم آخِذٌ بحُجْزَةِ اللهِ تعالَى» ، أَي بِسَبَبٍ منه.
والحُجُزُ (٢) بضَمَّتَيْن : المآزِرُ كالحُجُوز. وقال الخَطَّابِيّ الأَخِيرُ جَمْع الجَمْعِ ، كأَنَّه جَمْع حِجَزٍ ، بالكَسْر ، وجَمْعُه حُجُوزٌ. وقال الزمخشريّ : الحِجْزُ ، بالكَسْر : الحُجْزَةُ (٣).
والمُحْتَجِزُ : هُو المَشْدُودُ الوَسَطِ. وقالتْ أُمُّ الرَّحَّالِ : إِنَّ الكَلامَ لا يُحْجَزُ في العِكْم كما تُحْجَز العَبَاءُ. العِكْمُ : العِدْلُ ، والحَجْزُ أَنْ يُدْرَجَ الحَبْلُ عليه ثُمَّ يُشَدَّ. وقال أَبو حنيفة الحِجَازُ : حَبْلٌ يُشَدُّ به العِكْمُ.
واحْتَجَزَ به : امْتَنَعَ.
وتَحَاجَزَ القَوْمُ : أَخَذَ بَعْضُهم بحُجَزِ بَعْضٍ.
ويُقَال : هذا كلامٌ آخِذٌ بعضُه بحُجْزَة بَعْضٍ ، أَي مُتَنَاظِمٌ مُتَنَاسِقٌ ، وهو مَجاز.
وفي المَثَل : «ما يُحْجَزُ فلانٌ في العِكْمِ» ، أَي لا يُقْدَر علَى إِخْفَاءِ أَمْره ، كما في الأَساس.
وحاجِزٌ : اسم.
وعليُّ بن الفُرَات الحِجَازِيّ ، مُحدِّث تُكُلِّمَ فيه.
والشِّهَابُ أَبو الطَّيِّب أَحمدُ بن محمّد الحِجَازِيّ ، سَمِعَ الوَلِيَّ العِرَاقِيّ والحافظَ ابنَ حَجَرٍ وغَيْرَهما ، وهو أَحدُ الشُّهُب السَّبْعَة ، أَورده الحافِظُ السّيُوطي في مُعْجَم شُيُوخه.
والشَّمْسُ محمّد بن شُعَيْب بن مُحَمَّد بن أَحمد بن عليّ الحِجَازِيّ نَزِيلُ ابشيه المَلَق إِحْدَى القُرَى المِصْريّة ، من مَشَاهِير شُيُوخ مِصْرَ ، أَخذَ عن شيخ الإِسلام زَكَرِيّا وغَيْرِه.
وحِجَازِيّ : لَقَبُ المُسْنِد المُعَمَّر شَمْسِ الدّين محمّد بن عبد الرحمن الأَنصاريّ الشَّعْرَاوِيّ الواعِظِ بجامعِ المُؤَيَّد بمصر ، أَخذ عالياً عن الشِّهَاب أَحْمَد بن يَشْبَك اليُوسُفِيّ ، والشَّمْس الغمريّ وشيخ الإِسلام ، وحدَّث عنه الشَّمْس البابليّ وأَبو العِزّ العَجَمِيّ وغيرُهما.
والعَبْدُ الصالِحُ نُورُ الدِّين الحَسَن بن محمّد الترعيّ ، كُنْيَته أَبو حِجَازٍ ، من شُيُوخِ مَشَايِخِنا. وكذلك أَبو الإِخْلاصِ حِجَازِيّ بن محمّد المسيريّ نَزِيلُ المَحَلَّة الكُبْرَى ، حَدّث عنه بعضُ شُيُوخِنَا.
[حرز] : الحِرْزُ ، بالكَسْرِ : العُوذَةُ ، وجَمْعُهُ الأَحْرَازُ ، وهو مَجازٌ ، كما صرّح به الزمخشريّ. والحِرْزُ : المَوْضِعُ الحَصِينُ ، وقيل : ما أَحْرَزَكَ من مَوْضِعٍ وغَيْرِه ، يقال : هو في حِرْزٍ لا يُوصَلُ إِليه. ويُقَال : هذا حِرْزٌ حَرِيزٌ ، أَي مَوْضِعٌ حَصِين. وقال بعضهم : الحِرْزُ : ما حِيزَ من مَوْضِعٍ أَو غَيْره أَو لُجِئَ إِلَيْه ، والجَمْع أَحْرَازٌ. ومكانٌ مُحْرِز
__________________
(١) ضبطت بالكسر عن التكملة ، وضبطت في اللسان بالضم وورد الرجز شاهداً فيه على قوله : وحُجزه : أصله ومنبته. وفسره بعد ذلك كما ورد بالأصل. ونسب في التكملة لرؤبة.
(٢) في اللسان والنهاية «الحُجُز» بضم ففتح.
(٣) عبارة النهاية : قال الزمخشري : واحد الحُجُوز حِجْز بكسر الحاء ، وهي الحُجْزة ، ويجوز أن يكون واحدها حُجزة على تقدير إسقاط التاء ، كبُرْج وبُرُوج.