وحَرِيزٌ ، وقد حَرُزَ ، ككَرُمَ ، حَرَازَةً وحَرَزاً.
والحَرَزُ ، بالتَّحْرِيك الخَطَرُ ، وهو الجَوْزُ المَحْكُوك الذي يَلْعَب به الصِّبْيَانُ ، والجَمْعُ أَحْرازُ وأَخْطَارٌ ، والحَرَزُ : كُلُّ ما أُحْرِزَ ، فَعَلٌ بمعنى مُفْعَل.
والحَرَزَةُ ، بِهاءٍ : خِيَارُ المالِ ، لأَنّ صاحِبَها يُحْرِزُها ويَصُونُها. وضَبَطه ابنُ الأَثِير بسُكُونِ الراءِ وقال : جَمْعُه حَرَزَات ، ومنه الحَدِيثُ في الزَّكاة : «لا تأْخُذُوا من حَرَزَاتِ أَمْوَالِ الناسِ شيئاً» ، أَي من خِيارِهَا قال : هكذا رُوِيَ بتقديم الراءِ على الزاي ، والرِّواية المشهورةُ بتقديم الزّاي على الرّاءِ ، وقد ذُكِرَ في موضعه.
وعن أَبي عَمْرو ، في نوادره : الحَرَائزُ مِنَ الإِبِلِ : الَّتي لا تُبَاع نَفَاسَةً بها ، قال الشَّمّاخُ :
تُبَاعُ إِذَا بِيعَ التِّلَادُ الحَرَائِزُ (١)
ومنه المَثَلُ : «لا حَرِيزَ مِنْ بَيْعٍ» ، أَي إِن أَعْطَيْتَنِي ثَمَناً أَرْضَاه لم أَمْتَنِعْ مِنْ بَيْعِه. وقال إِهَابُ بنُ عُمَيْرٍ يصف فَحْلاً :
يَهْدر (٢) في عَقَائلٍ حَرَائزِ |
|
في مِثْلِ صُفْنِ الأَدَمِ المَخَارِزِ |
أَي يَهْدر شِدَّةَ الهَدْرِ.
وحَرَازٌ ، كسَحابٍ : جَبَلٌ بمَكَّةَ وليس بِجَبَلِ حِرَاءٍ كما تَظُنُّه العَامَّةُ ، كأَنَّهم يُصَحِّفُونَه.
وحَرَازُ بنُ عَوْفِ بنِ عَدِيّ ، بَطْنٌ من ذِي الكَلَاع من حِمْيَر ، ومِنْ نَسْلِه الحَرَازِيُّونَ المُحَدِّثُون وغيرُهم ، منهم أَزْهَرُ الحَرَازِيّ وغَيْرُه.
وحَرَازٌ : مِخْلافٌ باليَمَن ، نُسبَ إِليهم ، وعَلِيُّ بْنُ أَبِي حَرَازَةَ ، حَكَى عنه عَبّاسٌ الدُّورِيّ ، قال الحَافِظ والذي في الإِكمال أَن الراءَ بعد الأَلِف.
وحَرَّازُ بنُ عَمْرٍو الضَّبِّيّ ، وحَرّاز (٣) بن عُثْمَان الصَّيْرَفي ، عن يُوسفَ القَاضي وغيرِه ، مُشَدَّدَيْن مُحَدِّثَان. قلتُ : وَحفِيدُ الأَخِيرِ أَبو الحَسَن مُحَمَّدُ بن عُثْمَانَ بن حَرّازٍ الحَرّازِيّ ، نُسِبَ إِلى جَدِّه ، سمع النَّجَّاد ، وعنه أَبو مُحَمَّد الخَلاّل ، ووَثَّقَه.
ومُحْرِزُ بنُ نَضْلَةَ بن عَبْدِ الله بن مُرَّةَ أَبو نَضْلَة الأَسَدِيّ يُعْرَفُ بالأَخرَم ، بَدْرِيّ ، قُتل سنة سِتٍّ ، وسَمّاه موسى بنُ عُقْبَة ، مُحْرِزَ بنَ وَهْبٍ ، ويُلَقَّب فُهيدة (٤).
ومُحْرِزُ بنُ زُهَيْرٍ الأَسْلَمِيّ ، وصَحَّفه ابنُ عبد البَرّ فقال مُحْرِزُ بنُ دَهْر وكذا مُحْرِزُ بن مالِكٍ الخَزْرَجِيّ النَّجّارِيّ بَدْرِيٌّ وفيه خُلْف ، ومُحْرِزُ بن قَتَادَةَ ، ومُحْرِزٌ القَصّاب الذي أَدْرَك الجَاهِلِيَّة ، كما قاله البُخَارِي ، وقيل : إِنّه مُخَضْرَم.
وأَبُو حَرِيزٍ ، كأَمِيرٍ : الذي رَوَى عنه أَبو لَيْلَى الأَنْصَارِيّ ، وكذا أَبو حَرِيزَة الذي رَوَى عنه أَبو إِسْحَاقَ الكُوفِيّ ، صَحَابِيُّونَ ومُحْرِزُ بنُ عَوْنٍ شَيْخُ مُسْلِم بن الحَجّاج صاحب الصَّحِيح.
وأَبُو مُحَيْرِيزٍ عبدُ الله بن مُحَيْرِيزٍ ، تابِعِيُّ.
والمُحْرِزِيُّ : ة بأَسْفَلِ : البَصْرَة ، نقلَه الصاغانيّ.
وحَرَزَهُ حَرْزاً : حَفِظَهُ وَجَعَلَه في حِرْزٍ ، أَوْ هو إِبْدَالٌ ، والأَصْل حَرَسَهُ ، بالسّين المهملة.
وحَرِزَ الرَّجُلُ ، كفَرِحَ : كَثُرَ ورَعُه ، نقله الصاغانيّ.
وحَرَّزَهُ تَحْرِيزاً : بالَغَ في حِفْظِه نقله الصاغانيّ ، وفي الأَساس : حَرِّزُوا أَنْفُسَكُمْ : احْفَظُوها.
وأَحْرَزَ الأَجْرَ : حازَهُ ، فهو مُحْرِزٌ وحَرِيزٌ ، ومنه المثل : «أَحْرَزْتُ نَهْبِي وأَبْتَغِي النَّوَافِل» وأَصلُه قولُ أَبي بَكْرٍ رضياللهعنه ، فإِنّه كانَ يُوتِرُ أَوّلَ اللَّيْل ويقولُ هذا القَوْلَ ، يريد أَنه قَضَى وِتْرَه وأَمِنَ فَوَاتَه وأَحْرَزَ أَجْرَه ، فإِن اسْتَيْقَظ من اللَّيْل تَنَفَّل ، وإِلاَّ فقد خَرَج من عُهْدَةِ الوتْرِ.
وأَحْرَزَت المَرْأَةُ فَرْجَهَا : أَحْصَنَتْه ، كأَنّهَا جَعَلَتْه في حِرْزٍ
__________________
(١) ديوانه ص ٤٨ وروايته فيه :
فقلت لها هل تشتريها فإنها |
|
تباع بما بيع التلاد الحرائزُ |
(٢) في التكملة : «يهدّ» ، والأصل يوافق التهذيب واللسان.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وحراز بن عثمان ، الذي في المتن المطبوع وعثمان بن حراز».
(٤) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «مهيرة».