بمَعْنَى ، لِظَاهِرِ : (إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَ) الْبَغْضاءَ (١).
والْبِغْضَةُ ، بالكَسْرِ ، والْبَغْضَاءُ : شِدَّتُه ، وكَذلِكَ البَغَاضَةُ وبَغضَ ، ككَرُمَ ، ونَصَرَ ، وفَرِحَ ، بَغَاضَةً مَصْدرُ الأَوَّلِ.
فهو بَغِيضٌ ، مِنْ قَوْمٍ بُغَضَاءَ.
ومن المَجَازِ : يُقَالُ ، نَسَبَهُ ابنُ بَرِّيّ إِلى أَهْلِ اليَمَنِ : بَغَضَ (٢) جَدُّكَ ، كَتَعَسَ جَدُّكَ ، وهو من حَدِّ كَرُمَ.
ومن المجاز في الدُّعاءِ : نَعِمَ (٣) اللهُ بِكَ عَيْناً وبَغَضَ (٤) بعَدُوِّك عَيْناً ، وهو من حَدِّ نَصَرَ.
وقال : أَبو حَاتِمٍ : قَوْلُهُم أَنَا أَبْغُضُهُ ويَبْغُضُنِي ، بالضَّمِّ ، لُغَةٌ رَدِيئَةٌ ، من كَلام الحَشْوِ ، وأَثْبَتَها ثَعْلَبٌ وَحْدَهُ ، فإِنّه قالَ في قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ : (إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ) (٥). أَيْ الباغِضِين ، فَدَلَّ هذا على أَنَّ بَغَضَ عنْده لُغَةٌ ، ولَوْ لَا أَنَّهَا لُغَةٌ عِنْدَه لَقَالَ مِنَ المُبْغِضِينَ.
وقَوْلُهُم : مَا أَبْغَضَهُ لِي. شَاذٌّ لا يُقَاس عَليْه ، كما قَالَهُ الجَوْهَرِيّ. قال ابنُ بَرِّيّ : إِنَّمَا جَعَلَه شَاذًّا ، لأَنَّهُ جَعَلَهُ من أَبْغَضَ ، والتَّعَجُّب لا يكونُ من أَفْعَلَ إِلاَّ بِأَشَدَّ ونَحْوِه ، قال : وليْس كما ظَنَّ ، بَل هُوَ من بَغُضَ فُلانٌ إِلَيَّ. قال : وقد حَكَى أَهْلُ اللُّغَةِ والنَّحْو : ما أَبْغَضَنِي له ، إِذا كُنْتَ أَنْتَ المُبْغِضَ لَه ، وما أَبْغَضَنِي إِليْه ، إِذا كانَ هُوَ المُبْغِضَ لَكَ.
انْتَهَى. وقال ابنُ سِيدَه : وحَكَى سِيبَوَيْه : ما أَبْغَضَنِي لَهُ ، ومَا أَبْغَضَهُ إِلَيَّ. وقال : إِذا قُلْتَ : ما أَبْغَضَنِي لَهُ فإِنَّمَا تُخبِرُ أَنَّكَ مُبْغِضٌ لَه ، وإِذَا قُلْتَ : ما أَبْغَضَهُ إِلَيَّ فإِنَّمَا تُخْبِرُ أَنَّهُ مُبْغَضٌ عِنْدك.
وأَبْغَضُوهُ ، أَي مَقَتُوهُ ، فهو مُبْغَضٌ.
وبَغِيضُ بنُ رَيْثِ بنِ غَطَفَانَ بنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ عَيْلَانَ : أَبُو حيٍّ مِنْ قَيْسِ.
والتَّبْغِيضُ ، والتَّبَاغُضُ ، والتَّبَغُّضُ : ضِدُّ التَّحْبِيبِ ، والتَّحابُبِ ، والتَّحَبُّبِ ، تقولُ : حَبُبَ إِليَّ زَيْدٌ : وبَغُضَ إِليَّ عَمْرٌو ، وتَحَبَّبَ لي فُلانٌ ، وتَبَغَّضَ لي أَخُوه. وما رَأَيْتُ أَشَدَّ تَبَاغُضاً منهما ، ولَمْ يَزَالا مُتَبَاغِضَيْنِ.
وبَغِيضُ التَّميمِيُّ الحَنْظَلِيّ غَيَّرَ النبِيُّ صلىاللهعليهوسلم اسْمَهُ حِينَ وَفَدَ عليه بحَبِيبٍ ، تَفَاؤُلاً.
* ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه :
البِغْضَةُ ، بالكَسْرِ : القَومُ يَبْغَضُونَ ، قاله السُّكَّرِيّ في شَرْحِ قَوْل سَاعِدَةَ بنِ جُؤيَّةَ :
ومِنَ العَوَادي أَنْ تَقَتْكَ بِبِغْضَةٍ |
|
وتَقَاذُفٍ منها وأَنَّكَ تُرْقَبُ. |
قال ابنُ سِيدَه : فَهُوَ على هذا جَمْعٌ ، كغِلْمَةٍ وصِبْيَةٍ ، ولو لا أَنَّ المَعْهُودَ من العَرَبِ أَن لا تَتَشَكَّى من مَحْبُوبٍ بِغْضَةً في أَشْعارِهَا لَقُلْنَا إِنَّ البِغْضَةَ هُنَا الإِبْغاضُ.
وبَغَّضَهُ اللهُ إِلى الناسِ ، فهُوَ مُبَغَّضٌ : يُبْغَضُ كَثِيراً.
والبَغَاضَةُ : شِدَّةُ البُغْضِ ، قال مَعْقِلُ بنُ خُوَيْلِدٍ الهُذَلِيّ :
أَبَا مَعْقِلٍ لا تُوطِئَنْكَ بَغَاضَتِي |
|
رُؤُوسَ الأَفَاعِي مِن مَرَاصِدِها العُرْمِ |
والبَغُوضُ : المُبْغِضُ ، أَنْشَدَ سِيبَوَيْه :
ولكِنْ بَغُوضٌ أَن يُقَالَ عَدِيمُ (٦)
قلتُ : وفيه دَلِيلٌ قَوِيٌّ لِمَا ذَهَبَ إِليه ثَعْلَبٌ من أَنَّ بَغَضْتُه لُغَةٌ ، لأَنَّ فَعُولاً إِنَّمَا هي في الأَكْثَرِ عن فاعِلٍ لا مُفْعِلٍ وقيل : البَغِيضُ المُبْغِضُ والمُبْغَضُ جَمِيعاً ، ضِدٌّ.
والمُبَاغَضَةُ : تَعَاطِي البَغْضَاءِ ، وقد بَاغَضْتُه. أَنْشَد ثَعْلبٌ :
يَا رُبَّ مَوْلًى سَاءَنِي مُبَاغِضِ |
|
عَلَيَّ ذِي ضِغْنٍ وضَبَّ فَارِضِ |
له قُرُوءٌ كقُرُوءِ الحَائِضِ (٧)
__________________
(١) سورة المائدة الآية ٩١.
(٢) ضبطت اللفظتان بغض وتعس بفتح وكسر ثانيهما عن القاموس ، والعبارة في اللسان : وأهل اليمن يقولون : «بَغُضَ جدّك كما يقولون عَثَر جدّك».
(٣) في الأساس : أنعم.
(٤) في اللسان والأساس : وأبغض.
(٥) سورة الشعراء الآية ١٦٨.
(٦) كتاب سيبويه ونسب فيه لمزاحم العقيلي وصدره فيه ٢ / ٢٩٨.
فرطن لا ردّ لما بتّ وانقضى
قال الشنتمري : وصف كبره وذهاب شبابه وقوته وفتوته فيقول : فرطن أي ذهبن وتقدمن ، فلا ردّ لما فات منهن.
(٧) بهامش اللسان : قوله : وضب فارض ، الضب : الحقد ، والفارض.