والبَغِيضُ : لَقَبُ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ إسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّادِق ، يُقَالُ لِوَلَدِهِ بَنُو البَغِيضِ.
[بوض] : بَاضَ بَوْضاً ، أَهمله الجَوْهَرِيُّ ، وقال ابن الأَعْرَابِيّ ، أَي أَقَامَ بالمَكَانِ ولَزِمَ.
وبَاضَ بَوْضاً إِذا حَسُنَ وَجْهُهُ بَعْدَ كَلَفٍ ، ومِثْلُه بَضَّ يَبِضُّ.
[بهض] : بَهَضَنِي هذا الأَمْرُ ، كمَنَعَ ، أَهملَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وكَذلِكَ أَبْهَضَنِي ، بالأَلِفِ ، وهي لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ ، كَذا نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ عن الخَارْزَنْجِيّ. وقال أَبو تُرَابٍ : سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا من أَشْجَعَ يَقُولُ : بَهَضَنِي الأَمْرُ وبَهَظَنِي ، أَي فَدَحَنِي. قَال الأَزْهَرِيّ : ولم يُتَابِعْهُ عَلَى ذلِكَ أَحَدٌ. قُلْتُ : ولِذَا قَالَ المُصَنِّفُ : وبالظَّاءِ أَكْثَرُ.
وفي اللِّسَانِ : البَهْضُ : ما شَقَّ عَليْكَ ، عن كُرَاع ، وهي عَرَبِيَّةٌ البَتَّةَ.
[بيض] : الأَبْيَضُ : ضِدُّ الأَسْوَدِ ، من البَيَاضِ ، يَكُونُ ذلِكَ في الحَيَوَانِ والنَّبَاتِ وغيْرِ ذلِكَ مِمَّا يَقبَلُهُ غيْرُه ، وحَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ في الماءِ أَيْضاً ، ج بِيضٌ ، بالكَسْرِ ، قال الجَوْهَرِيُّ : وأَصْلُهُ بُيْضٌ ، بالضَّمِّ ، أَبْدَلُوه بالكَسْرِ لتَصِحَّ الياءُ.
والأَبْيَضُ ، السَّيْفُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ ، أَيْ لِبَيَاضِهِ. قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيّ :
شَرِبْتُ بجَمِّه وصَدَرْتُ عَنْه |
|
بأَبْيَضَ صَارِمٍ ذَكَرٍ إِباطِي |
والْأَبْيَضُ : الْفِضَّةُ ، لِبَيَاضِهَا ، ومِنْه الحَدِيثُ : «أُعْطِيتُ الكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ والأَبْيَضَ» هُمَا الذَّهَبُ والفِضَّةُ (١).
والْأَبْيَضُ : كَوْكَبٌ في حَاشِيَةِ المَجَرَّةِ ، نَقَلَه الصَّاغَانِيّ.
ومن المَجَاز : الْأَبْيَضُ : الرَّجُلُ النَّقِيُّ العِرْضِ. قال الأزْهَريّ : إِذا قالَتِ العَرَبُ فُلانٌ أَبْيَضُ ، وفُلانَةُ بَيْضَاءُ ، فالمَعْنَى نَقَاءُ العِرْضِ من الدَّنَسِ والعُيُوبِ ، من ذلِكَ قَوْلُ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى يَمْدَحُ هَرِمَ بنَ سِنَانٍ :
أَشَمُّ أَبْيَضُ (٢) فَيّاضٌ يُفَكِّك عَنْ |
|
أَيْدِي العُنَاةِ وعَن أَعْنَاقِهَا الرِّبَقَا |
وقال ابنُ قَيْس الرُّقيّاتِ في عَبْدِ العَزيزِ بْن مَرْوانَ :
أَمُّكَ بَيْضَاءُ مِنْ قُضَاعَةَ في ال |
|
بَيْتِ الَّذِي يُسْتَظَلُّ في طُنُبِهْ |
قال : وهذا كَثِيرٌ في [كلامهم و] شِعْرِهم ، لا يُرِيدُون به بَيَاضَ اللَّوْنِ ، ولكِنَّهُم يُرِيدُون المَدْحَ بالكَرَمِ ، ونَقَاءِ العِرْضِ من العُيُوبِ [والأدناس] (٣).
وإِذَا قَالُوا : فُلانٌ أَبْيَضُ الوَجْهِ ، وفُلانَةُ بَيْضَاءُ الوَجْهِ ، أَرادُوا نَقَاءَ اللَّوْنِ من الكَلَفِ والسَّوَادِ الشَّائِنِ. قَال الصَّاغَانِيّ : وأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِر :
بِيضٌ مفارِقُنَا تَغْلِي مَرَاجِلُنَا. |
|
نَأْسُو بأَمْوالِنَا آثَارَ أَيْدِينا (٤) |
فإِنَّهُ قِيلَ فيه مِائَتا قَوْلٍ ، وقد أُفْرِدَ لِتَفْسِيرِ هذَا البَيْتِ كِتَاب. والبَيْتُ يُروَى لِمِسْكِين الدَّارِميّ ، وليْسَ لَهُ. ولِبَشامَةَ ابْن حَزْنٍ النَّهْشَلِيّ. ولبَعْضِ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَة ، كذا في التَّكْمِلَةِ ، وفي العُبَاب : سَمِعْتُ وَالِدِي ، المَرْحُوم ، بغَزْنَةَ في شُهُورِ سَنَةِ نَيِّفٍ وثَمَانِينَ وخَمْسَمائةٍ يَقُولُ : كُنتُ أَقْرَأُ كِتَابَ الحَمَاسَةِ لابِي تَمّامٍ على شَيْخِي بغَزْنَةَ ، ففَسَّرَ لي هذا البَيْتَ ، وأَوَّلَ لي قَولَهُ : بِيضٌ مَفَارِقُنا مِائَتَيْ تَأْوِيلٍ ، فاسْتَغْرَبْتُ ذلِكَ حَتَّى وَجَدْتُ الكِتَابَ الَّذِي بُيِّنَ فيه هذِه الوُجُوهُ ببَغْدَادَ في حُدُودِ سَنَة أَرْبَعِينَ وسِتَّمِائةٍ ، والحَمْدُ لله على نِعَمِه.
قُلْتُ : وأَبْيَضُ الوَجْهِ : لَقَبُ أَبِي الحَسَنِ مُحَمَّدِ ابن مُحَمَّدٍ ، أَبِي البَقَاءِ جَلالِ الدين البَكْرِيّ المُتَوَفَّى سنة
__________________
القديم وقيل العظيم. وقوله : له قروء يقول : لعداوته أوقات تهيج فيها مثل وقت الحائض.
(١) انظر النهاية : بيض ، ١ / ١٧٢.
(٢) في الديوان : أغرّ أبيض.
(٣) زيادة عن التهذيب.
(٤) البيت في شرح ديوان الحماسة للتبريزي ١ / ٥٣ ونسبها لبعض بني قيس بن ثعلبة ، قال : ويقال إنها لبشامة بن حزن النهشلي. من أبيات مطلعها :
إنا محبوك يا سلمى فحبينا |
|
وإن سقيت كرام الناس فاسقينا |
ويروى : بيض معارقنا ، قال : والأشهر بيض مفارقنا.