يقولُونَ : أَرْضٌ آرَاضٌ ، كما قالُوا : أَهْلٌ وآهَالٌ. قال ابن بَرّيّ : الصَّحِيحُ عِنْد المُحَقِّقين فيما حُكِيَ عن أَبي الخَطَّاب أَرْضٌ وأَرَاضٍ ، وأَهْلٌ وأَهَالٍ ، كأَنَّهُ جمع أَرْضَاةٍ وأَهْلاةٍ ، كما قَالُوا : ليْلَةٌ ولَيَالٍ ، كأَنَّهُ جَمْعُ لَيْلاةٍ ، ثم قالَ الجَوْهَرِيُّ : والْأَرَاضِي غيْرُ قِيَاسِي ، أَي على غَيْرِ قِيَاسٍ ، قَالَ كَأَنَّهُمْ جَمَعُوا آرُضاً ، هكذا وُجِدَ في سَائِرِ النُّسَخِ مِنَ الصّحاح ، وفي بَعْضِها كَذَا وُجِدَ بخَطّه ، ووَجَدْتُ في هامِشِ النُّسْخَةِ ما نَصُّهُ : في قَوْلِه : كأَنَّهُم جَمَعُوا آرُضاً نَظَرٌ ، وذلِكَ أَنَّه لَوْ كانَ الْأَرَاضِي جَمْعَ الْآرُضِ لَكَان أَآرِض ، بوَزْنِ أَعارِض كَقَوْلِهِم أَكْلُبٌ وأَكَالِبُ ، هَلاَّ قال إنَّ الْأَرَاضِيَ جَمْعُ وَاحِدٍ مَتْرُوكٍ ، كَلَيَالٍ وأَهَالٍ في جَمْعِ لَيْلَةٍ وأَهْلٍ ، فكَأَنَّهُ جَمْعُ أَرْضَاةٍ ، كَمَا أَنَّ لَيَالٍ جَمْعُ لَيْلَاةٍ ، وإِنِ اعْتَذَرَ لَهُ مُعْتَذِرٌ فَقَالَ إِنَّ الْأَرَاضِيَ مَقْلُوبٌ مِنْ أَآرِضِ لم يَكُن مُبْعِداً ، فيَكُونُ وَزْنُه إِذَنْ أَعَالِفُ ، كَانَ أَرَاضِىءَ ، فخُفِّفَتِ الهَمْزَةُ وقُلِبَت ياءً.
انْتَهَى. وقالَ ابنُ بَرّيّ : صوابُه أَنْ يقولَ جَمَعُوا أَرْضَى مِثْل أَرْطَى ، وأَمّا آرُض فَقِيَاسُ جَمْعِهِ أَوَارِضُ.
والْأَرْضُ : أَسْفَلُ قَوَائِمِ الدَّابَّةِ ، قاله الجَوْهَرِيّ. وأَنْشَدَ لِحُمَيْد يَصِفُ فَرَساً :
ولَمْ يُقَلِّبْ أَرْضَهَا البَيْطارُ |
|
ولا لِحَبْلَيْهِ بها حَبَارُ |
يعني لم يُقَلِّبْ قَوَائِمَهَا لِعِلَّةٍ بَهَا.
وقال غَيْرُهُ : الْأَرْضُ : سَفِلَةُ البَعِيرِ والدَّابّةِ ، وما وَلِيَ الْأَرْضَ منه. يُقَال : بَعِيرٌ شَدِيدُ الْأَرْضِ ، إِذا كان شَدِيدَ القَوَائِمِ ، قال سُوَيْدُ بنُ كُرَاع :
فرَكِبْنَاهَا على مَجْهُولِهَا |
|
بصِلَابِ الأَرْضِ فِيهِنَّ شَجَعْ (١) |
ونقل شيخُنَا عن ابْنِ السَّيد في الفَرْقِ : زَعَمَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنّ الْأَرْضَ بالضَّاءِ. المُشالَة : قَوَائِمُ الدَّابَّةِ خَاصَّةً ، ومَا عَدَا ذلكَ فهو بالضَّاد ، قال : وهذا غيْرُ مَعْرُوف. والمَشْهُور أَنَّ قَوَائِمَ الدَّابَّةِ وغيْرَهَا أَرْضٌ بالضَّاد ، سُمِّيَتْ لانْخِفَاضِها عن جِسْمِ الدَّابَّةِ ، وأَنَّهَا تَلِي الأَرْضَ. وكُلُّ ما سَفَلَ فهُوَ أَرْضٌ ، وبه سُمِّيَ أَسفَلُ الْقَوَائِمِ.
والْأَرْضُ الزُّكَامُ ، نَقلَه الجَوْهَرِيُّ وهو مُذَكَّر. وقال كُرَاع : هو مُؤَنَّثٌ ، وأَنشد لابن أَحْمَر : وقالوا : أَنَتْ أَرْضٌ به وتَحَيَّلَتْ فأَمْسَى لِمَا في الصَّدْرِ والرَّأَسِ شاكِيَا أَنَتْ : أَدْرَكَتْ. وَرَوَاه أَبُو عُبَيْدٍ أَتَتْ : وقد أُرِضَ أَرْضاً.
والْأَرْضُ : النُّفْضَةُ والرَّعْدَةُ ، ومنه قوْلُ ابنِ عَبّاسٍ : أَزُلْزِلَتِ الْأَرْضُ أَم بِي أَرْضٌ. كما في الصّحاح ، يعني الرَّعْدَةَ ، وقِيلَ يَعْنِي الدُّوَارَ. وأَنشدَ الجَوْهَرِيّ قَوْلَ ذي الرُّمَّة يَصفُ صائِدا :
إِذا تَوَجَّسَ رِكْزاً مِنْ سَنَابِكِها |
|
أَوْ كَانَ صاحبَ أَرْض أَو به المُومُ |
ويَقُولون : لا أَرْضَ لَكَ. كلَا أُمَّ لَكَ ، نقله الجَوْهَرِيّ.
وأَرْضُ نُوحٍ : ة ، بالبَحْرَين ، نقله ياقُوتٌ والصَّاغَانِيّ.
ويُقَال : هُوَ ابْنُ أَرْضٍ ، أَي غَرِيبٌ لا يُعْرَفُ له أَبٌ ولا أُمَّ. قال اللَّعِينُ المِنْقَرِيّ :
دَعانِي ابْنُ أَرْضِ يَبْتَغِي الزَّادَ بَعْدَ مَا |
|
تَرَامَتْ حُلَيْمَاتٌ بِهِ وأَجارِدُ (٢) |
ويُرْوَى : أَتَانَا ابنُ أَرْضِ.
وقال أَبو حَنِيفَةَ : ابنُ الْأَرْضِ : نَبْتٌ يَخرُجُ في رُؤُوسِ الْإِكَامِ ، لَهُ أَصْلٌ ولا يَطُولُ ، وكأَنَّه شَعرُ ، وهو يُؤْكَلُ ، وهو سَرِيعُ الخُرُوجِ سَرِيعُ الهَيْجِ.
والْمَأْرُوضُ : المَزْكُومُ. وقال الصَّاغَانِيّ : وهو أَحَدُ مَا جَاءَ على : أَفْعَلَهُ فهو مَفْعُولٌ ، وقد أُرِضَ كعُنِيَ أَرْضاً ، وأَرَضَهُ اللهُ إِيرَاضاً ، أَي أَزْكَمَهُ ، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ.
والمَأْرُوضُ : مَنْ بِهِ خَبَلٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ والجِنّ. قال الجَوْهَرِيُّ : وهو المُحرِّكُ رَأْسَهُ وجَسَدَهُ بلا عَمْدٍ (٣) ، وفي بعض النُّسَخ بلا عَمَلٍ ، وهو غَلَطٌ.
__________________
(١) نسبه في اللسان «جهل» لسويد بن أَبي كاهل.
(٢) البيت في معجم البلدان «أَجارد» مع بيت آخر ، وفي «حلامات» من عدة أَبيات ، قال : ونزل باللعين المنقري ابنُ أَرض المريّ فذبح له كلباً فقال : البيت ، وعجزه :
ترامى حُلامات به وأَجاردُ
(٣) الصحاح واللسان : على غير عَمْدٍ.