«يُوشِكُ أَنْ يَعْمَلَ عَلَيْكُمْ بُقْعَانُ أَهْلِ الشّامِ ، بالضَّمِّ ، أَيْ خَدَمُهُمْ وعَبِيدُهم ومَمَالِيكُهُمْ. شَبَّهَهُمْ لِبَيَاضِهِمْ وحُمْرَتِهِمْ وسَوَادِهِمْ بالشَّيْءِ الأَبْقَعِ ، أَوْ لِأَنَّهُمْ من الرُّومِ ومن السُّودانِ ، وقِبلَ : سُمُّوا بذلِكَ لِاخْتِلَاطِ أَلْوانِهِمْ ، فإِنَّ الغَالِبَ عَليْهَا البَيَاضُ والصُّفْرَةُ.
وقال أَبو عُبَيْدٍ : أَرادَ البَيَاضَ ، لِأَنّ خَدَمَ الشَّأْمِ إنَّمَا هم الرُّومُ والصَّقالِبَةُ ، فسَمَّاهُمْ بُقْعَاناً لِلْبَيَاضِ. وقالَ غَيْرُ أَبِي عُبَيْدٍ : أَرادَ البَيَاضَ وقالَ غَيْرُ أَبِي عُبَيْدٍ : أَرادَ البَيَاضَ والصُّفْرَةُ ، وقيل لهم : بُقْعَان ، لاخْتِلافِ أَلْوانِهِمْ وتَنَاسُلِهِمْ من جِنْسَيْنِ. وقال القُتَيْبِيّ : البُقْعَانُ الَّذِين فيهم سَوَادٌ وبَيَاضٌ ، ولا يُقَالُ لِمَنْ كانَ أَبْيَضَ من غَيْرِ سَوادٍ يُخَالِطُهُ : أَبْقَعُ ، فكَيْفَ يَجْعَلُ الرُّومَ بُقعاناً ، وهُمْ بِيضٌ خُلَّص ، قالَ : وأَرَى أَبا هُرَيْرَةَ أَرادَ أَنَّ العَرَبَ تَنْكِحُ إماءَ الرُّومِ فيُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أَوْلادُ الإِماءِ ، وهُمْ من بَنِي العَرَبِ وهمْ سُودٌ ، ومِنْ بَنِي الرُّومِ وهُمْ بِيضٌ.
وِالبُقْعُ ، بالضَّمِّ : بِئْرٌ بالمَدِينَةِ ، علَى ساكِنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام ، جاءَ ذِكْرُهُ في الحَدِيثِ أَوْ هي السُّقْيَا الَّتِي بنَقْبِ بَنِي دِينارٍ ، كما قالَهُ الواقِدِيّ.
وِبُقْعٌ ، بلا لامٍ : ع بالشَّامِ بدِيارِ بَنِي كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ ، به اسْتَقَرَّ طلْحَةُ (١) بنُ خُوَيْلِدٍ الأَسِدِيُّ لَمّا هَرَبَ يَوْمَ بُزَاخَةَ.
وِبُقْعَانُ ، كعُثْمَانَ : ع قُرْبَ عَيْنِ الكِبْرِيتِ في طَرِيقِ الرَّقَّةِ (٢). قالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ العِبَادِيّ يَصِفُ حِمَاراً :
يَغْتَابُ (٣) بالعِرْقِ مِنْ بُقْعَانَ مَوْرِدَهُ |
|
ماءَ الشَّرِيعَةِ أَوْ فَيْضاً مِنَ الأَجَمِ |
ويُرْوَى : بُعْقَان.
وِالبَقِيعُ : المَوْضِعُ فِيهِ أُرُومُ الشَّجَرِ مِنْ ضُرُوبٍ شَتَّى ، وبه سُمِّيَ بَقِيعُ الغَرْقَدِ ، وقَدْ وَرَدَ في الحَدِيثِ ، وهي مَقْبَرَةٌ مَشْهُورَةٌ بالمَدِينَة ، لأَنَّه كانَ مَنْبِتَهُ ، والغَرْقَدُ : شَجَرٌ لَهُ شَوْكٌ ، فَذَهَبَ وبَقِيَ الاسْمُ لازِماً لِلْمَوْضِعِ.
وِالبَقِيعُ في (٤) الأَرْضِ : المَكَانُ المُتَسِعُ ، ولا يُسَمَى بَقِيعاً إلّا وفيه الشَّجَرُ. وبَقِيعُ الزُّبَيْر ، فِيهِ دُورٌ ومَنازِلُ. وبَقِيعُ الخَيل ، وبَقِيعُ الخَبْجَبَةِ ، بخاءٍ ثُمّ جِيم ، وهذِهِ عَنْ أَبي القاسِمِ السُّهَيْليّ كما مَرَّ للمُصَنِّف في «خ ب ج ب» كُلّهُنَّ بالمَدِينَةِ ، الأُولَى داخِلَها.
وفاتَهُ : بَقِيعُ الخَضَمَاتِ : مَوْضِعُ بِهَا عِنْدَ خَرْمِ بَنِي النَّبِيتِ ، فيه جَمَعَ أَبُو أُمَامَةَ ، كذا ضَبَطَهُ ابنُ يُونُسَ عن ابْنِ إسْحَاقَ. وفي مُعْجَمِ البَكْرِيّ : هو بالنُّونِ ، كَذا في الرَّوْضِ للسُّهَيْلِيّ. قُلْتُ : وسَيأْتِي للمصَنِّفِ في «ن ق ع».
وِبُقَيْعٌ ، كزُبَيْرٍ : ع لِبَنِي عُقَيْلٍ يُخَالِطُ بِلَادَ اليَمَنِ من وَرَاءِ اليَمَامَةِ. وبُقَيْعٌ أَيْضاً : ماءٌ لِبَنِي عِجْلٍ ، كَذَا في المُعْجَمِ.
وِقال أَبُو زَيْدٍ : يُقَالُ : أَصَابَهُ خُرْءُ بَقَاعِ ، كقَطَامِ.
وِبَقَاعٍ (٥) يُصْرَفُ ولا يُصْرَفُ ، أَيْ أَصابَهُ غُبَارٌ وعَرَقٌ فبَقِيَ لُمَعٌ من ذلِكَ علَى جَسَدِهِ قال : وأَرَادُوا ببَقَاع أَرْضاً. وقَالَ غَيْرُهُ : عَلَيْهِ خُرْءُ بَقَاعِ ، وهو العَرَقُ يُصِيبُ الإِنْسَانِ فيَبْيضُّ علَى جِلْدِهِ شِبْه لُمَعٍ.
وِابنُ بُقَيْعٍ ، كزُبَيْرٍ : الكَلْبُ ، عن أَبِي زَيْدٍ. قال :وِيُقَالُ : تَشَاتَمَا فَ تقَاذَفَا بِمَا أَبْقَى ابنُ بُقَيْعٍ ، أَي بالجِيفَةِ ، لأَنَّ الكَلْبَ يُبْقِيهَا ، وهو مَجَازٌ ، أَيْ قَذَفَ كُلٌّ صاحِبَهُ بالقَاذُوراتِ.
وِابْتُقِعَ لَوْنُه ، بالضَّمِّ ، مِثْلُ انْتُفِعَ وامْتُقِع. بالبَاءِ والنون والميم ، أَيْ تَغَيَّرَ.
وِانْبَقَعَ (٦) فُلان انْبِقاعاً كانْصَرَفَ انْصِرَافاً ، أَيْ ذَهَبَ مُسْرِعاً وعَدَا. قالَ ابنُ أَحْمر الباهِلِيّ :
كالثَّعْلَبِ الرّائحِ المَمْطُورِ صُبْغَتُهُ |
|
شَلَّ الحَوَامِلُ مِنْهُ كَيْفَ يَنْبَقِعُ |
شَلَّ الحَوَامِلُ مِنْهُ : دُعَاءٌ عَلَيْه أَنْ تَشَلّ قَوَائِمُهُ [لسرعته] (٧).
__________________
(١) كذا بالأصل واللسان والنهاية وفي معجم البلدان «طليحة».
(٢) في معجم البلدان : اسم موضع ، وقيل : قرية.
(٣) في الديوان ومعجم البلدان : ينتاب.
(٤) اللسان : من.
(٥) في اللسان : «بَقَاعٍ» «وبَقَاعَ» زاد في التكملة : بالفتح. وعبارة التهذيب : أصابه خرء بقاع وبقاعِ يا فتى ، وبقاعٍ مصروف وغير مصروف.
(٦) في القاموس : «وابْتَقَعَ» وعلى هامشه عن نسخة أخرى : «وانبقع» ومثلها في الأصل واللسان والتهذيب.
(٧) زيادة عن التهذيب.