وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَاعَ ما عِنْدَهُ مِنْ صَاحِبِهِ وأَعْطَاهُ خَالِصَةَ نَفْسِهِ وطَاعَتَه ودَخِيلَةَ أَمْرِهِ ، وقَدْ تَكَرَّرَ ذِكْرُهَا في الحَدِيثِ.
وِاسْتَبَاعَهُ الشَّيْءَ : سَأَلَهُ أَنْ يَبِيعَهُ مِنْه.
وِقالَ ابنُ عَبّادٍ : انْباعَ (١) الشَّيْءُ : نَفَقَ وراجَ ، وكَأَنَّهُ مُطاوعٌ لِبَاعَهُ.
وِأَبو الفَرَجِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّد الخَوارَزْمِيّ البَيَّاعِيُّ المُحَدِّثُ ، مُشَدَّداً ، رَوَى عَنْ أَبِي سَعْدٍ بنِ السَّمْعَانِيّ ، وكَذَا مَجْدُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ البَيَّاعِيُّ الخُوَارَزْميّ ، حَدَّثَ بِشَرْحِ السُّنَّةِ في سَنَةِ مائَتَيْنِ (٢) عَنْ أَبِي المَعَالِي مُحَمَّد الزَّاهِدِيّ سَمَاعاً ، عن لَفْظ مُحْيِى السُّنَّة البَغَوِيَّ ، قَرَأَهُ عَلَيْه ، عَنْ عاصِمِ بنِ صالِح ، كَذَا في التَّبْصِيرِ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
بَايَعَهُ مُبَايَعَةً وبِيَاعاً : عَارَضَهُ بالبَيْعِ. قال جُنَادَةٌ بنُ عامِرٍ :
فإِنْ أَكُ نَائِياً عَنْهُ فإِنِّي |
|
سُرِرْتُ بِأَنَّهُ غُبِنَ البِيَاعَا |
وقَالَ قَيْسُ بنُ ذَرِيحٍ :
كمَغْبُونٍ يَعَضُّ عَلَى يَدَيْهِ |
|
تَبَيَّن غَبْنهُ بَعْدَ البِيَاعِ |
وِالبَيْع : اسمُ المَبِيعِ ، قال صَخْرُ الغَيِّ يَصِفُ سَحاباً :
فأَقْبَلَ مِنْهُ طِوَالُ الذُّرَا |
|
كَأَنَّ عَلَيْهِنَّ بَيْعاً جَزِيفَا |
طِوَالُ الذُّرَا ، أَيْ مُشْرفاتٌ في السَّمَاءِ. وبَيْعاً جَزِيفاً ، أَي اشْتُرِيَ جُزَافاً ، فأُخِذَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، من الكَثْرَة ، يَعْنِي السَّحَابَ. والجَمْعُ : بُيُوعٌ.
ورَجُلٌ بَيُوعٌ ، كصَبُورٍ : جَيِّدُ البَيْعِ ، وَبَيَّاعٌ : كَثِيرُهُ ، وبَيِّعٌ كبَيُوعٍ ، والجَمْع بَيِّعُونَ. ولا يُكَسَّرُ ، والأُنْثَى بَيِّعَةٌ ، والجَمْعُ بَيِّعَاتٌ ، ولا يُكَسَّرُ ، حَكَاهُ سِيبَوَيْه.
وِبَيْعُ الأَرْضِ : كِرَاؤُهَا ، وقَدْ نُهِيَ عَنْهُ في الحَدِيثِ.
وِالبَيْعَةُ : الصَّفْقَةُ عَلَى إِيجابِ البَيْعِ وعَلَى المُبَايَعَةِ والطّاعَةِ. وبَايَعَهُ عَلَيْه مُبَايَعَةً : عَاهَدَهُ.
وِنُبَايِعُ ، بغَيْرِ هَمْزٍ : مَوْضِعٌ. قال أَبُو ذُؤَيْبٍ :
فكَأَنَّهَا بالجِزْعِ جِزْعِ نُبَايِعٍ |
|
وِأُلَاتِ ذِي العَرْجَاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ |
قال ابنُ جِنِّي : هو فِعْلٌ مَنْقُولٌ وَزْنُه نُفاعِلُ ، كنُضارِبُ ونَحْوِه ، إِلّا أَنَّهُ سُمِّيَ به مُجَرَّداً مِنْ ضَمِيرِهِ ، فلذلِكَ أُعْرِبَ ، ولَمْ يُحْكَ ، ولَوْ كانَ فِيهِ ضَمِيرُهُ لَمْ يَقَعْ في هذا المَوْضِعِ ، لأَنَّهُ كانَ يَلْزَمُ حِكَايَتُهُ إِنْ كانَ جُمْلَةً ، كذَرَّى حَبًّا ، وتَأَبَّطَ شَرًّا ، فكانَ ذلِكَ يَكْسِرُ وَزْنَ البَيْتِ.
قُلْتُ : وسَيَأْتِي للمُصَنّف في «ن ب ع» فإِنَّهُ جَعَلَ النُّونَ أَصْلِيَّة.
وقد سَمَّوْا بَيَّاعا ، كشَدَّادٍ.
وعُرْوَةُ بن شُيَيْمِ بنِ البَيّاعِ الكِنَانيّ : أَحدُ رُؤساءِ المِصْرِيِّينَ الَّذِين سَارُوا إِلَى عُثْمَانَ ، رَضِيَ الله عنْه.
ومِنَ المَجَازِ : باعَ دُنْيَاهُ بِآخِرَتِهِ ، أَي اشْتَرَاهَا (٣) ، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ.
وِبَيَّاعُ الطَّعَامِ : لَقَبُ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ غالِبِ بنِ حَرْبٍ الضَّبِّيّ.
فصل التاءِ
المثناة الفوقية مع العين
[تبرع] : تَبْرَعٌ ، كجَعْفَرٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ «في باب الباءِ مع التاءِ في الرُّباعيّ» : إِنَّهُ اسْمُ ع ، فعَلَى هذا وَزْنُهُ عِنْدَهُ فَعْلَلٌ ، ولَوْ كَانَ تَفْعَلُ لَكَانَ مَوْضِعُ ذِكْره تَرْكيبَ «ب ر ع» وفي اللِّسَانِ : تَبْرَعٌ وتَرْعَبٌ :مَوْضِعانِ ، بيَّنَ صَرْفَهُم إِيّاهُمَا أَنَّ التّاءَ أَصْلٌ.
قُلْتُ : وقَدْ تَقَدَّمَ هذَا بِعَيْنِه لِلْمُصَنِّف في «ت ر ع ب» وذَكَرَ تَبْرَعاً هُنَاكَ اسْتِطْرَاداً.
[تبع] : تَبِعَهُ ، كفَرِحَ يَتْبَعُهُ تَبَعاً ، مُحَرَّكَةً ، وَتَبَاعَةً ، كسَحَابَةٍ :مَشَى خَلْفَهُ أَوْ مَرَّ به فمَضى مَعَهُ ، يُقَالُ : تَبعَ الشَّيْءَ
__________________
(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : وابتاع.
(٢) كذا بالأصل وفيه تحريف ظاهر ، فمحيى السّنّة أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي مات في شوال سنة ٥١٨. ونبه محقق المطبوعة الكويتية إلى هذا ، انظر حاشيته.
(٣) في الأساس : استبدلها.