تَبَاعاً ، فِي الأَفْعَالِ. وتَبعَ الشَّيْءَ تُبُوعاً : سارَ في إِثْرِهِ.
وِالتَّبِعَةُ ، كَفَرِحَةٍ وكِتَابَةٍ : الشَّيْءُ الَّذِي لك فيه بُغْيَةٌ ، شِبْهُ ظُلَامَةٍ ونَحْوِها ، كما في العُبابِ والتَّهْذِيب. وفي اللّسَانِ : ما اتَّبَعْتَ به صاحِبَكَ من ظُلامَةٍ ونَحْوِهَا. يُقَالُ : ما عَلَيْه من الله في هذَا تَبِعَةٌ ولا تِبَاعَةٌ ، ومِنْهُ الحَدِيثُ : «ما المالُ الَّذِي لَيْسَ فِيه تَبِعَةٌ مِنْ طالِبٍ ولا مِنْ ضَيْفٍ» يريد بالتَّبْعَةِ ما يَتْبَعُ المالَ مِنْ نَوَائبِ الحُقُوقِ ، وهو من : تَبِعْتُ الرَّجُلَ بحَقِّي.
وقالَ الشاعِرُ :
أَكَلَتْ حَنِيفَةُ رَبَّهَا |
|
زَمَنَ التَّقَحُّمِ والمَجَاعَهْ |
لَمْ يَحْذَرُوا مِن رَبِّهِمْ |
|
سُوءَ العَوَاقِبِ والتِّبَاعَهْ |
وِالتَّبِعَاتُ والتِّباعَاتُ : ما فيه إِثْمٌ يُتْبَعُ به ، قَالَ وَدّاكُ بنُ ثُمَيْلٍ :
هِيمٌ إِلى الموت إِذا خُيِّروا |
|
بَيْنَ تِبَاعاتٍ وتَقْتَالِ |
وِالتَّبَعُ ، مُحَرَّكَة : التَّابِعُ يَكُونُ وَاحِداً وجَمْعاً ، ومِنْهُ قَوْلُه تَعَالَى : (إِنّا كُنّا لَكُمْ تَبَعاً) (١) يَكُونُ اسْماً لجَمْعِ تابِعٍ ، ويَكُونُ مَصْدَراً ، أَي ذَوِي تَبَعٍ. وج : أَتْبَاعٌ* ووقالَ كُرَاع : جَمْعُ تابعٍ. ونَظِيرُهُ : خَادِمٌ وخَدَمٌ ، وطَالِبٌ ، وغَائِبٌ وغَيَبٌ ، وسَالِفٌ وسَلَفٌ ، ورَاصِدٌ ، ورَصَدٌ ، ورائِح ورَوَحٌ ، وفَارِطٌ ، وفَرَطٌ ، وحَارِسٌ وحَرَسٌ ، وعَاسِسٌ وعَسَسٌ ، وقَافِلٌ من سَفره وقَفَلٌ ، وخَائِلٌ ، وَخَوَلٌ ، وخَابِلٌ وخَبَلٌ ، وهو الشَّيْطَانُ ، وبَعِيرٌ هامِلٌ وهَمَلٌ ، وهو الضّالُّ المُهْمَلُ ، فكُلُّ هؤلاءِ جَمْعٌ. وقالَ سيبَوَيْه : إِنَّهَا أَسْمَاءٌ لِجَمْعٍ ، وهو الصَّحِيحُ.
وِالتَّبَعُ أَيْضاً : قَوَائمُ الدَّابَّةِ ، وأَنْشَدَ سِيبَوَيه لأَبِي كاهِلٍ اليَشْكُرِيّ :
يَسْحَبُ اللِّيْلُ نُجُوماً طُلَّعاً |
|
فتَوَالِيها بَطِيئاتُ التَّبَعْ |
ويُرْوَى : «ظُلَّعاً» :وقَالَ أَبو دُوَادٍ يَصِفُ الظَّبْيَةَ :
وِقَوَائِمٌ تَبَعٌ لَهَا |
|
مِنْ خَلْفِهَا زَمَعٌ زَوَائِدْ |
وفي التَّهْذِيب عن اللَّيْث : التَّبَعُ : ما تَبِعَ أَثَرَ شَيْءٍ فهو تَبَعُهُ ، وأَنْشَدَ لَهُ يَصِفُ ظَبْية :
وِقَوَائمٌ تَبَعٌ لهَا |
|
من خَلْفِهَا زَمَعٌ مُعَلَّق |
قال الصّاغَانِي : الرِّوَايَة :
وِقَوَائمٌ حُذُفٌ لها |
|
مِنْ فَوْقِها .... |
وخُذُفٌ ، أَي تَخْذِفُ الحَصَى. وقَوْلُهُ يَصِفُ ظَبْيَةً غَلَطٌ ، وإِنَّمَا يَصِفُ ثَوْراً.
وِالتُّبُّعُ ، بضَمَّتَيْن مُشَدَّدة الباءِ ، وكَذلِكَ التُّبَّع ، كسُكَّرٍ :الظِّلُّ ، سُمِّيَ به لأَنَّهُ يَتْبَعُ الشَّمْسَ حَيْثُمَا زَالَتْ ، وبهما رُوِيَ قَوْلُ سُعْدَى الجُهَنِيَّةِ تَرْثِي أَخاها أَسْعَدَ :
يَرِدُ المِيَاهَ نَفِيضَةً وحَضِيرَةً (٢) |
|
وِرْدَ القَطَاةِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ |
اسْمِئْلالُهُ : بُلُوغُهُ نِصْفَ النَّهَارِ وضُمُورُهُ. وقَال أَبُو لَيْلَى : لَيْسَ الظِّلُّ هُنَا ظِلَّ النَّهَار. إِنَّمَا هو ظِلُّ اللَّيْلِ. قالَ الله تَعَالَى : (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ) (٣) والظِّلُّ هو اللَّيْلُ في كَلامِ العَرَب. أَرادَتْ أَنّ هذا الرَّجُلَ يَردُ المِيَاهَ بالأَسْحَارِ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ ، وأَنْشَدَ :
قَدْ صَبَّحَتْ والظِّلُّ غَضٌّ مَا زَحَلْ |
|
وِاضِرُ الماءِ هُجُودٌ ومُصَلْ |
قالَ : والتُّبَّع : ظِلُّ النَّهَارِ ، واشْتُقَّ هذا مِن ظِلِّ اللَّيْلِ.
وِتَبَعَةٌ ، مُحَرَّكَة ، وتَقَدَّمَ أَنَّ أَبا عُبَيْدٍ البَكْرِيّ ضَبَطَهُ «بِفَتْحِ الباءِ المُوَحَّدَةِ وسُكُونِ التَّاءِ المُثَنّاةِ الفَوْقِيّة» ومِثْلُه في «مُعْجَمِ ياقُوتٍ» نَقْلاً عن الأَصْمَعِيِّ (٤) ، وقَدْ صَحَّفَهُ الصّاغَانيّ وقَلَّدَهُ المُصَنِّفُ. قال الأَصْمَعِيُّ : هي هَضْبَةٌ بِجِلْذَانَ من أَرْضِ الطّائفِ ، فيها نُقوبٌ ، كُلُّ نَقْبٍ قَدْرُ
__________________
(١) سورة ابراهيم الآية ٢١.
(*) عبارة القاموس : ويجمع على أتباع.
(٢) البيت في الصحاح ونسبه لأبي ذؤيب ، وفيه وفي التهذيب واللسان :
يرد المياه حضيرة ونفيضة
(٣) سورة الفرقان الآية ٤٥.
(٤) نص ياقوت على ضبطها بالتحريك.