ارْتَفَعَ كما في المُحْكَمِ والعُبَابِ والأَسَاسِ ، وفي الصّحاحِ : طَلَعَ (١).
وِقالَ ابن دُرَيْدٍ : تَلَعَتِ الضُّحَى تُلُوعاً ، إِذا انْبَسَطَتْ.
وأَنْشَدَ اللَّيْثُ :
وِكَأَنَّهُمْ في الآلِ إِذْ تَلَعَ الضُّحَى |
|
سُفُنٌ تَعُومُ قَدُ الْبِسَتْ أَجْلالا |
قالَ : وتَقُولُ : تَلَعَ الرَّجُلُ : إِذا أَخْرَجَ رَأْسَهُ من كُلِّ شَيْءٍ كانَ فِيهِ ، وهو شِبْهُ طَلَعَ ، إِلَّا أَنَّ طَلَعَ أَعَمُّ. وتَلَعَ الظَّبِيُّ والثَّورُ مِن الكِنَاسِ ، إِذا أَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنْهُ وسَما بجِيدِه (٢) ، عَن ابن دُرَيْدٍ ، كَأَتْلَعَ. يُقَالُ : أَتْلَعَ رَأْسَهُ ، أَيْ أَطْلَعَ لِيَنْظُرَ (٢) ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِيُّ. قال ذُو الرُّمَّةِ.
كما أَتْلَعَتْ مِنْ تَحْتِ أَرْطَى صَرِيمَةٍ |
|
إِلَى نَبْأَةِ الصَّوْتِ الظِّباءُ الكَوَانِسُ |
ونَقَلَهُ اللِّيْثُ أَيْضاً هكَذَا.
وِإِنَاءٌ تَلِعٌ ، ككَتِفٍ : مَلانُ ، لُغَةٌ في تَرِعٍ ، أَو لُثْغَةٌ ، كما في الصّحاح ، زادَ في اللِّسَانِ : أَوْ بَدَلٌ.
وِتَوْلَعٌ كجَوْهَرٍ ، ويُقَالُ : مِثْلُ فُوفَلٍ : ع ، قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ سَلَمَةَ (٣) :
لِمَنِ الدِّيَارُ بتَوْلَعٍ فيَبُوسِ |
|
فبَيَاضُ رَيْطَةَ غَيْرُ ذَاتِ أَنِيسِ |
وقد تَقَدَّم إِنْشَادُه في «ي ب س».
وِيُقَالُ : أَتْلَعَ الرَّجُلُ ، إِذا مَدَّ عُنُقَهُ مُتطَاوِلاً ومنهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ رضياللهعنه : «لَقَدْ أَتْلَعُوا أَعْنَاقَهُمْ إِلى أَمْرٍ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَهُ ، فوَقَعُوا دُونَهُ» أَيْ رَفَعُوها.
وِقال ابنُ عَبّادٍ : المُتْلِعُ ، كمُحْسِنٍ : المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ ، لأَنَّهَا تُتْلِعُ أَيْ تَمُدُّ رَأْسَهَا ، تَتَعَرَّض للنّاظِرِين إِلَيْهَا.
وِالمُتَتَلِّعُ : الشَّاخِصُ لِلأَمْرِ. والَّذِي في العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ : يُقَالُ : رَأَيْتُهُ مُسْتَتْلِعاً لِلْخَبَرِ ، أَي شاخِصاً له. والمُتَتَلِّعُ : الرَّافِعُ رَأْسَهُ ، يُقَالُ لِمَنْ لَزِمَ مَكَانَهُ : قَعَدَ فَما يَتَتَلَّعُ ، أَيْ فَما يَرْفَعُ رَأْسَه للنُّهُوضِ ولا يُرِيدُ البَراحَ. كَما في الصّحاح.
وِيُقَالُ : المُتَتَلِّعُ : المُتَقَدِّمُ ، قال أَبُو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ الحَمِيرَ :
وَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابِىِء ال |
|
ضُّرَباءِ فَوْقَ النَّجْمِ لا يَتَتَلَّعُ (٤) |
قال ابنُ بَرِّيّ : صَوَابُه «خَلْفَ النَّجْمِ» ، وكَذلِكَ رَوَاهُ سِيبَوَيه. قُلْتُ : ورَوَى أَبُو سَعِيدٍ «دُونَ النَّجْمِ» وفي رِوَايَة :«فَوْق النَّظْمِ».
وِالمُتَتَلِّع : فَرسُ مَزْيَدَة الحَارِثيّ ، كما في العُبَاب ، ووقع في التَّكْمِلَة : المُحَارِبيّ ، ورَوَاهُ ابنُ بَرّيّ فِي «ب ل ع» بالمُوَحَّدَةِ ، وقد أَشَرْنَا إِلَى ذلِكَ هُنَاكَ.
وِتَتَالَعَ في مَشْيِهِ ، إِذا مَدَّ عُنُقَهُ ورَفَعَ رَأْسَه ، وكَذلِكَ تَتَلَّع.
وِمُتَالِعٌ ، بالضَّمِّ : جَبَلٌ بالبَادِيَةِ ، في بِلادِ طَيِّءٍ ، مُلاصِقُ لِأَجأَ ، بَيْنَهُمَا طَرِيقٌ لبَنِي جُوَيْنِ بنِ جَرْمِ طَيِّءٍ ، ويُقَالُ لَه :مُتَالِعٌ الأَبْيَضُ ، وجَبَلٌ أَيْضاً في بِلادِهمْ لِبَنِي صَخْرِ بنِ جَرْمٍ ، بَيْنَهُ وبَيْنَ أَجَأَ لَيْلَةٌ ، يقال لَهُ : مُتَالِعٌ الأَسْودُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للَبِيدٍ رضياللهعنه :
دَرَسَ المَنَا بمُتَالِعٍ فأَبَانِ
قالَ : أَرادَ المَنَازِلَ فحَذَفَ ، وهو قَبِيحٌ.
قُلْتُ : وعَجْزُه فِيما رَواه الصّاغَانِيّ وابنُ بَرِّيّ :
فتَقَادَمَتْ بالحُبْسِ فالسُّوبانِ
ويُرْوَى :
بالحُبْسِ بَيْنَ البِيدِ والسُّوبانِ (٥)
أَوْ جَبَلٌ لغَنِيّ بالحِمَى ، أَو جَبَلٌ لِبَنِي عُمَيْلَةَ : قالَ صَدَقَةُ بنُ نَافِعٍ العُمَيْلِيّ :
وِهَلْ تَرْجِعَنْ أَيّامُنَا بمُتَالِعٍ |
|
وِشَرْبٌ بأَوْشَالٍ لَهُنَّ طَلَالُ |
__________________
(١) الذي في الصحاح المطبوع : ارتفع.
(٢) عبارة التهذيب قال الأزهري : قلت المعروف في كلام العرب أتلع رأسه إذا أطلعه فنظر.
(٣) في معجم البلدان : سليم.
(٤) ديوان الهذليين ١ / ٦ وفيه : «فوردن ... فوق النظم».
(٥) وهي رواية اللسان.