قال ابنُ شُمَيْلٍ : إذا شَبِعَ (١) البَعِيرُ كانَتْ لَهُ مُرادِغُ في بَطْنِه ، وَعَلَى فُرُوعِ كَتِفَيْهِ ، وذلِكَ لِأنَّ الشَّحْمَ يَتَرَاكَبُ عَلَيْهَا كالأَرَانِبِ الجُثُومِ ، وإِذَا لَم تَكُنْ سَمِينَةً فلا مَرْدَغَةَ هُنَاك.
والمَرادِغُ : جَمْعُ مَرْدَغَةٍ ، وهِيَ ما بَيْنَ العُنُقِ إلى التَّرْقُوَةِ وَمِنْهُ حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ : «دَخَلْتُ عَلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُبَيْرِ ، فدَنَوْتُ مِنْهُ حَتّى وَقَعَتْ يَدِي عَلَى مَرادِغِهِ».
والمَرْدَغَةُ : الرَّوْضَةُ [البَهِيَّةُ]* ، عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ ، وَكَذلِكَ المَرْغَدَةُ.
قال : والمَرْدَغَةُ : اللَّحْمَةُ الّتِي بَيْنَ وابِلَةِ الكَتِفِ وَجَنَاجِنِ الصَّدْرِ.
وَقيل : المَرادِغُ : أَسْفَلُ التَّرْقُوَتَيْنِ في جانِبَي الصَّدْرِ.
وارْتَدَغَ الرَّجُلُ : وَقَعَ في رِداغٍ ، أَو رَدْغَةٍ ، أو رَدِغٍ ، ككَتِفٍ ، الأَخِيرُ من الأَسَاسِ.
وأَرْدَغَت الأَرْضُ ، كَثُرَ رِداغُهَا ، وَالعَيْنُ لُغَةٌ فِيهِ.
وَقَالَ الصّاغَانِيُّ : التَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى اسْتِرْخَاءِ وَاضْطِرَابٍ ، وقَدْ شَذَّ عَنْهُ المَرادِغُ بوُجُوهِها.
قُلْتُ : وقَوْلُه : بَوُجُوهِها ، فيهِ نَظَرٌ ، فإِنَّ المَرْدَغَةَ بمَعْنَى الرَّوْضَةِ البَهِيَّةِ لَيْسَ بشاذٍّ عَن التَّرْكِيبِ ، فَتَأَمَّلْ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :
الرَّدْغُ ، بالفَتْحِ : الوَحَلُ عَنْ كُرَاعٍ ، كالرِّداغِ ، ككِتَابٍ ، وَهُمَا مُفْرَدانِ.
وَرَدَغَتِ السَّمَاءُ : مِثْلُ رَزَغَتْ.
وَالرَّدِيغُ : الضَّعِيفُ.
وَمَرْدَغَةُ العُنُقِ : لَحْمَةٌ تَلِي مُؤَخَّرَ النّاهِضِ مِنْ وَسَطِ العَضُدِ إلى المِرْفَقِ ، وقِيلَ : هُوَ لَحْمُ الصَّدْرِ ، وبِه فُسِّرَ حَدِيثُ الشَّعْبِيِّ.
وَقَالَ ابنُ عَبّادٍ : مَرَادِغُ السَّنَامِ : ما لَحِقَ بالمَأْنَةِ مِنْ شَحْمٍ (٢).
وَماءٌ رَدَغَةٌ ، ورَدَعَةٌ. مُحَرَّكَةٌ ؛ بمَعْنًى. وأَخَذَ فُلانًا فَرَدَغَ بِهِ الأَرْضَ : إذا ضَرَبَهُ بِهَا.
[رزغ] : الرَّزَغَةُ ، مُحَرَّكَةً : الطِّينُ الرَّقِيقُ ، والوَحَلُ الكَثِيرُ ، ج : رَزَغٌ ، ورِزَاغٌ كخَدَمٍ ، وجِبَالٍ.
وَفي المُحْكَمِ : الرَّزَغَةُ : أقَلُّ مِنَ الرَّدَغَةِ ، وفي التَّهْذِيبِ : أَشَدُّ مِنَ الرَّدَغَةِ.
والرَّزِغُ ، كَكَتِفٍ : المُرْتَطِمٌ فِيهِ أي : في الوَحَلِ ، وفي اللِّسَانِ : فِيهَا : وأَرْزَغَ المَطّرُ الأَرْضَ : إذا بَلَّهَا وبالَغَ ولَم تَسِلْ ، أي الأَرْضُ ، وفي الأُصُولِ الصَّحِيحَةِ ولَم يَسِلْ ، أي المَطَرُ ، قال طَرَفَةٌ يَهْجُو ، كما في الصِّحاحِ ، وفي التَّهْذِيبِ : يَمْدَحُ رَجُلاً ، وفي العُبَابِ : يَهْجُو عَبْدَ عَمْرِو بنَ بِشْرِ بنِ عَمْرِو بنِ مَرْثَدٍ.
وَأَنْتَ (٣) عَلَى الأَدْنَى شَمالٌ عَرِيَّةٌ |
|
شَآمِيَةٌ تَزْوِي الوُجُوهَ بَلِيلٌ |
وَأَنْتَ عَلَى الأَقْصَى صَباً غَيْرُ قَرَّةٍ |
|
تَذَاءَبُ مِنْهَا مُرْزِغٌ ومُسِيلُ (٤) |
يَقُولُ : أَنْتَ لِلْبُعَداءِ كالصَّبَا ، تَسُوقُ السِّحَابَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ ، فيَكُونُ مِنْهَا مَطَرٌ مُرْزغٌ ، ومِنْهَا مَطَرٌ مَسِيلٌ ، وهُوَ الَّذِي يُسِيلُ الأَوْدِيَةَ والتِّلاعَ.
وأَرْزَغَ الماءُ : قَلَّ عن ابْنِ عَبّادٍ.
وقال أَبُو زَيْدٍ : أَرْزَغَ في فُلانٍ : إِذَا أَكْثَرَ مِنْ أَذاهُ وهو ساكِتٌ ، وقِيلَ : أَرزَغَ فِيه : إِذَا احْتَقَرَهُ.
وقال ابنُ عَبّاد : أَرْزَغَهُ : إذا عَابَهُ وطَعَنَ فِيه ، وفي اللِّسَانِ : أَرْزَغَهُ : إِذَا لَطَّخَهُ بغَيْبٍ.
أَو أَرْزَغَ في فُلانٍ : إذا طَمِعَ فِيهِ ، نَقَلَهُ ابْنُ عَبّادٍ أَيْضاً.
و* أَرزَغَ فيه إِرْزاغًا ، وأَغْمَزَ فِيه إِغْمازًا : اسْتَضْعَفَهُ واحْتَقَرَهُ ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لرُؤْبَةَ :
وأُعْطِيَ الذِّلَّةَ كَفُّ المُرْزِغِ
قال ابن بَرِّيّ : صَوَابُه :
ثُمَّتَ أَعْطَى الذُّلَّ كَفَّ المُرْزِغِ
__________________
(١) في التهذيب واللسان : إذا سمن.
(*) ساقطة من الكويتية.
(٢) المأنة : باطن الكركرة.
(٣) في الديوان : فأنت.
(٤) قوله : تذاءب من رواه بالفتح جعله للمرزغ ، ومن رفع جعله للصبا.
(*) بالكويتية : وردت «أو» بدل «و».