بَابْ الغَينَ
في اللِّسَانِ : الغَيْنُ : مِنَ الحُرُوفِ الحَلْقِيَّةِ ، وأَيْضاً مِنَ الحُرُوفِ المَجْهُورَةِ ، وهِيَ وَالخاءُ في حَيِّزٍ واحِدٍ.
قال شَيْخُنَا : أُبْدِلَتْ مِنْ حَرْفَيْنِ : من الخاءِ المُعْجَمَةِ في قَوْلِهِمْ : غَطَرَ بيَدِه يَغْطِرُ ، بمَعْنَى خَطَرَ يَخْطِرُ. حَكَاهُ ابنُ جِنِّي وَجَمَاعَةٌ ، ومِنَ العَيْنِ المُهْمَلَةِ في قَوْلِهِم : لغَنَّ في لَعَنَّ ، قالَهُ ابنُ أُمِّ قاسِمٍ ، وغَيْرُه.
فصل الهمزة
مع الغين
[أبغ] : عَيْنُ أُبَاغَ ، كسَحَابٍ ، ويُثَلَّثُ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ مِنْهَا عَلَى الضَّمِّ فَقَط ، وهُوَ الأَشْهَرُ (١) ، وهو قَوْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ ، وَالفَتْحُ عَن الأَصْمَعِيِّ ، قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ حَسّانَ :
هُنَّ أَسْلابُ يَوْمَ عَيْنِ أَباغٍ |
|
مِنْ رِجَالٍ سُقُوا بسُمٍّ ذُعافِ |
هكَذا رَواهُ بالفَتْحِ (٢) ، وقالَتْ ابنَةُ فَرْوَةَ بنِ مَسْعُودٍ تَرْثِي أَباهَا ، وكانَ قُتِلَ بعَيْنِ أُباغ :
بعَيْنِ أُباغَ قَاسمْنا المَنَايَا |
|
فكانَ قَسِيمُها خَيْرَ القَسِيمِ (٣) |
هكَذا رُوِيَ بالضَّمِّ ، كَذا وُجِدَ بخَطِّ أَبِي الحَسَنِ بنِ الفُرَاتِ ، وأَمّا الكَسْرُ فلَم أَجِدْ لَهُ سَمَاعاً وَلا شاهدًا ، إلّا أنَّ الصّاغَانِيَّ قَدْ ذَكَرَ فِيهِ التَّثْلِيثَ : ع بالشّامِ ، أو بَيْنَ الكُوفَةِ وَالرَّقَّةِ وقَالَ أَبُو الفَتْحِ التَّمِيمِيُّ : عَيْنُ أَباغ ، لَيْسَتْ بعَيْنِ ماءٍ ، وإِنّمَا هُوَ وادٍ وَراءَ الأَنْبَارِ ، عَلَى طَرِيقِ الفُرَاتِ إلى الشّامِ.
وَقالَ الرِّيَاشِيُّ هِيَ اسْمُ بَغْدَادَ وَالرَّقَّةِ جَمِيعاً ، وَقالَ أَبو الفَتْحِ التَّمِيمِيُّ النَّسَّابُ : كانَتْ مَنَازِلُ إِيادِ بنِ نِزَارٍ بعَيْن أَباغ ، وأَباغُ : رَجُلٌ مِنَ العَمَالِقَةِ نَزَلَ ذلِكَ الماءَ ، فنُسِبَ إِلَيْهِ ، قال ياقُوت : وقِيلَ في قَوْلِ أَبِي نُواس :
فَما نَجِدَتْ بالماءِ حَتَّى رَأَيْتُها |
|
مَعَ الشَّمْسِ في عَيْنَيْ أَباغَ تَغُورُ |
حُكَي أَنَّه قالَ : جَهِدْتُ عَلَى أَنْ يَقَعَ في الشِّعْرِ عَيْنُ أَباغَ ، فامْتَنَعَتْ عَلَيَّ ، فَقُلْت : عَيْنَيْ أَباغَ ؛ ليَسْتَوِيَ الشِّعْرُ ، قال : وكانَ عِنْدَها في الجاهِلِيَّةِ يَوْمٌ لَهُمْ بَيْنَ مُلُوكِ غَسّانَ وَمُلُوكِ الحِيرَةِ ، قُتِلَ فِيهِ المُنْذِرُ بنِ المُنْذِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ اللَّخْمِيُّ ، وقَدْ أَسْقَطَ النّابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ الهَمْزَةَ مِنْ أَوَّلِهِ ، فقَالَ يَمْدَحُ آلَ غَسّانَ :
يَوْمَا حَليمَةَ كانَا مِنْ قَدِيمِهِمُ |
|
وَعَيْنُ باغَ فكانَ الأَمْرُ ما ائْتَمَرا |
يَا قَوْمِ إِنّ ابْنَ هِنْدٍ غَيْرُ تارِكِكُمْ |
|
فَلا تَكُونُوا لأَدْنَى وَقْفَةٍ جَزَرَا(٤) |
[أرغ] : أَرْغَيانُ ، كأَصْبَهَانَ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وَصاحِبُ اللِّسَانِ ، وقالَ ياقُوت وَالصّاغَانِيُّ : ناحِيَةٌ بنَيْسَابُورَ ، وَضَبَطَهُ
__________________
(١) نص ياقوت على ضم أوله.
(٢) ومثله ضبط ياقوت.
(٣) قبله في اللسان :
وَقالوا : فارسا منكم قتلنا |
|
فقلنا : الرمح يكلف بالكريم |
قالتهما امرأة من بني شيبان ، كما في اللسان ، وقال ابن بري : الشعر لابنة المنذر تقوله بعد موته.
(٤) ديوانه ط دار الفكر ص ٢٤١ وَالضبط عنه ، وفيه «لأدنى وقعة» بدل «لأدنى وقفة». وضبطت جُزُرا بالقلم بضمتين عند ياقوت.