الصُّدْغِ ، ورُبّما قالُوا : مِزْدَغَةٌ بالزّايِ ، كما قالُوا للصِّراطِ : زِرَاط. وصَدَغَهُ ، كمَنَعَهُ : حاذَى بصُدْغِهِ صُدْغَهُ في المَشْيِ ، حَكاهُ أَبُو عُبَيْدٍ.
وصَدَغَ النَّمْلَةَ : قَتَلَها ، يُقالُ : فُلانٌ ما يَصْدَغُ نَمْلَةً ، ولا يَقْصَعُ قَمْلَةً ، أي : ما يَقْتُلُ مِنْ ضَعْفِه.
ويُقَالُ : صَدَغَه عن الأَمْرِ ، أي : صَرَفَهُ ورَدَّهُ ، قالَهُ : الأَصْمَعِيُّ ، وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ : ويُقَالُ لِلفَرَسِ أو البَعِيرِ ـ إذا مَرَّ مُنْفَلِتًا يَعْدُو ، فأُتْبِعَ لِيُرَدَّ ـ : اتَّبَعَ فُلانٌ بَعِيرَهُ فَما صَدَغَهُ ، أي : فَما ثَنَاهُ وما رَدَّهُ ، وذلِكَ إذا نَدَّ ، كما في الصِّحاحِ ، ورَوَى أَصْحَابُ أَبِي عُبَيْدٍ هذَا الحَرْفَ عَنْهُ بالعَيْنِ ، والصَّوابُ بالغَيْنِ ، كما قالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ وغَيْرُه ، وعَنْ سَلَمَةَ : «اشْتَرَيْتُ سِنَّوْرًا فَلَم يَصْدَغْهُنَّ» يَعْنِي الفَأْرَ ، لِأَنَّهُ لضَعْفِه لا يَقْدِرْ عَلَى شَيْءٍ ، فكأَنَّهُ مَصْرُوفٌ عَنْهُ.
والصِّداغُ ، ككِتَابٍ : سِمَةٌ في مَوْضِعِ ـ وفي الأَساسِ عِنْدَ مُسْتَوَى ـ الصُّدْغ طولاً ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والسُّهَيْلِيُّ.
والأَصْدَغانِ : عِرْقانِ تَحْتَ الصُّدْغَيْنِ ، قال الأَصْمَعِيُّ : هُمَا يُضْرَبانِ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ في الدُّنْيَا أَبَدًا ، ولا واحِدَ لَهُمَا يُعْرَفُ ، كما قالُوا : المِذْرَوَانِ.
والصَّدِيغُ كأَمِير : الصَّبِيُّ أَتَى لَهُ مِنَ الوِلَادَةِ سَبْعَةُ أَيّام ، سُمِّيَ بِذلِكَ لِأنَّهُ لا يَشْتَدُّ صُدْغاهُ إلّا إلى سَبْعَةِ أَيّامٍ (١) ، ومنه حدِيثُ قَتَادَةَ : «كانَ أَهْلُ الجاهِلِيَّةِ لا يُوَرِّثُونَ الصَّبِيَّ ، يَقولُونَ : ما شَأْنُ هذا الصَّدِيغِ الَّذِي لا يَحْتَرِفُ ولا يَنْفَعُ نَجْعَلُ لَهُ نَصِيبًا مِنَ المِيرَاثِ؟!».
والصَّدِيغُ أَيضًا : الضَّعِيفُ ، وقَدْ صَدُغَ ، ككَرُمَ ، صَداغَةً ، أي : ضَعُفَ ، قال ابْنُ بَرِّيّ : وشاهِدُه قَوْلُ رُؤْبَةَ :
إِذا المَنَايَا انْتَبْنَهُ لَم يَصْدُغِ
أي : لَم يَضْعُفْ ، وقِيلَ : هُو فَعِيلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ ، من صَدَغَهُ عن الشَّيْءِ : إذا صَرَفَهُ.
وقال ابنُ شُمَيْلٍ : بَعِيرٌ مَصْدُوغٌ ، ومُصَدَّغٌ كمُعَظَّمٍ : وُسِمَ بِه ، أي : بالصِّداغِ (٢) ، ونَصُّ ابْنِ شمَيْلٍ : بَعِيرٌ مَصْدُوغٌ : وُسِمَ بالصِّداغِ ، وإِبِلٌ مُصَدَّغَةٌ ، وُسِمَتْ بالصِّداغِ ، ففَرَّقَ بَيْنَهُما في الذِّكْر ، ولو أنَّ مآلَ المَعْنَى إِلَى وَاحِدٍ ، إِشارَةً إِلَى ما في الثّانِي مِنَ التَّكْثِيرِ ، فتَأَمَّلْ.
وصادَغَهُ : داراهُ ، أو عارَضَهُ في المَشْي ، ونَصُّ المُحِيطِ : صادَغْتُ الرَّجُلَ : إذا دارَيْتَهُ ، وهِيَ المُعَارَضَةُ في المَشْيِ ، وفي الأَساسِ : صَادَغْتُه : [عارَضْتُه] (٣) في المَشْيِ ـ صُدْغِي لِصُدْغِه.
قال الصّاغَانِيُّ : والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ عَلَى عُضْوٍ منَ الأَعْضَاءِ ، وعَلَى ضَعْفٍ ، وقد شَذَّ عَنْهُ : صَدَغْتُه عَن الشَّيْءِ : إذا صَرَفْتَه عَنْهُ.
قلتُ : لَيْسَ بشاذٍّ عَنْ التَّرْكِيبِ ، فإِنّه مِنْ قَوْلِهِم : صَدَغَه : إذا ضَرَبَ صُدْغَهُ ، ومَنْ كانَ كَذلِكَ فَقَدْ صُرِفَ ، فتَأَمَّلْ.
* ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيهِ :
صَدَغَهُ يَصْدَغُه صَدْغًا : ضَرَبَ صُدْغَه.
وصُدِغَ ، كعُنِيَ ، صَدْغًا : ضَرَبَ صُدْغَه.
وصَدَغَ إِلَى الشَّيْءِ صُدُوغًا : مالَ ، وكَذا : صَدَغَ عن طَرِيقِه : إذا مالَ.
وصَدَغَه صَدْغًا : أَقَامَ صَدَغَه ، مُحَرَّكَةً ، وهُو العِوَجُ والمَيْلُ.
[صردغ] : الصُّرْدُغَةُ ، بالضَّمِّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، والصّاغَانِيُّ ، وصاحِبُ اللِسَانِ ، وهِيَ مِنَ الشّاءِ كالبادِرَةِ مِنَ الإِنْسَانِ ، ولَيْسَتْ لَها بادِرَةٌ ، وإِنَّمَا مَكَانَهَا صُرْدَغَةٌ ، وهُمَا الأُولَيَانِ تَحْتَ صَلِيفَيِ العُنُقِ ، لا عَظْمَ فيهِمَا. نُقِلَ ذلِكَ عَنْ أَمَالِي أَبِي عَلِيٍّ الهَجَرِيِّ
[صغغ] : صَغَّ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : أيْ أَكَلَ أَكْلاً كَثِيرًا.
وصَغْصَغَ شَعَرَهُ : رَجَّلهُ ، وقَد جاءَ ذلِكَ في حَدِيثِ ابْنِ عَبّاسٍ ، رضياللهعنهما ، حِينَ سُئلَ عَن الطِّيبِ ، للمُحْرِمِ ، فقَالَ : «أَمّا أَنَا فأُصَغْصِغُهُ في رَأْسِي» ، قال ابنُ الأَثِيرِ : هكذا رُوِيَ ، وقالَ الحَرْبِيُّ : إِنَّمَا هُو أُسْغَسِغُه ، أي :
__________________
(١) عبارة التهذيب : وقال الليث : الصديغ الولد قبل استتمامه سبعة أيام لأنه لا يشتد صدغه إلا إلى تمام السبعة.
(٢) ضبطت بكسر الصاد عن اللسان والتكملة ، وضبطت في التهذيب ، بالقلم ، بضمها.
(٣) زيادة عن الأساس.