أُرَوِّيهِ بِه ، والسِّينُ والصّادُ يَتَعَاقَبانِ مع الخاءِ والغَيْنِ والقافِ والطّاءِ ، كما تَقَدَّمَ ذِكْرُه في «ص د غ» ، وقالَ قُطْرُبٌ : صَغْصَغَ رَأْسَه بالدُّهْنِ صَغْصَغَةً وصِغْصاغًا : لُغَةٌ في سَغْسَغَهُ.
وصَغْصَغَ الثَّرِيدَةَ : رَوّاهَا دَسَمًا ، مِثْلُ : سَغْسَغَها وقَدْ مَرَّ ذِكْرُه.
[صفغ] : الصَّفْغُ ، كالمَنْعِ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ : هذا حَرْفٌ صَحِيحٌ ، رَوَاهُ أَبُو مَالِكِ عَمْرُو بنُ كِرْكِرَةَ ، وهُو ثِقَة ، قال : هُو القَمْحُ باليَدِ وقد صَفَغَهُ صَفْغًا.
وأَصْفَغَ غَيْرَهُ الشَّيْءَ : أَقْمَحَهُ إِيّاهُ ، وفي التَّهْذِيبِ : وأَصْفَغَهُ فَمَهُ ، وأَنْشَدَ أَبُو مالِكٍ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ يُخَاطِبُ أُمَّهُ :
دُونَكِ بَوْغاءَ تُرابِ الرَّفْغِ |
|
فأَصْفِغِيهِ فاكِ أيَّ صَفْغِ(١) |
أَرادَ : أيَّ إِصْفاغٍ ، فلم يُمْكِنْه.
[صقغ] : الصُّقْغُ ، بالضَّمِّ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقالَ ابنُ جِنِّي : هُوَ لُغَةٌ في الصُّقْعِ بالعَيْنِ ، بمَعْنَى النّاحِيَةِ ، وأنْشَدَ :
قُبِّحْتِ مِنْ سالِفَةٍ ومِنْ صُدُغْ |
|
كأَنَّهَا كُشْيَةُ ضَبٍّ في صُقُغْ(٢) |
أَرادَ : قُبِّحْتِ يا سالِفَةُ مِنْ سالِفَةِ ، وقُبِّحْتَ يا صُدْغُ مِنْ صُدْغِ ، فَحَذَفَ لعِلْمِ المُخَاطَبِ بِمَا في قُوَّةِ كَلامِه ، قال ابنُ سِيدَه : قال : صُدُغْ ، وصُقُعْ ، فجَمَعَ بَينَ العَيْنِ والغَيْنِ ، لِأَنَّهُمَا مُجَانِسانِ ؛ إذْ هُمَا حَرْفا حَلْقٍ ، ويُرْوَى : «صُقُغْ» بالغَيْنِ أَيْضًا ، فلا أَدْرِي : هَلْ هِيَ لُغَةٌ في صُقُع ، أَم احْتَاج إِلَيْهِ للقافِيَةِ ، فَحَوَّلَ العَيْنَ غَيْنًا ؛ لأَنَّهُمَا جَمِيعًا مِنْ حُرُوفِ الحَلْقِ ، وقالَ أَيْضًا : لا أَدْرِي أَحَرَّكَ صُدُغْ ، وصُقُغْ لُغَةً ، أَمْ حرّكَهُما تَحْرِيكًا مُعْتَبَطًا؟ وذَكَرَهُ ابنُ عَبّادٍ أَيْضًا في المُحِيطِ ، وأَنْشَدَ ما سَبَقَ ، ثُم قالَ : وأُنْكِرَ أَنْ يَكُونَ إِكفاءً.
[صلغ] : صَلَغَتِ البَقَرَةُ والشّاةُ صُلُوغًا : لُغَةٌ في سَلَغَتْ ، بالسِّينِ ، وهِيَ صالِغٌ وسالِغٌ ، وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : شاةٌ صَالِغٌ وسالِغٌ ، وهِيَ المُسِنُّ ، مِثْلُ المُشِبِّ مِنَ البَقَرِ ، وزَعَمَ سِيبَوَيْه أنَّ الأَصْلَ السّينُ ، والصّادُ مُضَارِعَةٌ لِمَكَانِ الغَيْنِ.
أَو الصالِغُ مِنْهَا كالقَارِحِ مِنَ الخَيْلِ ، كذا في المُحِيطِ واللِّسان ، وفي الحَدِيثِ : «عَلَيْهِم فِيهِ الصّالِغُ والقارِحُ» قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : لَيْسَ بَعْدَ الصّالِغِ في الظِّلْفِ سنٌّ ، وقد تَقَدَّمَ تَرْتِيبُ الأَسْنَانِ في «سلغ» أَو الصّالِغُ مِنَ الضَّأْنِ : ما دَخَلَتْ في الخامِسَةِ ، وقالَ ابنُ فارِسٍ : هِيَ الَّتِي تَمَّ لَها أَرْبَعُ سِنِينَ ، وهِيَ في الخامِسَةِ ، أَو الشّاةُ تَصْلَغُ في السَّنَةِ السَّادِسَةِ (٣) ، وقالَ الأَصْمَعِيُّ : بَلْ في الخَامِسَةِ ، وكِبَاشٌ صَوالِغُ ، وصُلَّغٌ ، كرُكَّعٍ لِتَمَامِ خَمْسِ سِنِينَ ، قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ (٤) ، قال رُؤْبَةُ :
والحَرْبُ شَهْبَاءُ الكِبَاشِ الصُّلَّغِ
أَرادَ بالكِبَاشِ : الأَبْطَالَ.
والصَّلْغَةُ : السَّفِينَةُ الكَبِيرَةُ ، قالَهُ اللَّيْثُ.
والصَّلَغَةُ بالتَّحْرِيكِ : الرَّبَاعِيَةُ مِنَ الإِبِلِ ، السَّمِينَةُ ، أَو السَّدِيسُ ، قالَهُ أَبُو عَمْرٍو ، وأَنْشَدَ :
فِدَى ابْنِ دَاوُدَ أَبِي وأُمِّي |
|
جَهَّزَ في رِسْلٍ أُلُوفَ الطِّمِّ |
كَتائِبًا كالصَّلَغِ الأَغَمِّ |
قال : والصَّلَغُ ، مُحَرَّكَةً : الهَضْبَةُ الحَمْرَاءِ ، كما في العُبَابِ.
[صمغ] : الصَّمْغُ ، بالفَتْحِ ، ويُحَرَّكُ ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ : غِرَاءُ القَرَظِ ، وهُو الصَّمْغُ العَرَبِيُّ لا صَمْغِ مُطْلَقِ الطَّلْحِ ، ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ ، ولِكُلِّ شَجَرَةٍ (٥) صَمْغٌ يَنْضَحُهُ (٦) فيَسِيلُ مِنْهَا ، الوَاحِدَةُ ، صَمْغَةٌ وصَمْغَةٌ ، ج :
__________________
(١) بعده في اللسان والتكملة :
وإن تريْ كفك ذات نفغ |
|
شفيتها بالنفث أو بالمرغ |
وقبل هذين الشطرين في التكملة :
ذلك خير من حطام الدفغ
وفي التكملة : «رياغ الرفغ» والمثبت كاللسان. وفسره في التكملة : الرفغ أسفل الوادي وألأم موضع فيه. والدفغ : تبن الذرة. والمرغ : اللعاب.
(٢) تقدم في مادة «صدغ» في اللسان برواية «صقع» بالعين.
(٣) نقله أبو عبيد عن أبي زيد كما في التهذيب.
(٤) نقل عنه ثعلب بالصاد والسين في اللفظتين كما في التهذيب.
(٥) في القاموس : ولكلِّ شَجَرٍ.
(٦) عن اللسان وبالأصل «نضحه».