ونَسَّغَهُ تَنْسِيغًا ، وأَنْسَغَهُ : طَعَنَهُ.
وَرَجُلٌ ناسِغٌ مِنْ قَوْمٍ نُسَّغٍ : حاذِقُ الطَّعْنِ (١) ، قال رُؤْبَةُ :
إِنِّي عَلَى نَسْغِ الرِّجَالِ النُّسَّغِ
وانْتَسَغَ الرَّجُلُ : تَحَرَّى.
وَنَسَغَتْ ثَنِيَّتاهُ : خَرَجَتا مِنَ الفَمِ ، عَن ابْنِ دُرَيْدٍ ، وكَذلِكَ بالعَيْنِ.
وَنَسَغَهُ الكَلامَ : لَقَّنَهُ ، لُغَةٌ في الشِّينِ ، كما في اللِّسَانِ.
[نشغ] : نَشَغَ الماءُ في الأَرْضِ كَمَنَعَ : سالَ.
وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : نَشَغَهُ بالرُّمْحِ : إذا طَعَنَ بهِ.
ومِنَ المَجَازِ : نَشَغَ فُلانًا الكَلامَ نَشْغًا : لَقَّنَهُ وعَلَّمَهُ وَالسِّينُ المُهْمَلَةُ لُغَةٌ فيهِ ، كَما في اللِّسَانِ ، وقَدْ مَرَّ للمُصَنِّفُ في «ن ش ع» أَيْضًا هذا المَعْنَى ، ونَصُّ الصِّحاح. هُنَاكَ : وَرُبَّمَا قالُوا : نَشَغَهُ الكلامَ : لَقَّنَهُ إِيّاهُ وهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِمْ : نَشَغَ الصَّبِيَّ نَشْغًا : إِذَا أَوْجَرَهُ قالَهُ اللَّيْثُ وأَبُو تُرابٍ ، وقالَ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ : نُشِغَ الصِّبِيُّ ونُشِعَ ، بالغَيْنِ والعَيْنِ : إذا أُوجِرَ في الأَنْفِ ، والعَيْنُ أَعْلَى.
ونَشَغَ الماءَ : شَرِبَهُ بِيَدِهِ ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.
ونَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغًا ، ونَشِيغًا : شَهِقَ حَتَّى كادَ يُغْشَى عَلَيْهِ ، وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رضياللهعنه : «أَنَّهُ ذَكَرَ النَّبِيَّ صلىاللهعليهوسلم فَنَشَغَ نَشْغَةً» أي : شَهِقَ وغُشِيَ عَلَيْهِ ، كَتَنَشَّغَ وَمِنْهُ الحَدِيثُ : «لا تَعْجَلُوا بتَغْطِيَةِ وَجْهِ المَيِّتِ حَتَّى يَنْشَغَ ، أَوْ يَتَنَشَّغَ» حَكاهُ الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ ، قال أَبُو عُبَيْدَةَ (٢) : وإِنَّمَا يَفْعَلُ ذلِكَ تَشَوُّقًا إِلَى صاحِبِه ، أَو إِلَى شَيْءٍ فائِتٍ ، أَو أَسَفًا عَلَيْهِ ، وحُبًّا لِلِقَائِهِ (٣) ، قال : وهذا بالغَيْنِ لا خِلافَ فِيهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ :
عَرَفْتُ أَنِّي ناشِغٌ في النُّشَّغِ |
|
إِلَيْكَ أَرْجُو مِنْ نَدَاكَ الأَسْبَغِ (٤) |
والنَّشُوغُ ، كصَبُورٍ : الوَجُورُ ، قالَهُ أَبو تُرَابٍ ، والسَّعُوطُ ، والعَيْنُ لُغَةٌ فيهِ ، كما تَقَدَّمَ ، وهُوَ أَعْلَى. وقَدْ نُشِغَ الصَّبِيُّ ، كعُنِيَ : أُوجِرَ في الأَنْفِ ، وكَذلِكَ بالعَيْنِ المُهْمَلَةِ ، قالهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ.
وقال أَبُو عَمْرٍو : نُشِغَ بالشَّيْءِ ونُشِعَ (٥) بهِ : إذا أُولِعَ بهِ فَهُوَ مَنْشُوغٌ بهِ ، ومَنْشُوغٌ بِهِ.
والنَّواشِغُ : مَجَارِي الماءِ في الوادِي قالَهُ الفَرّاءُ ، وأَنْشَدَ للمَرّارِ بنِ سَعِيدٍ :
وَلا مُتَدَارِكٍ والشَّمْسُ طِفْلٌ |
|
ببَعْضِ نَوَاشِغِ الوَادِي حُمُولَا (٦) |
وَقالَ ابنُ فارِسٍ : هِيَ أَعالِي الوَادِي ، الواحِدُ ناشِغَةٌ ، وَخَصَّ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ بِهَا الشُّعْبَةَ المَسِيلَةَ ، أو الشِّعْبَ المَسِيلَ ، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ : النَّواشِغُ : أَضْخَمُ مِنَ الشِّحاحِ.
وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : أَنْشَغَ الرَّجُلُ (٧) : إِذَا تَنَحَّى هذَا هُوَ الصَّوابُ ، وقَدْ صَحَّفَه المُصَنِّفُ ، فَذَكَرَ في «م س غ» ما نَصُّهُ : مَسَغَ ، وامْتَسَغَ : تَنَحَّى ، كَمَا نَبَّهْنَا عَلَيْه هُنَاكَ.
وانْتَشَغَ البَعِيرُ ، مِثْلُ انْتَسَغَ ، بالسِّينِ ، وهُوَ أَنْ يَضْرِبَ بِخُفِّه مَوْضِعَ لَذْعِ الذُّبابِ ، وهكذا رَواهُ الأَزْهَرِيُّ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ ، وأَنشَدَ لِلأَخْطَلِ البَيْتَ الَّذِي سَبَقَ في «نسغ» قال الصّاغانِيُّ : والصّوَابُ بالسِّينِ المُهْمَلَةِ في اللُّغَةِ وفي الشِّعْرِ ، وَقد ذُكِرَ في مَوْضِعِه.
* ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ :
النَّشْغُ : المَصُّ بالفَمِ.
وانْتَشَغَ الصَّبِيُّ الوَجُورَ : أَخَذَهُ جُرْعَةً بعدَ جُرْعَةٍ.
والمِنْشَغَةُ : المُسْعُطُ ، أَوْ الصَّدَفَةُ يُسْعَطُ بِها ، وقَدْ أَنْشَغَهُ بِهَا ، قال الشّاعِرُ :
سأَنْشَغُهُ حَتَّى يَلِينَ شَرِيسُه |
|
بمِنْشَغَةٍ فِيهَا سِمامٌ وعَلْقَمُ |
وَأَنْشَغَهُ الكَلامَ : لَقَّنَهُ ، فَنَشَغَ ، وتَنَشَّغَ ، وانْتَشَغَ ، وناشَغَ ، قال :
__________________
(١) اللسان : حاذقٌ بالطعن.
(٢) في التهذيب واللسان : أبو عبيد.
(٣) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : وحبّا له.
(٤) في الديوان ص ٩٧ من نداك الأسوغ ، والأصل كاللسان.
(٥) عن التهذيب وبالأصل «ونشغ به» وزيد في التهذيب : وشُعف به.
(٦) في اللسان «ولا متلاقيًا» وفي مادة طفل ، ولم ينسبه فيها : «ولا متلافيا» بالفاء.
(٧) في التهذيب : انتشغ الرجل.