اللِّسَان ، وهكذا ضَبَطَه أَصْحابُ الحَدِيثِ ، منهم ابنُ الْبَرْقِيِّ ، وابنُ قانِعٍ ، وأَهْلُ المعرِفَةِ بالأَنْسَابِ ، ورَجَّحَه الأَمِيرُ ابنُ مَاكُولَا ، وقال : صَرَّحَ به شَبَابٌ ، في طبقاتِه ، فالهمزة إذاً أَصْلِيَّةٌ أَصالتهَا في أُسَيْدٍ وأُمَيْن ، أَوْ هو كأَحْمَدَ كما ذكَره الدَّارَقُطْنِيُّ فيما حَكَاهُ عن شَبَاب وحِينَئذٍ فمَوْضِعُه الْخَاءُ مع الفاءِ ، والأَوَّلُ أَصْوَبُ ، كما قاله الصَّاغَانِيُّ ، قالوا : هو اسْمُ مُجْفِرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْعَنْبَرِ بن عَمْرو بن تَمِيمٍ ، ومن ذُرِّيَّتِه الخَشْخَاشُ بنُ مالك الْعَنْبَرِيُّ الصَّحابِيُّ ، وَغيره.
[أدف] : الأُدافُ ، كغُرَابٍ أَهْمَلَه الْجَوْهَرِيُّ ، وقال ابْنُ الأَعْرَابِيِّ : هو الذَّكَرُ ، وَمنه الحديثُ (١) : «في الأُدَاف الدِّيَةُ (٢)» يعني الذَّكَرَ إذا قُطِعَ ، وهَمْزَتُه بَدَلٌ مِنْ الواو ، وقال الرَّاجِزُ :
أَدْخَلَ في كَعْثَبِهَا الأُدَافَا |
|
مِثْلَ الذَّرَاعِ يَمْتَطِي النِّطَافَا |
قلتُ : وهو مَأخُوذٌ مِن وَدَفَ الإِناءُ ، إذا قَطرَ ، ووَدَفَتِ الشَّحْمَةُ : إذا قَطَرت دُهْنًا ، كما سَيَأْتِي.
وقال غيرُه : الأُدَافُ : الأُذُنُ نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ.
وأُدْفِيَّةُ ، كأُثْفِيَّةٍ : جَبَلٌ لِبَنِي قُشَيْرٍ هكَذَا ضَبَطَه الصّاغَانِيُّ ، وَقَلَّدَه المُصَنِّفُ ، والذِي صَحَّ أَنَّه بالقَاف ، كما حَقَّقه ياقوتُ في المعجم ، وقد أوردها المُصَنِّف ثانِياً في المُعْتَلِّ ، إشارةً إلى أَنَّهَا ذاتُ وَجْهَيْن : فُعْلُويَة ، وأُفْعُولَة ، كما سيأْتي.
وأُدْفُوَّهُ : بِضَمِّ الهَمْزَةِ وفَتْحِها ، وقد تُعْجَمُ الدَّالُ هكذا بزِيادةِ هاءٍ في آخِرِها ، ويُوجَدُ في بعضِ النُسَخ تَشْدِيدُ الواوِ أَيضاً ، وكلاهما خَطَأٌ ، والصوابُ في ضَبْطِه «أُدْفُو» بضَمٍّ فسُكونِ الدَّالِ والواوِ والفاءُ مضمومة (٣) ، وقد تُبْدَلُ الدَّالُ تاءً : ة قُرْبَ الإِسْكَندَرِيَّةِ من كُوَرِ البُحَيْرَةِ.
وأَيضاً : بُلَيْدٌ بالصَّعِيدِ وهي قريةٌ عامرةٌ بين أُسْوَانَ وَقُوص ، كثيرةُ النَّخْل ، بها ثَمَرٌ (٤) لا يُقْدَر على أَكْلِهِ حتى يُدَقَّ في الْهاوُنِ ، مِثْل السُّكَّر ، ويُذَرُّ على العَصائِدِ ، قاله ابنُ زُولَاق ، وهكَذَا ضَبَطَ اسْمَ القَريةِ كما ذَكَرْنا ، مِنْهُ الإمامُ أَبو بكر مُحَمَّدُ بنُ عليّ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد الأُدْفُوِيُّ الأَدِيبُ المُقْرِىءُ النَحْوِيُّ الْمُفَسِّرُ انْفَرَد بالإِمامةِ في قِرَاءَةِ نَافِع ، رِوَايةِ وَرْشٍ ، معَ سَعَةِ عِلْمٍ ، وحَدَّث عن أَبي جعفر أحمدَ بن محمد بن النَّحَّاسِ بكتابِ معاني القرآن ، وإعرابِ القرآن ، وُلِد سنة ٣٠٤ ، وتُوُفِّيَ بمصرَ سنة ٣٨٨ وتَفْسِيرُه في أَرْبَعِينَ وفي المعجم : خمسين (٥) مُجَلداً كِبَارًا ، وفي أَنسَاب البِلْبِيسِيّ مائة وعشرين مُجَلَّداً ، قال : ومنه نسخةُ الْفَاضِلِيَّةِ ، وله غيرُ ذلِك من كُتُبِ الأَدبِ ، وترجمتُه في معجم الأُدباءِ مشهورة.
ومنه أَيضاً الشيخُ كمالُ الدِّينِ أَبو الفضل جَعْفَرٌ ، ويُدْعَى عبدَ الله بنِ ثَعْلَبَ هكذا بالثاءِ والعين المُهْمَلة ، وصوابُه بالتَّاءِ الفَوْقِيَّة والغَيْنِ المُعْجَمَة ، وهو ابن جَعْفَر بن تَغْلِب الأُدْفُوِيّ الّفَقِيهُ المُؤرِّخُ المُحَدِّثُ ، مُؤلِّفُ تاريخ الصَّعِيدِ ، وفي جُزْءٍ حافِلٍ سَمَّاه «الطَّالعَ السَّعِيدِ» وهو عندي ، وقد أَخَذَ عن أبي حَيَّان ، وغيره من الشُّيوخ ، وأَخذ عنه الحافِظُ بنُ حَجَرٍ بوَاسِطَةِ أَبِي الخَيْرِ أحمدَ بنِ الصَّلاحِ خليلِ بنِ كَيْكَلَدِي الْعَلَائِيِّ ، كما رأَيتُه على رسالةٍ من تأْليفِ المُتَرْجَم في حُكْمِ السَّماع.
قلتُ : ومنه أَيضاً ضياءُ الدين أَحْمَدُ بنُ عبدِ القَوِيِّ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ عليٍّ الأُدْفُوِيُّ ، مات بها ، وله كَراماتٌ ، تَرْجَمَه الأُدْفُوِيُّ المذكور في التاريخ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه :
أَدْفَةُ ، بفَتْحٍ فسُكون : من قُرَى إخْمِيم بالصَّعِيد من مصر ، نَقَلَه ياقوت.
قلتُ : وقد رأَيْتُها ، وهي في حِذَاءِ جَزِيرَةِ شَنْدَويد (٦) ، مِن أَعْمَالِ المَراغَاتِ.
[أذف] : الأُذَافُ كغُرَابٍ بالذَّالِ المُعْجَمَة ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ ، والصَّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَة (٧) ، وأَوْرَدَه في العُبَاب ، فقَالَ : وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : هي لغةٌ في الأُداف ، بالدال المهملة ، بمعنى : الذَّكَر.
__________________
(١) اللسان : في حديث الديات.
(٢) التكملة : الدية كاملة.
(٣) كما في معجم البلدان.
(٤) معجم البلدان : تمر ، بالتاء.
(٥) في معجم البلدان «ادفو» : خمسة مجلدات.
(٦) عن معجم البلدان «شندويد» وبالأصل «شندويل» باللام.
(٧) ذكره الصاغاني في التكملة استطراداً في أدف وفيها : الأُداف وَالأُذاف : الذكر.