والأَدَمانُ : عَفَنٌ في النَّخْلِ كالدَّمانِ وسَيَأْتي في موْضِعِه.
وقيلَ : الأَدَمانُ سَوادٌ في قَلْب النَّخْلَةِ وهو وَدِيُّه ، عن كراع ولم يَقُل أَحَدٌ في القَلْب إنَّه الوَدِيُّ إلَّا هو.
وأُدَمَى على فُعَلَى ، والأُدَمَى ، بالَّلامِ كأُرَبَى ، قالَ ابنُ خالَوَيْه : ليسَ في كَلامِ العَرَبِ فُعَلَى بضمٍ ففتحٍ مَقْصوراً غَيْر ثلاثَةِ أَلْفاظٍ : شُعَبَى : اسمُ مَوْضِعٍ وأَرَبَى : اسمُ للداهِيَةِ ، وأُدَمَى : اسمُ ع ، وأَنْشَدَ :
يسبقن بالأدمى فراخ تنوفة
وفُعَلَى هذا وَزْن يخْتصُّ بالمُؤَنَّث.
وقيلَ : الأُدَمَى أَرضٌ بظَهْرِ اليَمامَةِ.
وقالَ بعضُهم : اسمُ جَبَلٍ بفارِسَ.
وقالَ الزَّمَخْشرِيُّ : أَرضٌ ذاتُ حِجارَةٍ في بلادِ قشير ، قالَ الكِلَابِيُّ (١) :
وأَرْسَل مَرْوانُ الأسيرُ رَسُولَه |
|
لآتِيَهُ إنّي إذا لمضَلَّلُ |
وفي ساحَةِ العَنْقاء أَو في عَمَايَة |
|
أَو الأُدَمَى مِن رَهْبَةِ المَوْتِ مَوْئل |
وقالَ أَبو سَعيدٍ السكَّرِي في قَوْلِ جَريرٍ.
يا حبَّذا الجزع بينَ الدَّام والأُدَمى |
|
فالرَّمْثُ في برقَة الرُّوْحان فالغَرَفُ (٢) |
الدَّام الأُدَمَى مِن بلادِ بِني سَعْدٍ وبَيْتُ الكِلَابيّ يدلُّ على أنَّه جَبَلٌ وقالَ أَبو خِرَاش الهُلَاليُّ :
تَرَى طالِبي الحَاجَات يَغْشَون بَابَه |
|
سرَاعاً كما تَهْوِى إلى أُدَمَى النَّحْلُ (٣) |
قالُوا في تفْسِيِرهِ : أُدَمَى جَبَلٌ بالطَّائِفِ.
وقالَ محمدُ بنُ إدْريِسِ : الأُدَمَى جَبَلٌ فيه قَرْيَةٌ باليَمامَةِ قرِيِبَةٌ مِن الدَّامِ ، وكِلاهُما بأَرْضِ اليَمامَة ، فَتَلَخَّص من هذا أَنَّ فيه أَقْوالاً فقيلَ : جَبَلٌ بأَرْضِ فارِسَ أَو بالطَّائِفِ أَو باليَمامَةِ ، أَو أَرْضٌ ببلادِ بني سَعْدٍ أَو بظَهْرِ اليَمامَةِ أَو ببِلادِ بنِي قشيرٍ ، أَو جَبَلٌ فيه قَرْيَةٌ باليَمامَةِ ، ففي كَلامِ المصنِّفِ قُصورٌ بالِغٌ لا يَخْفى.
والإيدامَةُ ، بالكسْرِ : الأَرضُ الصُّلْبَةُ بلا حِجارَةٍ مَأْخُوذَة مِن أَدِيمِ الأَرْضِ وهو وَجْهُها.
وقالَ ابنُ شُمَيْل : هي مِن الأَرْضِ السَّنَد الذي ليسَ بشَدِيدِ الإشْرافِ ، ولا يكونُ إلَّا في سُهولِ الأرْضِ ، وهي تنبتُ ولكن في نَبْتِها زيمٌ (٤) ، لِغِلَظِ مَكانِها وقلَّةِ اسْتِقْرارِ الماءِ فيها ، ج أَيادِيمُ ، ووَهِمَ الجَوْهرِيُّ في قوْلِهِ لا واحِدَ لها.
ونَصّ الجَوْهرِيِّ : الأيادِيمُ مُتونُ الأَرْضِ لا واحِدَ لها.
قالَ شيْخُنا : مِثْلُ هذا لا يكونُ وهْماً ، إنّما يقالُ فيه ، إذا صحّ ، قُصورٌ أَو عَدمُ اطِّلاعِ ونحْو ذلِكَ ، على أَنَّ إنْكارَه ثابِتٌ عن جماعَةٍ من أَئِمَّةِ اللّسانِ ، وعلى المثبتِ إقامَةِ الدَّليلِ ولا دَلِيل فالواهم ابن أخت خالته.
* قلْتُ : وهذا مِن شيخِنا غَرِيبٌ ، فقد صَرَّحَ ابنُ بَرِّي أَنَّ المَشْهورَ عنْدَ أَهْلِ اللُّغةِ أَنَّ واحِدَها إيدامَةٌ ، وهي فِيعَالَة مِن أَدِيمِ الأَرْضِ ، وكذا قالَ الشَّيْبانيّ واحِدُها إيدَامَةٌ في قَوْلِ الشاعِرِ :
كما رَجَا من لعابِ الشمْسِ إذ وَقَدَتْ |
|
عَطْشانُ رَيْعَ سَراب بالأَيادِيمِ(٥) |
وقالَ الَأصْمَعِيُّ : الإيدامَةُ أَرْضٌ مُسْتَوِيةٌ صُلْبَة لَيْسَتْ بالغَلِيظَة ، وجَمْعُها الأيادِيمُ ، قالَ : أُخِذَت مِن الأدِيمِ ، قالَ ذو الرُّمَّةِ :
كأَنَّهُنَّ ذُرى هَدْيٍ بمجوبة |
|
عنها الجِلالُ إذا ابْيَضَّ الأيادِيمُ(٦) |
وابْيِضاضُ الأيادِيمِ للسَّراب : يعْنِي الإِبِلَ التي أُهْدِيَت إلى مكَّة جُلِّلَتْ بالجِلالِ. وهكذا نَصَّ عليه الصَّاغانيُّ أَيْضاً. فأَيُّ دَلِيلِ أَثْبَت مِن أَقْوالِ هذه الأَئِمَّة ، فتدَبَّر واللهُ تعالَى أَعْلَم.
ومِن المجازِ : ائْتَدَمَ العودُ إذا جَرَى فيه الماءُ ، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.
__________________
(١) في معجم البلدان : قال القتال الكلابي ، وذكر البيتين.
(٢) معجم البلدان وفيه «من برقة».
(٣) ديوان الهذليين ٢ / ١٦٦ ومعجم البلدان.
(٤) اللسان : زمر.
(٥) اللسان.
(٦) اللسان وفيه محوبة بدل مجوبة.