وقال الفرزدق في الحسين عليهالسلام : هذا الحسين بن فاطمة الزهراء بنت محمّد عليهمالسلام هذا والله ابن خيرة الله وأفضل مَنْ مشى على وجه الأرض بعد محمّد صلىاللهعليهوآله. ثمّ أنشد أبياتاً في مدح آل بيت رسول الله عليهمالسلام :
هذا الذي تعرفُ البطحاءُ وطأتهُ |
|
والبيتُ يعرفهُ والحلُ والحرمُ |
هذا ابنُ خيرِ عبادِ اللهِ كلّهمُ |
|
هذا التقي النقي الطاهرُ العلمُ |
هذا حسين رسولُ اللهِ والدُهُ |
|
أمست بنورِ هداهُ تهتدي الأُممُ |
هذا ابنُ فاطمةَ الزهراء عترتُها |
|
في جنّةِ الخلدِ مجريّاً بها القلمُ |
إذا رأتهُ قريشٌ قالَ قائلُها |
|
إلى مكارمِ هذا ينتهي الكرمُ |
يكادُ يمسكهُ عرفانُ راحتهِ |
|
ركنُ الحطِيمِ إذا ما جاءَ يستلمُ |
بكفّهِ خيزرانٌ ريحهُ عبقٌ |
|
بكفِّ أروع في عرنينهِ شممُ |
يغضي حياءً ويُغضى من مهابتهِ |
|
فلا يكلّمُ إلاّ حينَ يبتسمُ |
ينشقّ نورُ الدجى عن نورِ غرّتهِ |
|
كالشمسِ تنجابُ عن إشراقِها الظلمُ |
مشتقّةٌ من رسولِ اللهِ نبعتهُ |
|
طابت أرومتهُ والخيمُ والشيمُ |
إن عُدّ أهل الندى كانوا أئمّتهم |
|
أو قيل مَنْ خيرُ أهلِ الأرضِ قيلَ هُمُ |
لا يستطيعُ جوادٌ بعدَ جودهمُ |
|
ولا يدانيهمُ قومٌ وإن كرموا |
فجدّهُ من قريشٍ في أرومتِها |
|
محمّدٌ وعليٌّ بعدهُ عَلمُ(١) |
____________________
(١) كتاب الفتوح : ج ٥ ص ١٢٦. ثمّ أقبل الفرزدق على ابن عمّه فقال : والله لقد قلت فيه هذه الأبيات غير متعرّض إلى معروفه غير أنّي أردت الله والدار الآخرة.