المقدّمة
بقلم : انطون بارا
اُهزوجة حبّ لقمر كربلاء
ما سرّ هذا الألق الروحي الجاذب للنفوس النزّاعة لقدسية كربلاء ... وكيف نفهم ما تعنيه ثورة سيّد الشهداء إذا لم نكن حسينيين قلباً وقالباً؟!
ومن رحاب حبّ الشهيد الحسين عليهالسلام تطلّ المحبّة الفوّاحة ناشرة ضياءها بين السطور ساطعة أنوارها خلف الكلمات توحي لمسطّرها روعة ما قام به سبط النبي صلىاللهعليهوآله وتصوّر لسريرته النقيّة هلع السرائر والحنايا من هول الفاجعة.
ملحمة إنسانيّة روحانية لم يشهد لها التاريخ شبيهاً رقت درجات فوق مستوى الملحمة ؛ لأنّها استمدّت عزمها من عزم عترة النبي وآل بيته الأخيار فكانت هزَّة مهَّدت لثورة روحيّة تُذكِّر المسلمين خاصّة والمؤمنين عامّة بمعنى أنّه ينتصب المؤمن كالطود الصلب في وجه المتاجرين بالدين وموقظي الفتنة لأغراض دنيويّة ليست بذات قيمة حيال استمرارية صفاء الشريعة والسنّة قرناً بعد قرن مجلّلة بالغار وهادية بالحقّ ؛ لأنّ خير الأمم أُمّة هُدِيتْ إلى الحقّ فهدت به والتزمته بالعدل (١).
_________________
(١) لاحظ نصوص الآيات الواضحة لقوله تعالى : (وممّن خَلقْنا أُمةٌ يهدون بالحقّ وبه يعدلون). سورة الأعراف : الآية ١٨١.