وينفتح من كلّ باب ألف باب ، ولا يعلمها إلاّ الراسخون في العلم ، ولا يُلقّاها إلاّ ذو حظٍّ عظيم.
فلا بدّ من التعمّق في أحاديث الرسول وأهل بيته الأبرار لاستخراج الكنوز والذخائر من تراثهم المبارك ، ومن اللّه العون والتوفيق والسداد. ثمّ كثرة الروايات في موضوع واحد ، لازمها التواتر المعنوي أو الإجمالي ، فلا مجال للإشكال حينئذ في سند بعض الروايات ، وأنّها ضعيفة السند ، بل لما ينقل عشرات الروايات في موضوع ما ، فإنّه نقطع إجمالا أنّ واحد منها لا أقلّ صدرت عن المعصوم عليهالسلام ، كما أنّها مطابقة للقرآن الكريم والعقل السليم والفطرة المستقيمة ، كما لازمها التواتر المعنوي ، فيكون الموضوع حينئذ من الحقّ الحقيق الذي لا ريب فيه هدىً للمتّقين ، فتدبّر جيداً.
ورابعاً ـ روى العلاّمة المجلسي عن (الخصال) بإسناده : قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «إيّاكم والغلوّ فينا. قولوا : إنّا عبيد مربوبون ، وقولوا في فضلنا ما شئتم» (١).
وقال عليهالسلام : «لا تتجاوزوا بنا العبودية ، ثمّ قولوا ما شئتم ، ولن تبلغوا».
قوله عليهالسلام : «ولن تبلغوا» ، أي بعد ما أثبتم لنا العبودية ـ بأنّهم عباد اللّه مكرمون ـ ، فكلّ ما قلتم في وصفنا ، كنتم مقصّرين في حقّنا ، ولن تبلغوا ما نستحقّه من التوصيف (٢).
وقال عليهالسلام : «وإنّما أنا عبد من عبيد اللّه ، لا تسمّونا أرباباً ، وقولا ـ سلمان
__________________
(١) بحار الأنوار ٢٥ : ٢٧٠.
(٢) لقد ذكرت تفصيل هذا المعنى في رسالة (جلوة من ولاية أهل البيت عليهمالسلام) ، فراجع.