وجندب ـ في فضلنا ما شئتم فإنّكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله اللّه لنا ولا معشار العشر» (١).
ومثل هذا الكلام الصريح والنصّ الواضح يدلّ على أنّ الإنسان مهما قال في فضائل أهل البيت عليهمالسلام ومناقبهم وعلوّ مقاماتهم وشموخ مراتبهم ، التي هي دون الخالق وفوق المخلوق ، فإنّه لم يبلغ المنتهى ، بل ولن يبلغ جزءاً ممّا يستحقّونه ـ و (لن) كما في اللغة تفيد نفي التأبيد ـ أي أبداً لا يمكن للبشر أن يبلغ نهاية المطاف ، بل ولا معشار العشر.
وما نصل إليه ونبلغه ، إنّما هو منهم وإليهم ، فمنهم العلم الإلهي ، وهم أساس المعارف ، وبهم فتح اللّه وبهم يختم ، ولولاهم لما عرفناهم حتى هذه المعرفة الضئيلة ، والعلم القليل.
أجل ، بالأمس نطق اُناس بجزء من ألف باء معرفة أهل البيت عليهمالسلام ، إلاّ أنّهم اتّهموا من قبل بعض حسّادهم بالغلوّ والكفر ، فإنّ العقول آنذاك لم تصل إلى حدّ بلوغها ونضوجها ، لتتعمّق في المعارف وكلمات أئمة الحقّ عليهمالسلام وآيات القرآن الكريم ، فكان من يتكلّم أو يكتب في معرفتهم ، ليرفع جانباً من الستار ليكشف عن صفحة من جمالهم وكمالهم ، سرعان ما كان يلقى بحجر الغلوّ وسهام مروقه عن الدين.
ولكن اليوم أعلامنا الأعاظم ، جهابذة الفكر والعلم والسياسة والعرفان ، وأساطين الفقه والاُصول والكلام ـ أمثال السيد الإمام الخميني قدسسره ـ يكتب في تعريف الحقيقة المحمدية والحقيقة العلوية ، ويتحدّث عن نقطة باء البسملة.
__________________
(١) بحار الأنوار ٢٦ : ٦.