ولن يبلغ القائل مهما تحدّث في عظمة أهل البيت عليهمالسلام ومقامهم الشامخ ومرتبتهم الرفعية.
إلاّ أنّه إذا لم نتمكّن من سحب وشرب ماء البحار ، فلا بدّ أن نغترف منها بمقدار ما يرفع العطش ويروي الظمأ ويشفي الغليل.
وعسى أن أفتح الطريق برسالتي وبضاعتي المزجاة هذه ، لاُولئك الذين يتعمّقون ، ورُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
خامساً ـ روى العلاّمة المجلسي في الأربعمائة ، قال أمير المؤمنين عليهالسلام : «خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم ممّا ينكرون ، ولا تحملوهم على أنفسكم وعلينا ، إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد قد امتحن اللّه قلبه للإيمان» (١).
فأمر الولاية وأحاديث أسرارهم ، وحقيقة خلقتهم وبواطنهم ، من الصعب المستصعب ، الذي لا يتحمّله من الناس ، إلاّ من كان مؤمناً حقاً ، قد امتحن اللّه قلبه بالإيمان ، ومن الطبيعي أنّ الناس أعداء ما جهلوا ، ومن لم يكن مؤمناً ، وكان في قلبه مرض ، وفي نطفته خلل وشبهة ، فإنّه ينكر فضائل أهل البيت عليهمالسلام ، ويرمي ذاكرها بالزندقة والغلوّ ، ويضرب بمثل ما في يديه عرض الجدار ، ويتّهم كاتبه بما يحاسب عليه يوم القيامة ، فإنّه ما يلفظ من قول إلاّ لديه رقيب عتيد.
وقد أدّبنا الأئمة عليهمالسلام بآداب القرآن الكريم ، فعن مولانا أبي عبد اللّه الإمام الصادق عليهالسلام : «إنّ اللّه تبارك وتعالى حصّن عباده بآيتين من كتابه : أن لا يقولوا حتّى يعلموا ، ولا يردّوا ما لم يعلموا. إنّ اللّه تبارك وتعالى يقول :
__________________
(١) بحار الأنوار ٢ : ١٨٣.