الصُّدُورِ) ، فمَن رام وراء ذلك فقد هلك» (١).
أجل ، مثل هذه الروايات الشريفة تفتح لنا آفاقاً جديدة في العلم الإلهي ، وإنّها إخبار بالغيب يدلّ على صدق قائلها ، فإنّ عقل الإنسان في آخر الزمان يتكامل ، لعدم محدودية العلم والقدرة والحياة; فإنّها من صفات اللّه الذاتية ، فلا بدّ من تكامل البشر حتّى نشاهد في مجالاته الدنيوية ، يصنع ما يكاد أن يكون بحكم المستحيل ، لا سيما عند القدماء ، فإذا كان قساوسة النصارى وكنائس المسيحيين تحاكم جاليلو لاعتقاده بكروية الأرض ، فما بالهم لو سمعوا أنّ الإنسان قد صعد إلى القمر ، وكيف كان حالهم لو عاينوا الاختراعات الحديثة المدهشة التي لا تصدّق لولا أن نراها بالعين؟!!
فأقوام تعمّقوا في العلوم الدنيوية ، ومن العدل الإلهي ولطف اللّه أن يكون أقوام يتعمّقون في العلوم الاُخروية (علوم العقائد والفقه والأخلاق) التي فيها سعادة الدارين ونجاة الإنسانية من براثن الجهل.
فديتك نفسي وأهلي يا ابن رسول اللّه ، فما أروع كلامك الحقّ الذي يخرج من معادن العلم الإلهي ، وخزائن الوحي والرسالة السماوية السمحاء.
«يكون في آخر الزمان أقوام يتعمّقون» ، ومن ثمّ أنزل اللّه سبحانه بلطفه سورة التوحيد من أجلهم.
وليس ذلك في التوحيد وحسب ، بل في النبوّة والإمامة كذلك ، فإنّ النبوّة خلاصة التوحيد ، والإمامة امتداد للنبوّة وخلاصتها ، فهناك آيات وروايات نزلت وصدرت لاُولئك الأقوام المتعمّقين ...
__________________
(١) الكافي ١ : ٩١ ، باب النسبة ، الحديث ٣.