من الفضائل والمناقب اسمى وألزم لنوع الانسان من تلك التي اقترنت باسم الحسين عليهالسلام بعد مصرعه فيها ولولا الحسين وشقيقته زينب شريكته في الجهاد والتضحيات وبقية الائمة لم تكن تلك القباب الشامخة التي اصبحت رمزا للحق والعدالة والفضيلة ومقصدا لمئات الالوف من المسلمين في كل عام شيئاً مذكوراً.
ومهما كان الحال فمرقد العقيلة زينب بنت علي وفاطمة مردد بنظر العلماء والباحثين بين المدينة المنورة والشام ومصر ، وكما ذكرنا ان مرقدها في المدينة لم يعد له وجود كغيره من مراقد الائمة وأعلام الصحابة والتابعين ، لان بناء المراقد وتعظيم من حل فيها على حد الشرك بالله بنظر حماة الحرمين ، اما المرقدين المنسوبين اليها في الشام ومصر فلا يزالان كعبة الوفاد في كل عام على مرور الشهور والأيام تقصدهما مئات الألوف للزيارة والتوسل بها وبأبيها وجدها لقضاء حوائجهم ، ولا أحسب ان الذين يتوافدون على زيارة ابيها وأخيها في كربلاء والنجف اكثر ممن يتوافدون على المرقدين المنسوبين اليها في الشام والقاهرة ، وجاء في جريدة الاهرام تاريخ ٢٣ ـ ٦ ـ ١٩٧٢ مقال للإستاذ فتحي رضوان وزير الثقافة يومذاك يصف فيه الوافدين على حي السيدة زينب جاء فيه :
ان مسجد السيدة زينب تشد إليه الرحال وكأنه الكعبة اكثر مما تشد الرحال الى المسجد الحسيني ، فالألوف الذين يقصدون هذا المسجد من فقراء الريف والحضر من النساء والرجال والمرضى وأصحاب الحاجات من المغلوب على امرهم والذين سدت في وجوههم الأبواب وتحطمت الآمال كانوا قد اطلقوا على صاحبة الضريح اسماء تدخل إلى قلوبهم العزاء وتبعث فيهم الرجاء وكانوا يهتفون حول قبرها : يا أم العواجز ويا أم هاشم ويا ابنة محمد والزهراء ، ومضى يقول : ولكم رأيت رجالا ونساء في مقتبل العمر وفي خريف الحياة قد وضعوا ايديهم على شباك ضريح السيدة