ولو نظرنا ومع الاسف الشديد إلى مبادئ التشيع التي تجسد الإسلام بكل فصوله وخطوطه وقارنا بينها وبين ما نحن عليه من تخاذل وتراجع واذلال وانحراف عن الإسلام ومبادئه وقيمه وجدنا انفسنا من ابعد الناس عن علي وبنيه وعن الحسين بالذات الذي نحتفل في كل عام بذكراه ونبكيه ونردد بألسنتنا يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً ، وأنا لا اشك بأن الحسين لو وجد في زماننا هذا لصنع من القدس وجنوب لبنان كربلاء ثانية وسوف لا يناصره ممن يدعون الإسلام والتشيع ومن يتباكون على القدس والجنوب ويتاجرون بهما في البيانات والخطب وعلى صفحات الجرائد اكثر من العدد الذي ناصره في كربلاء الأولى.
ان بكاء الباكين وتباكيهم على الحسين وعلى القدس والجنوب لم يكن إلا لأنه يلتقي مع مصالحهم او لبعض الحالات الطبيعية التي تسيطر على الإنسان احياناً ، فهل هؤلاء مع الحسين ومبادئه ومع القدس القبلة الأولى للمسلمين وفلسطين التي اغتصبتها وشردت اهاليها قوى الشر والعدوان ، ومع جنوب لبنان الذي عبثت فيه الأهواء والاطماع ومزقته إلى احزاب وشيع لا تحصى حتى ولو تعارض ذلك مع مصالحهم وأهوائهم ، فعشرات الشواهد والأرقام تؤكد ان مصالحنا وأهوائنا إذا تعارضت مع الحسين وجميع القيم ومع القدس والجنوب وجميع المظلومين والمعذبين لم نعد نتعرف على الحسين ولا على مبادئه وقيمه ولا على القدس والجنوب ولا على المظلومين والمعذبين ولو خرج من يحمل مبادئ الحسين في زماننا هذا لحاربناه كما حاربه اولئك بالأمس ولقطعنا رأسه ورؤوس من يناصره وأهديناها لمن يحمل روح يزيد وابن زياد وما اكثرهم في زماننا هذا.
لقد بكى عمر بن سعد على الحسين في كربلاء وسالت دموعه على لحيته عندما رآه يجود بنفسه والدماء تنزف من جسده وفي نفس الوقت