قوله ـ تعالى ـ : (وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ ، لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ) ؛ يريد عبد الله (١) ابن سلام وكعب بن الأحبار ، وأمثالها من علماء أهل الكتاب الّذين أسلموا وحسن إسلامهم.
وروي : أنّ هذه الآية نزلت في النّجاشيّ وأصحابه الّذين أسلموا ، وقدموا مع جعفر بن أبي طالب وحسن إسلامهم ، ولم يشاهدوا النّبيّ ـ عليه السّلام. وكان يلقّب النّجاشيّ بأضخمة. واسمه عطيّة. و «الضّخمة» سواد في خضرة وبياض (٢).
وروي : أنّ النّجاشيّ لما مات نعاه جبرئيل ـ عليه السّلام ـ [إلى النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ] (٣) في اليوم الّذي مات (٤) فيه.
فقال النّبيّ ـ عليه السّلام ـ : أخرجوا لنصلّي على أخ لكم قد مات في هذا اليوم [وهو من الحبشة] (٥). وخرج بهم إلى البيقع ، فصلّى عليه ، وكبّر خمسا ، ودعا له.
فقال المنافقون : انظروا إلى هذا ، قد صلّى على نصرانيّ بنجران (٦) لم يره قطّ ، ولا هو على دينه وملّته (٧).
__________________
(١) أ ، ج ، د : كعبد الله.
(٢) تفسير الطبري ٤ / ١٤٦ نقلا عن قتادة.
(٣) ليس في أ.
(٤) د زيادة : في هذا اليوم وهو من الحبشة.
(٥) من هامش أ.
(٦) ج زيادة : في هذا اليوم وهو في الحبشة.
(٧) أسباب النزول / ١٠٣ ، تفسير الطبري ٤ / ١٤٦ نقلا عن قتادة.+ سقط من هنا قوله تعالى : (وَما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خاشِعِينَ لِلَّهِ لا يَشْتَرُونَ بِآياتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) (١٩٩)