قوله ـ تعالى ـ : (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) :
الخطاب لمحمّد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ. ويعني بذلك : الاقتداء بالأنبياء المتقدّمين في العقليّات ، لا في السّمعيّات. وذلك ، لأنّ شريعته ـ عليه السّلام ـ ناسخة لجميع الشّرائع ، وهو أفضل الأنبياء وخاتمهم ، فلا يصحّ أن يقتدي بهم في الشّرعيّات ، فيكونوا أفضل منه.
ولو لم يكن له ـ عليه السّلام ـ إلّا ليلة الإسراء والمعراج ، لكفى بتفضيله على الأنبياء و (١) الملائكة. وذلك أنّه ـ عليه السّلام ـ كان راكبا على البراق ؛ دابّة من نور تخطف كالبرق الخاطف ، شرّف الله ـ تعالى ـ بذلك ، فأسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، الّذى (٢) هو بيت المقدس ، فصلّى فيه وعرج به إلى السّماء ، فرأى نورا متّصلا من الأرض إلى السّماء وذلك حيث حاذى مسجد كوفان.
فقال لجبرائيل : يا أخي! ما هذا النّور؟
فقال : هذا نور ، يصعد من مسجد كوفان إلى البيت المعمور. وما أرسل الله نبيّا ، إلّا وصلّى فيه.
فقال : يا (٣) أخي (٤)! فاستأذن لي في الصّلاة فيه. فاستأذن له ، فأذن له ـ عليه السّلام ـ.
ثمّ قال له : وإنّ بها لمسجد فيه صور الأنبياء كلّهم ؛ يعنى : مسجد سهيل.
__________________
(١) ج زيادة : على.
(٢) ج ، د ، م : وبدل الّذي.
(٣) ليس في ج.
(٤) ج ، د ، م زيادة : جبريل.