متضادان ثم يشار إليهما بلفظ التوحيد فمن ذلك قوله تعالى (لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ) ثم قال : (عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ) ، وقوله (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) وقوله : (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) فكذلك معنى الآية ، ولذلك أي وللاختلاف والرحمة خلقهم أحسن خلق ، هؤلاء لجنّته ، وهؤلاء لناره.
(وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ) قال ابن عباس : نسدد ، الضحاك : نقوّي ، ابن جريج : نصبّر حتى لا تجزع ، أهل المعاني : ما نثبّت به قلبك.
(وَجاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُ) قال الحسن وقتادة : في هذه الدنيا ، وقال غيرهما : في هذه السورة ، (وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إِنَّا عامِلُونَ وَانْتَظِرُوا) ما يحلّ بنا من رحمة الله (إِنَّا مُنْتَظِرُونَ) ما يحل بكم من النقمة.
(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) قال ابن عباس : خزائن الله ، الضحّاك : جميع ما غاب عن العباد ، وقال الباقون : غيب نزول العذاب من السماء وإلينا يرجع الأمر كله في المعاد حتى لا يكون للخلق أمر ، وقرأ نافع وحفص بضم الياء أي (يُرْجَعُ ... فَاعْبُدْهُ) وحده (وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ) توثّق به (وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) قال كعب : خاتمة التوراة خاتمة هود والله أعلم. يعملون قراءة العامة بالياء ، وقرأ أهل المدينة والشام وحفص بالتاء.