فقال : «شجرة أصلها في داري وفرعها في الجنة». ثم سئل عنها مرة أخرى. فقال : «شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفرعها على أهل الجنة».
فقيل له : يا رسول الله نسألك عنها مرة فقلت : «شجرة في الجنة أصلها في دار علي وفرعها على أهل الجنة» فقال : ذلك في داري ودار علي أيضا واحدة في مكان واحد» [١٤٩] (١).
(كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ (٣٠) وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (٣١) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ عِقابِ (٣٢) أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٣٣) لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ (٣٤))
(كَذلِكَ) المكان (أَرْسَلْناكَ) يا محمد (فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) ليقرأ عليهم القرآن (وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ).
قال قتادة ومقاتل وابن جريح : نزلت في صلح الحديبية حتى أرادوا كتاب الصلح. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لعلي رضياللهعنه : «اكتب (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)» [١٥٠] (٢).
فقال سهيل بن عمرو والمشركون معه : ما نعرف الرحمن إلّا صاحب اليمامة ، يعنون مسيلمة الكذاب ، اكتب باسمك اللهم وهكذا كان أهل الجاهلية يكتبون.
ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله. فقال المشركون وقريش : لئن كتب رسول الله بم قاتلناك وصددناك قال فأمسك ولكن اكتب هذا ما صالح محمد ابن عبد الله.
فقال أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم : دعنا نقاتلهم. قال : لا ولكن اكتبوا كما تريدون ، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.
__________________
(١) تفسير القرطبي : ٩ / ٣١٧ ، والعمدة عن الثعلبي : ٣٥١.
(٢) تفسير القرطبي : ٩ / ٣١٧.