(ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ) (١) ، وثواب اليد قوله : (يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً) (٢) ، وثواب الفرج قوله : (وَحُورٌ عِينٌ) (٣) ، وثواب البطن قوله : (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً) (٤) الآية ، وثواب اللسان قوله : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٥) وثواب الأذن قوله : (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً إِلَّا قِيلاً سَلاماً سَلاماً) (٦) ، وثواب العين قوله : (وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ).
قال طاوس : لو علم أهل الجنة عمّن شغلوا ما هنّأهم ما اشتغلوا به ، وسئل بعض الحكماء عن قوله عليهالسلام : «أكثر أهل الجنة البله» [٧٧] قال : لأنهم في شغل بالنعيم عن المنعم ، ثم قال : من رضي بالجنة عن الله فهو أبله.
(فاكِهُونَ) قرأ العامة : بالألف ، وقرأ أبو جعفر (فكهون وفكهين) بغير ألف حيث كانا ، وهما لغتان : كالحاذر والحذر والفاره والفره ، وقال الكسائي : الفاكه والفاكهة مثل شاحم ولاحم ولابن وتامر ، واختلف العلماء في معناهما ، فقال ابن عباس : فرحون. مجاهد والضحاك : معجبون. السدي : ناعمون.
(هُمْ وَأَزْواجُهُمْ) : حلائلهم (فِي ظِلالٍ) قرأ العامة بالألف وكسر الظاء على جمع (ظلّ) ، وقرأ ابن مسعود وعبيد بن عمير وحمزة والكسائي وخلف : (ظلل) على جمع (ظلة).
(عَلَى الْأَرائِكِ) يعني السرر في الحجال ، واحدتها أريكة ، مثل سفينة وسفن وسفائن وقيل : هي الفرش ، (مُتَّكِؤُنَ. لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ) قال ابن عباس : يسألون. قال مقاتل : يتمنون ويريدون ، وقيل : معناه. من ادّعى منهم شيئا فهو له بحكم الله عزوجل ؛ لأنهم لا يدعون إلّا ما يحسن.
(سَلامٌ) قرأ العامة بالرفع ، أي لهم سلام ، وقرأ النخعي : بالنصب على القطع والمصدر.
أخبرني الحسن بن محمّد بن عبد الله الحافظ قال : حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال : حدّثنا أحمد بن الفرج المقرئ قال : حدّثنا محمد بن عبد الملك أبي الشوارب قال : حدّثنا أبو عاصم عبد الله بن عبد الله العباداني قال : حدّثنا الفضل بن عيسى الرقاشي ، وأخبرنا عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن قال : حدّثني أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى الملحمي الأصفهاني قال : حدّثنا الحسن بن أبي علي الزعفراني قال : حدّثنا ابن أبي الشوارب قال : حدّثنا
__________________
(١) سورة الحجر : ٤٦.
(٢) سورة الطور : ٢٣.
(٣) سورة الواقعة : ٢٢.
(٤) سورة الطور : ١٩.
(٥) سورة يونس : ١٠.
(٦) سورة الواقعة : ٢٥ ـ ٢٦.