سورة الأحزاب
مدنية ، وهي خمسة آلاف وسبعمائة وتسعون حرفا ،
وألف ومائتان وثمانون كلمة ، وثلاث وسبعون آية.
أخبرني محمد بن القاسم بن أحمد بقراءتي عليه قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن جعفر قال : أخبرني أبو عمرو الحميري وعمرو بن عبد الله البصري قالا : قال محمد بن عبد الوهاب العبدي ، عن أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن سلام بن سليم ، عن هارون بن كثير ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن [أبي أمامة] عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلّى الله عليه : «من قرأ سورة الأحزاب وعلّمها أهله وما ملكت يمينه أعطي الأمان من عذاب القبر» [١] (١).
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً (١) وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً (٢) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (٣) ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ (٤) ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٥))
قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ) الآية نزلت في أبي سفيان بن حرب ، وعكرمة بن أبي جهل ، وأبي الأعور عمرو بن [أبي] سفيان السلمي ، وذلك أنّهم قدموا المدينة فنزلوا على عبد الله بن أبي رأس المنافقين بعد قتال أحد ، وقد أعطاهم النبيّ صلّى الله عليه الأمان على أن يكلّموه ، فقام معهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح وطعمة بن أبيرق ، فقال للنبيّ صلىاللهعليهوسلم وعنده عمر ابن الخطّاب : ارفض ذكر آلهتنا اللات والعزّى ومنات وقل : إنّ لها شفاعة ومنفعة لمن عبدها وندعك وربّك ، فشقّ على النبي صلّى الله عليه قولهم ، فقال عمر بن الخطّاب : ائذن لنا يا رسول
__________________
(١) تفسير مجمع البيان : ٨ / ١١٥.