الله في قتلهم ، فقال النبي عليهالسلام : «إنّي قد أعطيتهم الأمان» [٢] ، فقال عمر بن الخطّاب : اخرجوا في لعنة الله وغضبه ، فأمر النبيّ صلّى الله عليه عمر أن يخرجهم من المدينة فأنزل الله عزوجل (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ]) (١) [٣].
(وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) من أهل مكّة يعني أبا سفيان وأبا الأعور وعكرمة (وَالْمُنافِقِينَ) عبد الله بن أبي وعبد الله بن سعد وطعمة بن أبيرق.
(إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً. وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) بالياء. أبو عمرو ، وغيره بالتاء.
(وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً) أخبرني ابن فنجويه ، عن موسى بن علي [عن الحسن ابن علويه] ، عن إسماعيل بن عيسى ، عن المسيب ، عن شيخ من أهل الشام قال : قدم على رسول الله صلّى الله عليه وفد من ثقيف فطلبوا إليه أن [يمتعهم] باللات والعزّى سنة وقالوا : لتعلم قريش منزلتنا منك ، فهمّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم بذلك (٢) ، فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ) الآيات.
قوله : (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) نزلت في أبي معمر جميل [بن معمر] بن حبيب بن عبد الله الفهري ، وكان رجلا لبيبا حافظا لما يسمع ، فقالت قريش : ما حفظ أبو معمر هذه الأشياء إلّا وله قلبان. وكان يقول : إنّ لي قلبين أعقل بكلّ واحد منهما أفضل من عقل محمّد ، فلمّا كان يوم بدر وهزم المشركون وفيهم يومئذ أبو معمر تلقّاه أبو سفيان بن حرب ، وهو معلّق إحدى نعليه بيده والأخرى في رجله ، فقال له : يا أبا معمر ما حال الناس؟ قال : انهزموا ، قال : فما بالك إحدى نعليك في يدك والأخرى في رجلك ، فقال له أبو معمر : ما شعرت إلّا أنّهما في رجلي ، فعرفوا يومئذ أنّه لو كان له قلبان لما نسي نعله في يده (٣).
وقال الزهري ومقاتل : هذا مثل ضربه الله للمظاهر من امرأته ، وللمتبنّي ولد غيره ، يقول : فكما لا يكون لرجل قلبان كذلك لا تكون امرأة المظاهر أمّه حتى يكون له أمّان ، ولا يكون ولد أحد ابن رجلين.
قوله : (وَما جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللَّائِي) قرأ أبو جعفر وأبو عمر وورش اللَّاء بغير مدّ ولا همز ، ممدودة مهموزة بلا ياء ، نافع غير ورش وأيّوب ويعقوب والأعرج ، وأنشد :
__________________
(١) أسباب النزول للواحدي : ٢٣٦.
(٢) معاذ للنبي صلىاللهعليهوسلم أن يهمّ بذلك ، إما لأنه لا ينطق عن الهوى ، وإما لأنه ينافي التوحيد فكيف يرضى بعبادة غير الله تعالى.
(٣) مجمع البيان : ٨ / ١١٧.