نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ (٨))
(تَنْزِيلُ الْكِتابِ).
قال الفراء : معناه هذا تنزيل الكتاب ، وإن شئت رفعته لمن ، مجازه : من الله تنزيل الكتاب ، وإن شئت جعلته ابتداء وخبره ممّا بعده.
(مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ * إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) أيّ الطاعة (الدِّينُ الْخالِصُ) قال قتادة : شهادة ان لا إله إلّا الله.
قال أهل المعاني : لا يستحق الدين الخالص إلّا الله.
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) يعني الأصنام (ما نَعْبُدُهُمْ) مجازه قالوا ما نعدهم (إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى).
قال قتادة : وذلك أنهم كانوا إذا قيل لهم من ربكم ومن خلقكم وخلق السماوات والأرض ونزل من السماء ماء؟
قالوا : الله.
فيقال لهم : فما يعني عبادتكم الأوثان؟
قالوا : (لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) وتشفع لنا عند الله.
قال الكلبي : وجوابه في الأحقاف (فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً) (١) الآية.
(إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ) يوم القيامة (فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) من أمر الدين (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي) لدينه وحجته (مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ * لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) كما زعموا (لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ * خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ).
قال قتادة : يعني يغشي هذا هذا ويغشي هذا هذا ، نظيره قوله : (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ) (٢).
وقال المؤرخ : يدخل هذا على هذا وهذا على هذا ، نظيره قوله : (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) (٣).
__________________
(١) سورة الأحقاف : ٢٨.
(٢) سورة الأعراف : ١٥٧.
(٣) سورة فاطر : ١٣.